رياضة

حقيقة الكبار

| مالك حمود

من حق الشارع الرياضي إبداء رأيه البناء بما يخص مسألة المنتخب الوطني لكرة السلة بعد نتائج غرب آسيا المؤلمة، ومن حق اتحاد السلة تقديم معطياته وأعذاره التي أوصلت لذلك، ومن حقنا أن نقدم وجهة نظرنا وسنكتفي بزاوية واحدة ومحددة، فالمنتخب الذي مثلنا امتاز بكبر أعمار لاعبيه بشكل واضح وفاقع! لدرجة أن متوسط عمر المنتخب كان بحدود (31) عاماً! فهل هذه حالة صحية؟ لا نظن ولو كانت كذلك لما خسرنا مبارياتنا الأربع وبشكل صريح! فعندما يكون في منتخبنا (7) لاعبين أعمارهم فوق الثلاثين ومنهم من لامس الـ(35) سنة، والعدد قابل للزيادة وكان يمكن أن يرتقع لـ(8) لاعبين فوق الثلاثين لولا الإصابة المفاجئة لحكم عبد اللـه وخروجه الاضطراري! وحتى بقية لاعبي الفريق فقد كان ثلاثة منهم أعمارهم (فوق 25)، ولاعب (23)، ولاعب واحد (تحت 20 سنة)!
لاشك أنه مؤشر خطر ولا يحمل تباشير خير لمستقبل الشباب في منتخبنا الذي يأخذ المعادلة بالمقلوب، فالمسألة يجب أن تكون معكوسة بخصوص الأعمار، وسأعود لتذكير اتحادنا بالتجربة السورية التي لجأ إليها الاتحاد في التسعينيات، تجربة أقدم عليها بعد فوز منتخبنا الوطني بغرب آسيا بلبنان حينما فاز على المنتخب اللبناني المدعم بلاعب الـ(NBA) روني صيقلي، ورغم الفترة الذهبية التي كان يعيشها منتخبنا آنذاك إلا أن اتحاد السلة تعامل مع المسألة بواقعية وتمعن معترفاً بأن ظاهرة الأعمار الكبيرة تسيطر على المنتخب، ليتخذ القرار الأجرأ والذي لم يكن ليتخذه غيره، حينما أعلن التخلي عن مجموعة من الأسماء الكبيرة التي تخطى عمرها الثلاثين عاماً لإعطاء الفرصة للوجوه الشابة!
ولا أظن أن هناك أسماء أكبر وأهم من (أبو سعدى وعبد الحي وطريف وعمار قصاص) تلك الأسماء بعظمة تاريخها وفاعليتها تم توجيه الشكر لخدماتها الجليلة للاعتماد على الوجوه الشابة من دون خوف أو تردد لتكون فرصة ذهبية لبروز دفعة جديدة من المواهب التي أخذت طريقها إلى النجومية الحقيقية محلياً وعربياً وأبرزهم: ميشيل معدنللي– شريف الشريف– رضوان حسب اللـه– خالد زيدان– نور السمان– وغيرهم، ونسمع العجب عن سبب خسارتنا أمام لبنان بعد تقدمنا بأننا خسرنا لنفاد المخزون البدني باعتبار لاعبينا متقدمين بالعمر!
وماذا بعد؟! عدنا بخفي حنين، وقبلها ألغينا دوري الشباب! وكل المنتخبات التي واجهناها بدلت صفوفها إلا منتخبنا وكأنه فريق الآثار والمتاحف! المعادلة باختصار يجب أن تكون معكوسة والأعمار الشابة هي الغالبة على المنتخب وهي قاعدة هرمه، وما دمنا نخسر كل مبارياتنا فلماذا لا نخسرها باللاعبين الشباب، وعندها نكون قد أكسبناهم قاعدة الاحتكاك والمشاركة على الصعيد الدولي، فقد آن وقت القرار، لمواجهة حقيقة الكبار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن