رياضة

كرتهم وكرتنا

| ناصر النجار 

ليالي رمضان المباركة حفلت هذا العام بأمسيات كروية ممتعة امتدت من كوبا أميركا إلى بطولة أمم أوروبا التي حفلت بالكثير من الدروس والعبر والمفاجآت.
ولعل الخروج البرازيلي من الدور الأول من بطولة كوبا أميركا هو الحدث الأبرز لأنه الأول في تاريخ البرازيل حسب نظام البطولة الجديد، ويربط المراقبون هذا الخروج بعدم مشاركة نيمار الذي احتفظ فيه البرازيليون للأولمبياد ليكون مركز الثقل في فريقهم علّهم يحصلون على ذهبية المسابقة التي طالما يتوقون إليها، وخلت خزائن البرازيل من هذه البطولة، لذلك يتم التساؤل: هل يستحق الأولمبياد التضحية بمسابقة إقليمية كانت من المفترض أن تعيد لكرة البرازيل لمعانها بعد السقوط المدوي في كأس العالم الماضية.
لذلك شعرنا أن البطولة الأميركية هي بطولة نجوم، فكما خسرت البرازيل لأنها أبعدت نيمار، فإن الأورغواي تعرضت للمصير ذاته بفقدانها سواريز الذي تابع البطولة من على المدرجات يتألم على منتخبه وعلى إصابته التي لم تأت بموعدها.
والمفاجأة التي أجدها جديرة بالاهتمام هذا الصعود المذهل لمنتخب فنزويلا الذي فاجأ العالم بنتائجه وتأهله إلى دور الستة عشر وكان قبلها ملعباً تغزو فيه المنتخبات مرماه فتسجل ما تيسر من الأهداف، وهو دليل على أن لكل مجتهد نصيباً، فالمنتخب الذي كان آخر منتخبات القارة الأميركية نتائج ومستوى وأداء وإنجازات، صار اليوم يقارع المنتخبات الكبيرة وهو بدرجة ما يصح أن يكون قدوة لمنتخبنا الذي لم يستطع النهوض ويخشى مواجهة عمالقة الكرة الآسيوية، فكيف إن واجه فرق الأميركيتين؟
وليس بعيداً عن فنزويلا، فإننا نجد ألبانيا وقد تجاوزت الأدوار الأولى للبطولة الأوروبية ووصلت إلى النهائيات كحدث فريد في هذه الكرة التي كانت نقطة الضعف في القارة العجوز.
لن نستبق الأحداث في البطولتين المهمتين، لكن علينا النهل من هذه المدارس الكروية المختلفة والتعلم منها، علّنا نصل إلى حقائق قد تكون غائبة عن كرتنا أو أن البعض غيّبها تحقيقاً لمصالح شخصية ضيقة، والله من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن