بعد تهديدات طالت أميركا … داعش يتبنى اعتداء أورلاندو
تبنى تنظيم داعش الإرهابي أمس الاعتداء الذي أودى بحياة خمسين شخصاً في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا ونفذه أميركي، وفق ما أوردت إذاعة «البيان» الناطقة باسم التنظيم عبر الانترنت بحسب وكالة فرانس برس.
هذا وقالت محطة «إم. إس. إن. بي. سي» التلفزيونية الأميركية أمس نقلاً عن مسؤولين اتحاديين، أن عمر متين المسلح الذي نفذ هجوماً على ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو زار السعودية في 2011 و2012 بحسب وكالة رويترز.
وبعد نيويورك، ستكرم لندن ثم باريس ضحايا إطلاق النار الذي كانت حصيلته الأكبر في الولايات المتحدة 50 قتيلاً و53 جريحاً.
وكانت تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) سمحت بتحديد هوية منفذ الهجوم الذي وقع في ملهى ليلي للمثليين منذ الأحد، على أنه عمر صديق متين ويبلغ من العمر 29 عاماً ومولود في نيويورك.
وقال مسؤول مكتب التحقيقات الفدرالي في أورلاندو رونالد هوبر إنه قبل دقائق من تنفيذ أسوأ حادث إطلاق نار تشهده الولايات المتحدة، اتصل بأجهزة الطوارئ ليعلن «ولاءه» لتنظيم داعش.
ووصف أحد الجرحى ويدعى انجيل كولون الابن، لوالده، المهاجم على أنه كان واثقاً من نفسه وتحرك بمنهجية.
وقال الأب انجيل كولون بعد زيارة لابنه في المركز الطبي في أورلاندو «كان يمر أمام كل شخص ممدد على الأرض ويطلق النار عليه ليتأكد من موته».
وتذكر وقائع هذا الاعتداء بالهجوم على مسرح باتاكلان في باريس في 13 تشرين الثاني الذي تخلله احتجاز رهائن.
وقامت السلطات ليلة الإثنين بتحديث لائحة القتلى الذين تم التعرف على هوياتهم وما زالت لا تضم سوى عشرة أسماء على حين تبلغ حصيلة الهجوم 50 قتيلاً على الأقل و53 جريحاً.
وأثار الاعتداء ردود فعل في العالم وتأكيدات تضامن مع الولايات المتحدة. وتحدث البابا فرنسيس عن «تعبير جديد عن جنون قاتل وكراهية جنونية».
وفي أورلاندو، جرت أول التجمعات الأحد خصوصاً في كنيسة بحضور حاكم فلوريدا ريك سكوت.
وأعلنت جمعية «ايكواليتي فلوريدا» للدفاع عن حقوق السحاقيات والمثليين والمتحولين جنسياً عن تجمع أمس على ضفاف ايولا، إحدى البحيرات العديدة في المنطقة. وأعلن نحو 1500 شخص على صفحاتهم على موقع فيسبوك أنهم سيحضرون.
وقالت منظمة «وان بلاد» هيئة جمع الدم إنها لم تعد بحاجة إلى تبرعات بعد أن توجه آلاف الأشخاص بشكل عفوي الأحد إلى مراكزها أو شاحناتها المتنقلة للتبرع بالدم.
ومع تراجع حالة الطوارئ التي سادت في الساعات الأولى، تتوجه كل الأنظار إلى التحقيق الذي يفترض أن يحدد ما إذا كان عمر متين تحرك بمفرده ومسيرته وصولاً إلى الهجوم.
وقال رونالد هوبر: إن متين استجوب ثلاث مرات من مكتب التحقيقات الفدرالي في إطار تحقيقين، كان الأول في 2013 مرتبطاً بتصريحات متطرفة أدلى بها في مكان عمله.
وأكدت المجموعة البريطانية «جي 4 إس» إحدى أكبر المجموعات الأمنية في العالم أنه يعمل لديها منذ 2007 لكن بعد تحقيق لدى زملائه ومراقبته وعمليات تدقيق، لم يتمكن الـ«إف بي آي» من إثبات أن عمر متين أدلى بهذه التصريحات، لذلك ألغى القضية.
وبعد عام، خضع لاستجواب جديد هذه المرة على علاقة مع منير محمد أبو صالحة وهو أميركي من فلوريدا التحق بتنظيم داعش قبل أن يقتل في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في أيار 2014.
وقال هوبر: إنه رأى حينذاك أن الاتصال بين الرجلين كان «محدوداً ولا يعكس علاقة كبيرة أو تهديداً». وأضاف: «لم يكن هناك شيء يسمح بالإبقاء على التحقيق مفتوحاً».
وبما أنه بقي حراً ودون سوابق قضائية، كان لدى عمر متين إجازتا حيازة سلاح وتمكن من شراء سلاح يدوي وبندقية قبل أيام من الهجوم.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أن هجوم الأحد هو «تذكير جديد بالسهولة التي يمكن لشخص ما الحصول فيها على سلاح يسمح له بإطلاق النار على أشخاص في مدرسة أو مكان عبادة أو سينما أو ملهى ليلي».
وهو يشير بذلك إلى إطلاق النار في نيوتن (26 قتيلاً في 2012) وتشارلستون (تسعة قتلى في 2015) وأورورا (12 قتيلاً في 2012).
(أ ف ب- رويترز)