من دفتر الوطن

مجلس الخبراء

| عبد الفتاح العوض

الفكرة بسيطة… إنشاء مجلس خبراء في سورية
والأسباب التي تدعونا لذلك كثيرة… لكن أهمها أن مؤسسات صناعة القرار في سورية ليس لديها ما يكفي لإصدار قرارات سليمة أو مكتملة. فيما مضى تم الحديث عن مركز صنع القرار لكن الذي حدث على أرض الواقع أنه تم تقزيم الفكرة لتتحول إلى دائرة صنع القرار المنسية في إحدى غرف مجلس الوزراء.
عندما نتحدث عن مجلس خبراء وطني فإنه سيقدم خدماته لكل من مؤسستي الرئاسة ومجلس الوزراء. ودوره استشاري لكن آراءه لديها قوة معنوية تستطيع أن تؤثر في اتجاهات صنع القرار.
من المهم أننا نتحدث عن «خبراء» وليس عن موظفين وأيضاً ليسوا ضمن خيارات سياسية أي لا يمثلون أحزابهم بل يمثلون علومهم وخبراتهم. وهذه نقطة مهمة بحيث نجنب مجلس الخبراء الآراء السياسية وتجاذباتها. ولأن الحكومة بالضرورة مع المستقبل ستمثل توجهات سياسية فعلينا إيجاد مؤسسة خارج نطاق تأثير الأحزاب في صناعة القرار وخاصة في شقيه الاقتصادي والخدمي وهذا ما يهم الناس أكثر من أي شيء آخر.
والآن ولأن الكثير من السوريين أصبح في الخارج فإن وجود مجلس خبراء يمكن أن يضم بعضا منهم وهؤلاء يكونون أكثر قدرة على معرفة ما يحتاجه السوري للعودة وخاصة رؤوس الأموال ورؤوس الأفكار.
ما يمكن أن يكون عاملاً مهماً في إنشاء مجلس الخبراء أن يستطيع تقديم المشورة والرأي في حال طلب منه ذلك وفي حال وجد ضرورة ليدلي برأيه بسياسات أو قرارات تؤثر في حياة السوريين.
لكن لماذا أطرح هذا الموضوع الآن…؟
ببساطة نحن على مشارف تشكيل حكومة وكما العادة لا نعرف الكثير من المعلومات عن القادمين ولكن في ظل الفقر في الجانب الاستشاري لآلية صنع القرار فإن وجود مجلس خبراء إلى جانب الحكومة سوف يساعد على ضمان جودة للقرارات القادمة. لكن السؤال الصعب يتعلق بآلية اختيار الخبراء والمعايير التي تتحكم بهم وطريقة تعيينهم ومدة التجديد أو الاستغناء عن خبراتهم… كلها أسئلة تثير الجدل لكن من المهم أن تتم مناقشتها بعقل موضوعي يقرأ تجارب الآخرين ويستفيد منها.
أما عن الحكومة القادمة فثمة من يرى أننا بحاجة إلى حكومة محاربة فساد.. وثمة من يرى أننا بحاجة إلى حكومة عقل اقتصادي.. وآخرون يرون أننا نحتاج إلى شخصية إدارية تحسن قيادة الأفراد والموارد.
أن يجتمع كل هؤلاء غاية المنى لكن إيجاد تركيبة مدهشة لمثل هذه الاحتياجات سيكون صعبا.

أقوال:

غرامٌ من الخبرة يوازي طناً من النظريات. – روبرت سيسل
الخبرة مدرسة جيدة، لكن مصروفاتها باهظة. – هاينرش هاينه

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن