رياضة

في نصف نهائي كأس الجمهورية … لغة التاريخ ستتكلم أم أرض الملعب ستتحكم أم اتحاد الكرة سيتدخل؟

| نورس النجار

تجري اليوم وغداً مباريات المربع الذهبي من كأس الجمهورية وفيها سنجد كلاسيكو دمشقياً حمصياً بين الكرامة والوحدة الإثنين وهو لا يقل أهمية عن كلاسيكو دمشق حلب الذي شاهدنا في مباريات ربع النهائي بين الجيش والاتحاد، كذلك سنشهد اليوم لقاء كبيراً بين الجيش وجبلة الذي يحمل بطياته مباراة أعمق من التوقعات، بل هي مباراة بين مدربين تقابلا مع بعضهما عدداً من المرات عندما كان الشعار يقود الشرطة والشمالي يقود مصفاة بانياس، ولا ينسى الشمالي أبدأ أن الجيش حرم فريقه مصفاة بانياس قبل سنتين من لقب كأس الجمهورية عند وصول المصفاة للنهائي لأول مرة بحياته.
المربع الذهبي في نسخته الحالية يحمل معنا عودة الكرامة وجبلة إلى أضواء كأس الجمهورية وكلاهما يتمنى الظفر بنتيجة إيجابية بالمباراة والوصول للنهائي.
بين لغة التاريخ وأرض الملعب مباراتان على صفيح ساخن لا قسمة على اثنين، تاريخ يكرر نفسه وإثارة وتعويضات تنتظرها الفرق والمدربين، بين لغة التاريخ وأرض الملعب نتمنى ألا يتدخل اتحاد الكرة ويقرر مصير الفرق ونشاهد مباريات قوية تحمل الكثير من الندية والإثارة.

ذكريات المربع الذهبي
قبل الحديث عن المباراتين وأحوال الفرق الأربعة لابد من التحدث عن أبطال المربع الذهبي، حيث يغيب عن المربع الذهبي فريق الاتحاد وهو الأكثر وصولاً لهذه المرحلة وسبق أن وصل إليها 27 مرة، في 18 منها وصل إلى النهائي وفاز باللقب تسع مرات وهو يغيب عن نصف نهائي 2016 وآخر نصف نهائي وصل إليه عام 2014 وخسر يومها أمام المصفاة بقيادة عمار الشمالي الذي يقود جبلة اليوم، ويذكر أن الاتحاد خرج من ربع النهائي أمام الجيش بركلات الترجيح 2/3 بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي من المباراة.
بعد غياب ست سنوات يعود الكرامة للمربع الذهبي وآخر مرة وصل للمربع الذهبي في نسخة 2010، وهذا الوصول هو السادس والعشرون له ووصل للنهائي عشر مرات ونال اللقب ثماني مرات.
كذلك جبلة غاب عن نصف النهائي ست سنوات ويعود الآن وهذا الوصول هو الثامن له وتأهل للنهائي ست مرات ونال لقباً واحداً فقط.
هذا الظهور في نصف النهائي للجيش هو السادس عشر وتأهل للنهائي 11 مرة ونال اللقب في تسع مناسبات.
الوحدة يظهر في نصف النهائي للمرة الخامسة عشرة وقد وصل للنهائي ست مرات ونال اللقب خمس مرات.
وإذا تحدثنا في هذه الاحتمالات نجد أن جبلة هو أكثر الفرق وصولاً للنهائي من نصف النهائي وإن كانت لعبة الاحتمالات صحيحة فجبلة أكثر حظاً من الجيش والوحدة أكثر حظاً من الكرامة، وهذا كلام من الناحية الحسابية الاحتمالية وبعيداً عن واقع أرض الملعب والكرة التي تفرض نفسها في كل مباراة حسب ظروفها، ومن الناحية الحسابية أيضاً نجد: إن وصل الكرامة للنهائي فهو الأقرب لنيل اللقب ومن ثم يأتي الجيش وثالثاً الوحدة وأخيراً جبلة، وهذا الكلام من الناحية الرقمية والحسابية وبعيداً عن أرض الملعب وما يحدث من تفاصيل.

كلاسيكو جديد
كلاسيكو الكرامة والوحدة ليس جديداً فهو كلاسيكو قديم وهذه المرة بنكهة جديدة نشهد فيه فريق الوحدة الذي يضم في صفوفه أقوى لاعبي الدوري وأجهزهم، وفريق الكرامة الذي فاجأنا هذا الموسم بعودته القوية إلى الأضواء وهو يريد عودة جديدة للتتويج، الكرامة يجد أن إمكانياته أكبر من الوحدة لأسباب لعبه مباريات بالكأس أكثر من فريق الوحدة، ولروح التعاون ولروح الأسرة الواحدة التي جاءت بثمار ناضجة أوصلت الفريق إلى نصف النهائي والدور النهائي من دوري الدرجة الأولى، وهو ينافس على لقبين، وقد أعادنا بالتاريخ سبع سنوات كان فيها ينافس على اللقبين وينالهما معاً.
الوحدة يسعى للتعويض في اللقاء من خسارته في كأس الاتحاد الآسيوي ولن يرضى بأقل من الفوز في المباراة الصعبة على الطرفين وفيها حساسية وخشونة، وكلاهما يعرف الآخر جيداً، وأرض الملعب ستحكم فهل ستتفوق خبرة لاعبي الوحدة على طموح وآمال الكرامة؟
ووفقاً للتاريخ فإن اللقب سيكون محصوراً بين الكرامة والوحدة فالفريقان سبق أن التقيا بكأس الجمهورية عدداً من المرات وفي كل مرة يلتقيان بها بأحد الأدوار يكون أحدهما حاملاً للقب فهل هي مصادفة تكررت ست مرات من أصل سبع مرات لعبها الفريقان معاً؟
في تاريخ الفريقين بكأس الجمهورية أول لقاء جمعهما في نصف نهائي 1983 الذي نال الكرامة لقبه وفاز الكرامة يومها على الوحدة 1/صفر والتقيا في نصف نهائي 1993 الذي حقق بطولتها الوحدة وتأهل الوحدة بعد التعادل 1/1 و2/2، وفي نسخة 1995 تأهل الكرامة لربع النهائي بفوزه على الوحدة 1/صفر ويومها نال الكرامة اللقب، كما التقى الفريقان بنصف نهائي 1996 وفاز الكرامة 2/صفر وخسر 3/4 ونال اللقب، وفي نسخة 2001 لعب الفريقان في دور الـ16 وفاز الكرامة 2/صفر و6/1 وعلى عكس اللقاءات السابقة لم ينل الكرامة البطولة في هذه النسخة، وفي نسخة 2007 نال الكرامة اللقب وكان قد تجاوز الوحدة في نصف النهائي 3/صفر و2/1، وفي نسخة 2015 فاز الوحدة باللقب وكان قد تجاوز الكرامة 4/صفر في دور الـ32.

عودة بالتاريخ
يذكر فريق جبلة تماماً أن الجيش بقيادة الشعار أخذ منه لقب كأس الجمهورية مرتين ويومها كان الشمالي لاعباً في صفوف جبلة، واليوم يعود الجيش بقيادة الشعار وجبلة بقيادة الشمالي، وهنا جبلة سيلعب المباراة للفوز لأنها لم تعد مباراة بين جبلة والجيش بل مباراة بين الشمالي وفريق الجيش الذي أخذ منه اللقب عندما كان لاعباً وعندما أصبح مدرباً (نقصد المصفاة) والشعار انتزع منه اللقب مرتين، وكما قلنا كان الشمالي لاعباً، الجيش بكامل الاستعداد للمباراة خصوصاً بعد فوزه على الاتحاد بعد مباراة ندية وقوية مثيرة، الجيش لديه مباريات كأس الاتحاد الآسيوي والدور النهائي لدوري الدرجة الأولى إضافة لكأس الجمهورية لذلك فهو على أهبة الاستعداد ويملك حارساً هو المدنية أهداه التفوق في مباراة ربع النهائي، المباراة على صفيح ساخن والغلبة لمن يعرف كيف يقود اللقاء، ففنون الجيش سيوقفها بطء وإضاعة الوقت من جبلة، والملعب سيكون حاكماً وفيصلاً بين الفريقين.
في ذكريات الفريقين أول لقاء بينهما في دور الـ16 عام 1985 وفاز جبلة 2/1، والتقى الفريقان بنهائي 1997 وفاز الجيش 2/صفر وحمل اللقب، وكذلك بنهائي 2000 وفاز الجيش 4/1 وحينها كان أحمد الشعار مدرباً لفريق الجيش وعمار الشمالي لاعباً، وبنهائي 2002 فاز الجيش مع الشعار 3/صفر، ولعب الفريقان في ربع نهائي نسخة 2006 وتأهل الجيش بفوزه 2/1 و2/صفر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن