سورية

‏خدام وصف الحديث عن اتفاقات روسية أميركية بأنه «كذبة كبرى» … تزايد المؤشرات السلبية حيال استئناف جنيف

وسط مؤشرات سلبية إزاء إمكانية استئناف محادثات جنيف السورية- السورية، وصف المعارض منذر خدام ما تم الحديث عنه حول اتفاقات روسية أميركية لحل الأزمة السورية بأنه «كذبة كبرى»، لافتاً إلى أن الحقيقة الوحيدة هي أن «الحرب مستمرة» وأن السوريين صاروا مجرد «لعبة في ملاعب الأمم».
ومنذ لقاء وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أيار 2015، والذي تلاه لقاء آخر في كانون الأول الماضي وعشرات اللقاءات والاتصالات الهاتفية بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف تتحدث تقارير صحفية عن اتفاقات أميركية روسية لحل الأزمة في سورية.
وتعزز ذلك الحديث مع صدور القرار 2254 عن مجلس الأمن الدولي والمتضمن خارطة طريق لحل الأزمة خلال 18 شهراً. وكذلك بعد توصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق وقف العمليات القتالية العدائية في سورية والذي دخل حيز التنفيذ منذ 27 شباط الماضي.
وفي تدوينة له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كتب خدام: لن يكون مفاجئاً لي إعلان (المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان) دي ميستورا تخليه عن مهمته كموفد أممي إلى سورية، لافتا إلى أنه «لا تزال الهوة سحيقة بين أطراف النزاع الداخلية والخارجية»، وموضحا أن «كل طرف لا يقبل بأقل من هزيمة الطرف الآخر».
وقال خدام: إن «ما يقال عن اتفاقات روسية أميركية لحل الأزمة السورية لا يعدو كونه كذبة كبرى، والحقيقة الوحيدة هي أن الحرب مستمرة وتحصد يوميا أرواح السوريين وتدمر عمرانهم… لقد صرنا للأسف مجرد لعبة في ملاعب الأمم.؟!!».
وربط دي ميستورا الخميس الماضي عقد جولة جديدة من المحادثات السورية – السورية باتفاق الأطراف على معايير الانتقال السياسي، وقال: إن «الوقت لم يحن بعد لعقد جولة ثالثة رسمية من المحادثات السورية»، مبيناً أن الأمم المتحدة لن تعقد جولة جديدة للمحادثات في مدينة جنيف السويسرية، «حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي» الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من آب.
جاءت تصريحات دي ميستورا في وقت تتجه الأنظار إلى الميدان السوري، والذي يشهد عمليات عسكرية ستؤدي إلى تحديد مصير الرقة وحلب، وكانت محور اللقاء الثلاثي الذي استضافته العاصمة الإيرانية الأسبوع الماضي وجمع وزراء دفاع إيران وسورية وروسيا.
وأقلقت، على ما يبدو، تصريحات دي ميستورا روسيا، فقد ذكر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن بلاده قلقة من تباطؤ الجهود الرامية إلى دفع المفاوضات السورية السورية قدماً إلى الأمام، واستعرض الرؤية الروسية لحل الأزمة السورية عبر ثلاثة مسارات، داعياً إلى تكثيف الجهود لوقف هذه الأزمة.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي الخميس مع نظيره الأردني ناصر جودة في موسكو أن «العملية السياسية (الجارية في جنيف) تمثل المسار الأول». أما «المسار الثاني فيكمن بإنهاء الاشتباكات على كامل التراب السوري»، إلا أنه أوضح أن عمليات وقف إطلاق النار يجب أن تستثني تنظيم داعش و«جبهة النصرة» والمتعاونين مع التنظيمين، معتبراً أن التباطؤ في ضرب «الإرهابيين» وتأجيل العمل العسكري بذريعة إعطاء مزيد من الوقت للمعارضة المسلحة لكي تتنصل من مواقع تنظيم داعش والنصرة، أصبح أمراً ضاراً»، في رسالة غير مباشرة للجانب الأميركي.
وقال لافروف إن المسار الثالث هو «حل الأزمة الإنسانية». وأكد ضرورة وقف تدفق الإرهابيين والأسلحة إلى سورية وبالأخص عبر تركيا.
