كرة القدم تتحدى الدراما في رمضان … صراع محتدم.. فمن يظفر بقلوب المشاهدين؟
| وائل العدس
لا نعرف أيهما أسوأ حظاً، الدراما أم كرة القدم؟ فالشهر الكريم حمل معه عشرات المسلسلات المتنوعة، وفي الوقت نفسه جاء إلينا ببطولتين قاريتين على قدر كبير من الأهمية.
ويتفق الجميع أن لكرة القدم سحراً خاصاً وعشاق الساحرة المستديرة كثر، لكن السؤال هل تنتصر الدراما التليفزيونية على كرة القدم؟ وخاصة أن كثيرين يرون أن هناك مأزقاً كبيراً ينتظر المسلسلات الدرامية؟.
صراع محتدم
إذاً، يشهد شهر رمضان المبارك صراعاً محتدماً بين فريقين قويين، الأول فريق الدراما الذي ينتظر عاماً كاملاً حتى يحين موعد الموسم الدرامي، والثاني فريق الكرة الذي يتأهب لمتابعة سحر المستديرة في بطولتين تضمان نخبة المنتخبات في العالم، ولستُ أدري أي الفريقين سيظفر بنسبة عالية من المشاهدة؟ وإن كنت أرى أن لا مفر أمام الفضائيات وشركات الإنتاج الدرامية من تلقي بطاقة حمراء ضريبة تشابكها مع السباق الكروي.
بطولة «كوبا أميركا» انطلقت في الولايات المتحدة قبل شهر رمضان بيومين وتستمر حتى الثاني والعشرين منه وتقام كل عامين، في حين بدأت منافسات «الأمم الأوروبية» في فرنسا بالرابع من الشهر الكريم وتمتد إلى ما بعد عيد الفطر بيومين، علماً أن البطولة تقام كل أربع سنوات.
سيكون السباق محموماً للظفر بقلوب المشاهدين مع تزامن العرس الدرامي بالعرس الكروي، فالجمل الفنية والأهداف الجميلة داخل المستطيل الأخضر ستنافس حتماً المشاهد الدرامية للظفر بقلوب ذلك المشاهد، ولن تقل المنافسة الكروية بجملها التكتيكية عن الدراما وجملها الفنية.
عدوى المنافسة ستنتقل إلى الشاشات بين مشاهد يتحمس ليشجع فريقه ولاعبه المفضل، وبين آخر يتسمر لرؤية ممثله ومسلسله المفضل، وعندها سيكون التنافس حاداً في البيت الواحد عندما يتجلى محبو الكرة والدراما في أبهى صورة حين تنفجر الأعمال الدرامية عبر القنوات التلفزيونية لتسفر عن فئات من المشاهدين، فئة تريد أن تعيش قصة حب محبوكة بين عاشقين يريدان بكل ما أوتيا من قوة أن يعيدا زمن الحب الجميل، وفئة تريد أن تبتسم ولو للحظات في مشاهد الكوميديا لعلها تخفف من حدة الأخبار المفجعة التي باتت علامة «عاجل» تتقدمها في نشرات الأخبار.
أمام هذا الكم الكبير من الأعمال الدرامية التي تزدحم بها القنوات التلفزيونية تأبى اللعبة الأكثر شعبية في العالم إلا أن تمد عنقها على المشاهدين لتقسم المشاهدين إلى قسمين، قسم يخفق قلبه إثر كل تمريرة لكرة أو تسديدة، وقسم يدق قلبه توجساً لنهاية غير متوقعة لبطله المفضل، وهنا تبدأ المشكلة ولاسيما إذا كان ذلك البيت لا يتوافر إلا على «ريموت كونترول» واحد، يبدأ الصراع غير الودي ولاسيما بين الأنثى والذكر، فالأولى تريد أن تشاهد أبطالها المفضلين في لعبة الدراما لتكمل مسلسلها إلى آخر حلقة، أما الثاني فلا يمكن أن يتنازل عن مشاهدة بطله المفضل في لعبة الكرة ليكمل مشوار منتخبه وبطله إلى صافرة النهاية.
امتحان حقيقي
سيكون رمضان هذا الموسم الامتحان الحقيقي للدراما التي ستصطدم بجدار بشري كبير من مشجعي الكرة لتحاول أن تخرج برصيد معتبر من المشاهدة.
هو جنون الكرة الذي أوقع الدراما الرمضانية في هذا الموسم في ورطة حقيقية. وسنشهد بالفعل كرة قدم بطعم الدراما لأنها ستسفر عن فائزين كثر، فضلاً عن المتوج بالبطولتين القاريتين.
ربما يكون جمهور كرة القدم مختلفاً تماماً عن جمهور المسلسلات وإن كانت هناك شريحة قليلة من هذه النوعية تحب الكرة أيضاً، لكن الإيجابية في الموضوع أن المسلسلات تعاد في اليوم مرتين وأكثر، كما أن المسلسل الواحد يعرض على أكثر من قناة، منها مثلاً عمل يعرض على أكثر من عشر قنوات في عشرة مواقيت مختلفة، ما يفسح للمشاهد خيارات متعددة في اختيار التوقيت المناسب.
وبالتأكيد فإن المسلسلات غير الحصرية هي التي ستنجو من التأثر، لأنها تعاد أكثر من مرة على أكثر من قناة، وهذا بالتأكيد يخفف من وطأة الخوف من التأثير، لكن في النهاية لا أحد يستطيع إنكار أن هناك تأثيراً سيحدث بسبب مباريات كرة القدم في رمضان.
المشكلة أن ذروة العروض الدرامية تتزامن مع وقت الإفطار حتى السحور، وهو وقت قصير لا يحتمل توزيعه بين العبادة والدراما والكرة، علماً أن المباريات تنطلق عصراً وتستمر حتى فجر اليوم الثاني.
ولكن إن اضطر المشاهد دعم كفة الكرة، فإنه يستطيع متابعة مسلسله المفضل عبر شبكة الإنترنت، وتحديداً عبر موقع اليوتيوب الشهير الذي يمثل ذاكرة أخرى للدراما، في حين لا يمكن لعاشق ولهان للكرة أن يتابع مباراة ما بالإعادة بعدما عرف النتيجة، لأنه فقد بذلك عناصر المفاجأة والتشويق والحماس والمتعة.
صراع أسري
يقول خبر إن معركة طاحنة نشبت بين أفراد أسرة واحدة في إحدى الدول العربية للسيطرة على جهاز التحكم في التلفزيون للاختيار بين متابعة مباريات المنافسات الكروية والمسلسلات الدرامية، حيث اعتبرت الزوجة الكرة ضرتها طوال الشهر الذي تقام فيه البطولات.
ويقول الزوج: «لم أهنأ بالمباراة ولا رأيت شيئاً، زوجتي لا تنقطع عن كلمة أعطني الريموت». ولذلك واعتبر أن الرجال خلال رمضان هم أكثر فئة مظلومة».
وبررت الزوجة إصرارها على متابعة المسلسل بأن «المباراة مجرد كرة تدور بين أقدام لاعبين ليس بها أي شيء لافت.
وتقمص الزوج دور الحكم، وأخرج لزوجته بطاقة صفراء، ومع إصرارها على المناوشة على الريموت، أخرج لها البطاقة الحمراء، مخرجا إياها من حلبة التلفزيون.
ربما من الأجدر تطبيق التصويت والاحتكام للديمقراطية في المنزل لاختيار ما تشاهده العائلة، ولتفادي حدوث أزمة يمكن تقسيم الوقت أو الاحتكام للقرعة.