سورية

استمرار قصف الشيخ مقصود واستشهاد 7 مواطنين … داعمو الإرهاب يدفعون «النصرة» لحصار حلب والجيش بالمرصاد

| حلب – الوطن

كشف مصدر معارض مقرب من مليشيا «جيش الفتح في إدلب» أن جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، تتلقى دعماً لوجستياً غير مسبوق عبر الحدود التركية من الدول الداعمة لها بغية تنفيذ مخطط حصار حلب انطلاقاً من ريفها الجنوبي في الوقت الذي أكدت مصادر ميدانية وقوف الجيش العربي السوري بالمرصاد ضد أي محاولة من هذا القبيل ومقدرته وجهوزيته العالية لإفشال سيناريوهات النيل من حلب.
وأدرج المصدر المعارض لـ«الوطن» استماتة «النصرة» ومن خلفها «فتح إدلب» وفصائل متحالفة معها للسيطرة على بلدة خلصة الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي ضمن مخطط الوصول إلى طريق الراموسة عند المدخل الجنوبي لحلب من خلال سياسة القضم التدريجي التي بدأها فرع تنظيم «القاعدة» مدعوماً من أنقرة والرياض والدوحة وبضوء أخضر من واشنطن لتعديل موازين القوى على الأرض، وذلك بغية فرض حصار على المدينة التي تراهن السياسات الإقليمية والدولية على أنها بيضة قبان الصراع ومحور المعارك التي ستبدل وجه المنطقة.
وليل أمس الأول تمكنت «النصرة» وبعد هجمات عديدة على مدار الأيام السابقة ومدعومة بـ«فتح إدلب» و«فيلق الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«أحرار الشام» من فرض قبضتها على خلصة وزيتان وبرنة المجاورتين لها جنوب شرق بلدة خان طومان باستخدام كثافة نارية كبيرة جداً وانغماسيين وآلاف المقاتلين، الأمر الذي اضطر الجيش وحلفاءه إلى الانسحاب إلى خطوط خلفية تجنباً للخسائر البشرية في صفوفهما.
مصدر ميداني أفاد لـ«الوطن»، بأن خسارة خلصة على الرغم من أهميتها الإستراتيجية مجرد جولة في الحرب وليس خسارة كبيرة فيها لأن الجيش قادر على استردادها كما في كل مرة، لافتاً إلى أن ما خسره الجيش وحلفاؤه بتعدي الإرهابيين على الهدنة منذ 27 شباط الفائت لا يتعدى 15 كيلو متراً مربعاً من أصل أكثر من 500 كيلو متر مربع تمت السيطرة عليها في ريف حلب الجنوبي في الأشهر التي سبقت الهدنة.
هدنة الـ48 ساعة الروسية في حلب والتي انتهت منتصف ليل أمس الأول لم تصمد دقيقة واحدة سواء عبر القذائف التي تنهمر على أحياء حلب الآمنة أو عبر شن هجمات واسعة النطاق من «النصرة» والفصائل المنضوية تحت رايتها على مواقع الجيش في ريف حلب الجنوبي، وهو ما عده خبراء عسكريون لـ«الوطن» بمنزلة جائزة ترضية لفرع القاعدة في سورية من الدول الإقليمية الداعمة للإرهاب وحلفائها الدوليين بتعويم «النصرة» واستخدامها كرأس حربة في تنفيذ أجندتها على الرغم من القرارات الدولية التي تفرض محاربتها كفصيل إرهابي «قاعدي».
على خط مواز، استشهد سبعة أشخاص على الأقل وجرح ما يربو على 40 شخصاً في قصف نفذه المسلحون فجر أمس على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
ويجاور حي الشيخ مقصود، الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية، طريق الكاستيلو وهو بمنزلة الرئة والرابط بين المسلحين الذين يحتلون قسماً من مدينة حلب وبين مناطق سيطرتهم في الريف الشمالي ومنه إلى تركيا.
وقال مسلحون في السابق إن هجماتهم على حي الشيخ مقصود تأتي رداً على محاولات وحدات حماية الشعب قطع طريق الكاستيلو.
ويتعرض حي الشيخ مقصود للقصف الكثيف منذ منتصف شباط ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 132 مدنياً وإصابة أكثر من 900 آخرين. وتوقع المرصد زيادة عدد قتلى هجوم يوم السبت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن