رياضة

بانوراما رياضية من ملاعبنا وصالاتنا ومؤسساتنا الرياضية … العاطلون يبحثون عن عمل ومجهولون ينتظرون الإنصاف

| ناصر النجار

جولة جديدة من بانوراما رياضية نجول في ملاعبنا وأنديتنا لنرصد بعض السلبيات التي تحتاج إلى إصلاح ومعالجة، ننظر إلى الأمر من باب النصح العام والنقد البناء الإيجابي، وننتظر حلولاً سريعة لمشاكل مزمنة، ومشاكل إنسانية، رياضتنا يجب أن تواكب الحياة بكل تفاصيلها، ورياضيونا يجب أن يحصلوا على ما يكفيهم في مواجهة هذه الحياة القاسية، لذلك نأمل أن يجد ما كتبناه أذاناً مصغية وتحركاً إيجابياً، وقرارات سريعة تواكب آلام وجراح رياضتنا والرياضيين بآن واحد معاً.
ما في جعبتنا كثير، وهذا ما انتقيناه لهذا الأسبوع وإلى التفاصيل:

خطوة ناجحة
كل الخطوات التي رافقت صور منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى المرحلة النهائية للتصفيات المونديالية كانت فاشلة بامتياز باستثناء الخطوة الأخيرة التي يجب الإشادة بها.
والخطوة الناجحة هذه هي اعتماد ملعب بيروت البلدي مكاناً لمباريات منتخبنا في هذه التصفيات وفي ذلك مكسبان اثنان، أولهما فني، وثانيهما مادي.
فالمكسب الفني يصب في مصلحة منتخبنا أمام عمالقة الكرة الآسيوية التي ستتعثر على هذه الملاعب التي تشبه ملاعبنا، وتتناسب مع أدائنا ومستوانا، وبالتالي من المفترض أن يكون هذا الملعب بمنزلة (الفخ) لهذه المنتخبات، وهنا تكمن شطارة الجهاز الفني في استثمار الملعب خير استثمار.
وهنا لا بأس من إقامة معسكر تدريبي على الملعب، وإجراء بعض المباريات عليه قبل انطلاق التصفيات.
أما المكسب المالي فيكمن بتخفيض النفقات بسبب قرب الملعب واختصار تذاكر الطيران، وكذلك اختصار الكثير من النفقات على منتخبنا.

رد ولكن؟
وردنا من الدكتور ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام رداً شفوياً حول ما كتبناه العدد الماضي عن أسباب حل اتحاد كرة اليد، مؤكداً أن الحل لم يكن لأسباب شخصية إنما بسبب انفراد اتحاد كرة اليد بالقرار الشخصي، واتباعه سياسة الكيل بمكيالين، ما أدى إلى ابتعاد الكثير من الكوادر، أو إبعادها، وهذا يضر بمستقبل اللعبة، والقرار لم يتخذ إلا بعد أن وصل العديد من الشكاوى حول الممارسات الخاطئة للاتحاد.
أولاً: نشكر الدكتور ماهر على أريحيته وتجاوبه مع ما نشر في «الوطن»، ما يدل على الإحساس بالمسؤولية، وثانياً: نتمنى أن تتعامل كل الاتحادات الرياضية بالمقياس ذاته من المتابعة واتخاذ القرار المناسب، وفوق ذلك فإن العديد من الاتحادات الرياضية تتبع نهج الإقصاء منذ سنوات، حتى لم يبق فيها الكوادر التي عرفناها نشطة ومتميزة، ومنها اتحاد الريشة الطائرة الذي أبعد الكثير من الكوادر واللاعبين المتميزين في خطة هدفها المصالح الشخصية، لذلك بعد سنوات من هذه السياسة الإقصائية لم نجد كوادر في هذه اللعبة إلا الكوادر العاملة في هذا الاتحاد، فهل كلامنا فيه أدنى شك؟

عاطلون
الكثير من كوادرنا المتميزة التي اضطرت ظروف الأزمة إلى تهجيرها ونزوحها إلى محافظات مختلفة تنتظر مساعدة الاتحاد الرياضي العام سواء في وظائفها أو في تشغيلها، حتى تضمن هذه الكوادر لقمة عيشها.
وما نعرفه أن الكثير من هذه الكوادر عاطل من العمل، وهناك الكثير من المطارح في الأندية والاتحادات الرياضية تشهد نقصاً في مواقعها، فهل بادرت القيادة الرياضية إلى إجراء مسح شامل على كوادرها الرياضية العاطلة من العمل، وتأمين فرص عمل لها حسب اختصاصاتها التي تحتاجها.

جنود مجهولون
المعالجون الفيزيائيون في رياضتنا يعتبرون بوصلة الأمان في كل الألعاب الرياضية، نظراً لحاجة الرياضيين لهؤلاء أثناء التحضير للبطولات والمباريات أو أثناء الإصابة.
للعلم فإن رياضتنا باتت تحظى بالعديد من المعالجين الفيزيائيين الذين اكتسبوا الخبرة وباتوا خير معين للاعبين في إصابتهم أو في أي أمر طارئ مرضي.
هؤلاء يعتبرون البلسم الشافي، وهم بالوقت ذاته جنود مجهولون بعيدون عن الأضواء وعن الاهتمام، ويكفي أن رواتبهم لم تعد تعادل مجهود يوم واحد، فهل نظرنا في تسوية أوضاعهم.

سيناريو رديء
السيناريو الذي تمت كتابته لمباراة الوحدة والطليعة كان رديئاً وإخراجه كان سيئاً، والمشكلة أن هذه المسرحية الهزلية لم تنطل على لاعبي الطليعة فرفضوا السفر إلى دمشق لعلمهم باتفاق إدارة النادي مع إدارة الوحدة على نقل المباراة من دون استشارة أحد (الكادر الفني واللاعبين) وسبب الرفض هو إحساس اللاعبين أن وراء الأكمة ما وراءها، وقد يعتبر هذا الموقف فيه رجولة وشجاعة، ولكن ما خفي أعظم، وهناك أكثر مما يدور من إشاعات وتساؤلات في الشارع الكروي، لأن ما دار بالكواليس يعتبر خيانة كروية، واتحاد كرة القدم ليس بريئاً مما حدث.
القضية يجب ألا تكون ضد مجهول، والمفترض أن تقوم القيادة الرياضية بفتح تحقيق عادل ونزيه في ملابسات المباراة لتصل إلى الحقيقة التي يجب أن تواجه بحزم وعقوبات رادعة نصرة لقدسية الرياضة وأخلاقها ومبادئها.

تناتيش
– بعض الأندية بدأت تقيم موائد الرحمن في رمضان كعادتها كل موسم، والغاية إرضاء المسؤولين الرياضيين في هذا الشهر المبارك، وتسديد بعض الفواتير المتراكمة!
– ضعف الموارد المالية جعلت بعض المدربين في ألعاب القوة يدربون في أكثر من ناد، فترى المدرب الفلاني مدرباً للرجال في ناديه، ومدرباً للسيدات في آخر، ومدرباً للقواعد في ناد ثالث، وهي حالة غير صحية ولها عواقب وخيمة.
– التخصص بات كذبة كبيرة في رياضتنا، سمعناها منذ عقدين، ورسمت لأجلها أكثر من خريطة رياضية، لكن أياً من هذه الخرائط لم تنفذ والسبب كسل الأندية وعدم متابعة القائمين على الرياضة، وعدم تنفيذ التخصص أمات بعض الألعاب وجعل بعضها الآخر في غياهب النسيان.
– تلويح أحد الأعضاء باتحاد كرة القدم بالاستقالة، يدل على أن العمل في اتحاد كرة القدم لا يسير بالشكل الصحيح، وإلا فلماذا ينوي هذا العضو الاستقالة؟
– مفاجأة ستحملها قادمات الأيام عن تغيير سيحدث في ناد كبير، قد يطول الجهاز الفني بأكمله، ومباريات كأس الجمهورية قد تسرع من اتخاذ القرار المفاجئ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن