سورية

دمشق أدانت وبرلين اعتبرته «اتهاماً خاطئاً» … الخارجية: وجود قوات فرنسية وألمانية يشكل عدواناً على سيادة سورية

| وكالات

أدانت سورية أمس وجود قوات فرنسية وألمانية على أراضيها، معتبرة ذلك «عدواناً» على سيادتها، وانتهاكاً صارخاً لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، على حين نفت ألمانيا وجود أي قوات لها في سورية، معتبرة أن موقف دمشق «اتهام خاطئ».
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، تعقيباً على الأنباء الصحفية حول وجود مجموعات من القوات الخاصة الفرنسية والألمانية في منطقتي عين العرب ومنبج في ريف حلب الشمالي: «تدين الجمهورية العربية السورية بشدة هذا التدخل السافر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وعدواناً صريحاً وغير مسوغ على سيادة واستقلال سورية».
وأضاف المصدر: إن «الإدعاء بأن هذا الانتهاك يأتي ضمن محاربة الإرهاب لا يستطيع أن يخدع أحداً لأن مكافحة الإرهاب بشكل فعال ومشروع تقتضي التعاون مع الحكومة السورية الشرعية والتي يقاتل جيشها وشعبها الإرهاب على كل شبر من الأرض السورية وقدم الكثير من التضحيات لتطهير سورية من رجس الإرهاب الذي بدا واضحاً اليوم بأنه يشكل تهديدا جدياً للسلم والأمن والاستقرار الدولي برمته».
وتابع: إن «الأهداف الحقيقية لهذا التدخل السافر أبعد ما تكون عن مكافحة الإرهاب ولا سيما أن الدول المنخرطة شكلت ولا تزال داعماً أساسياً للإرهاب منذ اندلاع الأزمة في سورية وأعاقت دائماً أي جهد دولي جاد لوضع حد لهذا الوباء وخاصة لجهة إسباغ الشرعية على بعض المجموعات الإرهابية عبر وصفها بالاعتدال التي لا تختلف في نهجها وتفكيرها وعقيدتها عن داعش والنصرة».
وقال المصدر: إن «الشعب السوري يؤكد مجدداً تمسكه المطلق بسيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها وبذل الغالي والنفيس للدفاع عنها بالقدر والعزيمة والثبات نفسها الذي يقارع به الإرهاب التكفيري وإن الواجب الدستوري للقوات المسلحة العربية السورية الباسلة الدفاع عن كل شبر من الأراضي السورية»، وأردف: إن «الجمهورية العربية السورية تدعو الدول المعتدية للصحوة من أحلام اليقظة والتخلي عن أوهامها وعقليتها الاستعمارية لأن عصر الانتداب والوصاية قد زال إلى غير رجعة».
في الأثناء نفت وزارة الدفاع الألمانية، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، وجود قوات خاصة ألمانية في شمال سورية، قائلة: إن «مثل هذه المزاعم المتكررة الصادرة عن الحكومة السورية خاطئة ولم تكن صحيحة قط».
وقال متحدث باسم الوزارة: «لا قوات خاصة ألمانية في سورية. إنه اتهام خاطئ».
وتشن «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هجوماً في الوقت الحالي على تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، قرب مدينة منبج على حين تخضع مدينة عين العرب لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية وهي جزء من «الديمقراطية».
وتأتي الإدانة السورية بعد نحو أسبوع على إشارة مصدر قريب من وزير الدفاع الفرنسي إلى أن جنوداً فرنسيين يقدمون المشورة في سورية لـ«قوات سورية الديمقراطية» التي تقاتل تنظيم داعش في محيط مدينة منبج.
وقال المصدر الخميس الماضي: «هجوم منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا. الدعم هو نفسه بتقديم المشورة»، دون أن يضيف أي تفاصيل عن عدد الجنود.
وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين إلى جانب «قوات سورية الديمقراطية» في الهجوم الذي بدأته شمال حلب في 31 أيار.
وتمكنت هذه القوات بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج وقطع كل طرق الإمداد إلى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن