توتر أميركي روسي.. وبوتين يستقبل بان ودي ميستورا … موسكو: أحبطنا خطط إقامة قاعدة للإرهابيين في الشرق الأوسط وواشنطن تؤكد أنها تعمل لإحياء «وقف العمليات القتالية»
| الوطن – وكالات
وسط مؤشر على توتر أميركي روسي، يلتقي الزعيم الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، على حين أكدت موسكو أن عمليتها الجوية في سورية أحبطت خطط الإرهابيين بإقامة قاعدة لهم في الشرق الأوسط.
ووجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس تحذيراً إلى روسيا والرئيس بشار الأسد لجهة ضرورة احترام اتفاق «وقف الأعمال القتالية»، مؤكداً أن صبر واشنطن «محدود جداً».
ومن العاصمة النرويجية أوسلو، قال كيري إثر لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف: «على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جداً في ما يتعلق بمعرفة ما إذا كان (الرئيس) الأسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا» على صعيد التزام اتفاق «وقف العمليات القتالية»، الذي تم التوصل إليه في شهر شباط الماضي.
وأبدى كيري من جانبه استعداد بلاده لمحاسبة المسلحين الذين ينتهكون «وقف العمليات القتالية». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه: أن الولايات المتحدة «مستعدة أيضاً لمحاسبة (المجموعات المسلحة) من عناصر المعارضة» الذين يشتبه في ارتكابهم انتهاكات أو الذين «يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار». وتابع «تبين أن وقف الأعمال القتالية هش ومهدد، ومن الحيوي إرساء هدنة حقيقية. إننا ندرك هذا الأمر وليس لدينا أي أوهام». وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على اتفاق لإحياء وقف العمليات القتالية وتأمل بالتوصل إليه في الأسبوعين المقبلين، ما سيسرع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين.
وتحسباً من الوعود التي أطلقها ولم تتحقق وآخرها كان صياغة دستور سوري جديد في شهر آب المقبل، قال كيري أيضاً: «لن أطلق أي وعد يلزمني، لكن مباحثاتي مع ظريف تجعلني اعتقد أن هناك سبلاً للتوصل إلى ذلك».
والإثنين بادر كيري إلى الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف وبحثا إمكانية التعاون في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية في سورية، حيث طالب الوزير الروسي بابتعاد «فصائل المعارضة السورية» المدعومة من الولايات المتحدة، عن تنظيم جبهة النصرة المصنف على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية، كما شدد على عدم جواز السماح بإمداد الإرهابيين بالسلاح والمقاتلين عبر الحدود مع تركيا. ولاحقاً أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، أن بلاده قدمت مقترحات إلى روسيا «لتعزيز نظام وقف إطلاق النار في مناطق معينة في الشمال الغربي من مدينة حلب» من دون أن يوضح ماهية تلك المناطق بدقة.
وتحت سقف مجلس الدوما الروسي، أعاد لافروف أمس أمام نواب الشعب الروسي إلى الأذهان أن الرئيس الروسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي قدم مبادرة خاصة بتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب تعتمد على قاعدة قانونية دولية متينة وتحت رعاية الأمم المتحدة. واستطرد قائلاً: «دعماً لهذه المبادرة، بدأت القوات الجوية والفضائية الروسية العمل في سورية تلبية لطلب السلطات السورية وبالتعاون مع الجيش السوري ووحدات الدفاع الوطني من أجل إحباط خطط الإرهابيين لإقامة قواعد لهم في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الإستراتيجية».
وتابع لافروف في كلمته، بحسب موقع «روسيا اليوم»: إن شركاء روسيا الغربيين احتاجوا إلى وقت طويل لكي يدركوا خطورة التحديات التي مصدرها تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان، وضرورة التنسيق مع روسيا في التصدي لهذه المخاطر. وأضاف إن الأشهر الماضية شهدت تقدماً في إطلاق جهود عملية مشتركة في هذا المجال، إذ أنشأت روسيا والولايات المتحدة المجموعة الدولية لدعم سورية، بينما تبنت الأمم المتحدة خطة متكاملة لوقف الأعمال القتالية وضمان الوصول الإنساني إلى المحتاجين في المناطق المحاصرة، ودفع عملية التسوية السياسية بلا شروط مسبقة أو تدخلات خارجية، قدماً إلى الأمام. وتعهد لافروف بأن تواصل روسيا سياستها المستقلة والمسؤولة المبنية على مبدأ سيادة القانون الدولي والأساليب الجماعية لاتخاذ القرارات مع ضمان الدور المركزي للأمم المتحدة.
في الغضون، أعلن وزير الدفاع الروسي جنرال الجيش سيرغي شويغو أن الإرهاب الدولي يعتبر أخطر تهديد للبشرية. وخلال جلسة مجلس وزراء دفاع بلدان رابطة الدول المستقلة في موسكو، قال شويغو: إن المهمة الرئيسة لدول الرابطة تكمن في منع انتشار هذا البلاء داخل أراضيها.
على خط مواز، قال الأمين العام للأمم المتحدة: إنه لا يمكن تحقيق تقدم في تسوية الأزمة السورية إلا بالحوار وعبر جهود المجتمع الدولي برمته، مشيداً بالدور المحوري لروسيا في هذه الجهود.
ومساء أمس الأول، أعلنت الرئاسة الروسية أن بوتين سيبحث مع بان ودي ميستورا الوضع في سورية ومكافحة الإرهاب على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي يبدأ أعماله اليوم الخميس.
وذكر بان في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن الطريق إلى تسوية الأزمة السورية مازال طويلاً، لكنه أشار إلى التأثير الإيجابي الذي جاء به التعاون بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي بشأنها.
ورداً على سؤال حول مدى واقعية الجدول الزمني للتسوية السورية الذي أقره مجلس الأمن، قال بان: إن هذه الوثيقة تبقى معلماً مهماً يدفع طرفي الأزمة للتحرك إلى الأمام نحو تحقيق طموحات الشعب السوري. ولفت إلى أن الدول الكبرى تمكنت، على الرغم من الخلافات القائمة بينها، من التوصل إلى صفقة نووية مع إيران حول برنامج الأخيرة النووي، وأشار أيضاً إلى تحقيق تقدم بقدر ما حول التسوية السورية، مؤكداً في الوقت نفسه أن مفاوضات السلام تتقدم ببطء شديد.
وسبق لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن أشار إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية «متردد» بشأن عقد جولة جديدة من المفاوضات حول سورية لاقتناعه بعدم وجود أرضية جاهزة لها، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة تولي اهتماماً كبيراً جداً لمجموعة (الرياض) من المعارضة السورية (الهيئة العليا للمفاوضات)، في الوقت الذي تعرب فيه الحكومة السورية عن استعدادها للمفاوضات».