وتتمسك موسكو بنظام وقف الأعمال القتالية، واعتبرته صامداً على الرغم مما وصفته الخارجية الروسية بـ«استمرار الاستفزازات من قبل الإرهابيين ولاسيما في حلب وريفها» الهادفة إلى «إحباط» النظام بالكامل.
نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف دعا أمس الأول إلى استئناف الحوار السوري السوري في جنيف بأسرع وقت ممكن، مشدداً على وجوب ألا يكون هذا الحوار رهينة نزوات وتمنع مجموعة من المعارضة تريد إملاء شروطها على باقي الأطراف، في إشارة غير مباشرة إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة والتي علقت مشاركتها في الجولة السابقة من المحادثات وتصر على رفض استئنافها قبل «وقف قصف الطيران الروسي لمواقع المجموعات المسلحة، ووصول المساعدات الإغاثية إلى كافة المناطق المحاصرة من قبل النظام».
واعتبر غاتيلوف، حسبما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: أن «الوضع فيما يتعلق باستئناف محادثات جنيف «غامض للغاية الآن»، وانتقد «التأجيل المفتعل» للمباحثات، قائلاً: «لا يجب أن يكون هناك تأجيل مفتعل لاستئناف المحادثات السورية في جنيف، ومن الأفضل أن تنطلق بصيغة الحوار المباشر بين وفد الحكومة والمعارضة»، لافتاً إلى أن غياب وفد موحد للمعارضة يخلق عوائق جدية لانطلاق عملية حوار موضوعية، محملاً المسؤولية بشكل غير مباشر لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» التي ترفض إشراك معارضين من منصات القاهرة وموسكو وحميميم.
وبيّن أن «وضع سقف زمني صارم لصياغة دستور سوري جديد هو أمر غير بناء»، وهو ما سبق أن فعله وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي تحدث عن شهر آب المقبل موعداً لإعلان الدستور. وبين أن المواعيد التي حددها مجلس الأمن الدولي ترتبط بالعملية التفاوضية نفسها. وأضاف شارحاً: «قرار الأمم المتحدة رقم (2254) يجيب باستفاضة على المواعيد الإرشادية لتحقيق الأهداف خلال عملية الحوار، ولكن لا يجب الانغلاق على هذه المواعيد بالذات، فهي مرتبطة بالعملية التفاوضية، كما أن وفد المعارضة الشامل غير موجود حتى الآن».
وكان دي ميستورا قد حاول فرض المواعيد الإرشادية في القرار 2254 من جانبه، عندما أعلن في الثالث عشر من شهر آذار الماضي أن العد التنازلي للجدول الزمني الوارد في القرار للمرحلة الانتقالية قد بدأ. واستند كيري على ما يبدو على هذا الإعلان من أجل القول بإصدار الدستور الجديد في أب المقبل، قبل أن يتراجع قليلاً ويقول إن شهر آب هو موعد مستهدف وليس نهائياً.
واجتماع وزراء دفاع سورية العماد فهد جاسم الفريج، وإيران العميد حسن دهقان، وروسيا الجنرال سيرغي شويغو، في طهران بحث في تعزيز التنسيق والتعاون بين جيوش هذه الدول على الأرض ضد الإرهاب. وذكرت مصادر روسية أن الاجتماع بحث الحملة على الرقة وأيضاً الوضع في حلب، وذلك من ضمن نظام الهدنة القائم في البلاد بموجب اتفاق روسي أميركي.
وأكدت إيران مجدداً تأييدها التفاوض ومعالجة الأزمة السورية عن طريق الحوار السوري السوري، وأعلنت الموافقة على «وقف إطلاق نار مكفول ومضمون لا يؤدي إلى إعادة بنية وقدرات الإرهابيين في سورية»، في انتقاد مبطن للاتفاق الروسي الأميركي بشأن وقف العمليات القتالية والذي تمكنت في ظله المجموعات المسلحة من شن هجومين في ريف حلب الجنوبي.
ووزع الاجتماع الثلاثي الأدوار فيما يتعلق بالميدان السوري وبالأخص في حلب والرقة، خصوصاً مع اقتراب الجيش من الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن