سورية

أنقرة: سنستخدم جميع الوسائل لمنع قيام أي كيان في الشمال السوري

| وكالات

في إشارة إلى نياتها التدخلية في دول الجوار، أعلنت تركيا أنها ستكافح ما سمته «المنظمات الإرهابية» في الداخل وفي الخارج. وفيما يمكن اعتباره تحدياً لأميركا أكدت أنقرة أنها لن تسمح بالتعاون مع «منظمات إرهابية» في سورية حتى وإن كان يدعمها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. كما أكدت أنها ستستخدم الوسائل كافة الدبلوماسية والعسكرية والسياسية لمنع قيام أي كيان في الشمال السوري.
وجاءت التصريحات التركية على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها عقب مأدبة إفطار قدمها لنواب البرلمان التركي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وفق ما نقل موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي. وأوضح أردوغان في الكلمة أن «بلاده لن تسمح بتشكيل أي كيان في شمال سورية».
وتابع أردوغان في هذا الصدد قائلاً: «الدولة التركية ستستمر في مكافحة المنظمات الإرهابية بكل حزم سواء في الداخل أم في الخارج، وإننا سنري الإرهابيين قبضتنا الحديدية، وسنتعامل مع المظلومين في الوقت نفسه برحمة وشفقة، وسنتخذ جميع التدابير للحفاظ على أمن وسلامة مناطقنا».
بدوره، رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، كرر كلام أردوغان بالقول: إن «بلاده لن تسمح بقيام أي كيان لم يكن موجوداً مسبقاً، بالقرب من حدودها (في إشارة منه إلى الحدود التركية السورية).
وأوضح يلدريم في كلمة ألقاها أمام كتلته البرلمانية: إن تركيا «ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لمنع قيام أي كيان في شمال سورية، مشيراً إلى عزم حكومته على الاستمرار في مكافحة المنظمات الإرهابية».
وعلى صعيد السياسة الخارجية أوضح يلدريم أن مبدأ حكومته هو الإكثار من الأصدقاء، والتقليل قدر المستطاع من الأعداء، وعقد علاقات مميزة مع دول الجوار.
كما انتقد يلدريم مماطلة الاتحاد الأوروبي فيما يخص رفع تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك الراغبين في زيارة منطقة شنغن الأوروبية، مؤكداً في هذا السياق أن «قانون الإرهاب المعمول به حالياً في تركيا لا يمكن تغييره في ظل التهديدات التي تحيط بها من المنظمات الإرهابية».
وقال يلدريم، أمس، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن تركيا «لن تسمح بالتعاون مع منظمات إرهابية في سورية حتى وإن كانت تدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب تنظيم داعش هناك».
وأنقرة وواشنطن على خلاف منذ فترة طويلة بشأن دور المقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة. وتقول تركيا: إنهم «إرهابيون تابعون لحزب العمال الكردستاني المحظور»، على حين «ترى الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد السوريين شريكاً رئيسياً في المعركة لمواجهة داعش».
من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول منطقة شنغن، سيتم بعد «الإيفاء بكامل المعايير دون استثناء».
من ناحية ثانية، شدد أردوغان على أنه «لا يحق لأحد ترك النساء والأطفال السوريين والعراقيين والأفغان والليبيين والأفارقة يواجهون مصيرهم في ظلمات البحر المتوسط».
وأعرب أردوغان للصحفيين عن خيبة أمله واستيائه بسبب إخفاقه في إقامة «علاقات نموذجية» مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، عن صحيفة «Hurriyet Daily News» التركية: إنه «علق على أوباما الآمال الكبيرة ولكنها لم تتحقق لأسفه الشديد». وأضاف: «لم تتمكن الدولتان من تحقيق تعاون مشترك ملحوظ في سورية والعراق». ولعل أكثر المشاكل حساسية هي دعم واشنطن لـ«وحدات الدفاع الشعبي» الكردية (YPG) التي تعتبرها مجموعة «إرهابية»، وقال أردوغان: إن «المواطنين الأتراك شعروا بالأسف والغضب عند مشاهدة صور جمعت بين عسكريين أميركيين ومقاتلين من الوحدات الكردية».
وتثير قلق وأسف الأتراك كذلك، وفقاً لأردوغان، «مواقف روسيا من النزاع السوري». وقال: «صداقتنا مع مستر بوتين رفعت المصالح الثنائية إلى مستويات عالية جداً». ولكن الوضع تغير كلياً بعد إسقاط مقاتلات تركية للطائرة الحربية الروسية في تشرين الثاني عام 2015.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن