سورية

موسكو حذرت من رد صارم حال ظهور أي خطوات عملية لتنفيذ مضمونها … البيت الأبيض يرد على «المذكرة المنشقة» .. أوباما لا يرى أي إمكانية لحل عسكري للأزمة السورية

في معرض رده على وثيقة «الدبلوماسيين الخمسين» بخصوص سورية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما لا يرى أي إمكانية لحل عسكري للأزمة السورية. ورفضت روسيا الوثيقة منبهةً من أن إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة سيؤدي إلى إغراق منطقة الشرق الأوسط بالفوضى وحذرت من أن ردها سيكون أشد صرامة إذا ما ظهرت أي خطوات عملية لتنفيذ مضمونها، وذلك على حين جددت السعودية دعمها لسياسة أكثر حزماً ضد سورية تشمل فرض حظر جوي وتزويد المسلحين بصورايخ أرض جو.
وكشفت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز» الأميركيتان عن مذكرة رفعها نحو خمسين دبلوماسياً أميركياً إلى وزارتهم، وجهوا فيها انتقادات لاذعة لسياسة أوباما حيال سورية، ودعوا إلى استخدام القوة لإجبار النظام على التفاوض بشأن الانتقال السياسي. وأكدت الخارجية الأميركية وجود الوثيقة، التي باتت تعرف باسم «المذكرة المنشقة».
وعلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض جنيفر فريدمان على المذكرة، قائلةً: إن «الإدارة ترحب بأي مداولات حول تحديات السياسة الخارجية الأميركية»، لافتةً إلى أن وزير الخارجية جون كيري يتطلع لقراءة المذكرة، وأن الإدارة الأميركية منفتحة على الأفكار الجديدة والمختلفة، والتي تتعلق بالتحديات في سورية.
ونوهت فريدمان إلى أن الرئيس أوباما لا يرى أي إمكانية لحل عسكري للأزمة السورية، مشيرةً إلى أن هناك «تعددية في الآراء حول الكيفية الأفضل لتحقيق أهدافنا في سورية»، وأنها ليست على علم إن كان الرئيس أوباما قد قرأ المذكرة أم لا.
على خط مواز، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن الوزارة ستصدر رداً رسمياً على المذكرة التي قدمها الدبلوماسيون غير أنه أوضح أن الرد والمذكرة الأصلية لن يتم نشرهما، وشدد على أن إدارة أوباما «ستبقى مركزة على إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية حتى انتهاء فترة ولايته» هذا العام.
وأجاب كيربي على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة غيرت سياستها بشأن سورية واتخذت قراراً بشن ضربات على الجيش السوري بـ«لا». وأكد أن واشنطن «تؤمن بأن التسوية السياسية في سورية هي الحل الأفضل»، وقال: «في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن سياستها الحالية تجاه الأزمة السورية تنظر في خيارات أخرى، لكنها ليست الأفضل». وشدد على أن أفضل خيار هو التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة يختارها الشعب السوري من دون الرئيس الأسد.
وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على ثلاث مسارات هي استئناف المفاوضات السياسية وتحقيق التزام جاد بوقف إطلاق النار في مختلف أنحاء سورية ووصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
في موسكو، وما إن تسربت المذكرة حتى حذر الكرملين من عواقب استخدام القوة في سورية على المنطقة. وتعليقاً على ما جاء في الوثيقة، قال الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف: «في أي حال من الأحوال لا يمكن لموسكو أن تتعاطف مع الدعوات إلى إسقاط السلطة في دولة أخرى باستخدام القوة. وعلاوة على ذلك، من المشكوك فيه أن يساهم إسقاط هذا النظام أو ذاك في إحراز تقدم في محاربة الإرهاب بنجاح، بل قد يؤدي ذلك إلى تعميم الفوضى المطلقة بالمنطقة».
كما علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الوثيقة. وقالت: «ليس من السر بالنسبة لنا أن هناك قوى سياسية في الولايات المتحدة تدعو إلى حل عسكري (للأزمة في سورية). إلا أن ذلك ليس طريقتنا»، والتي تركز على الحل السياسي الدبلوماسي.
وحذرت وزارة الدفاع الروسية من الأخذ بمضمون الوثيقة. كما حذر نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش من أن الرد الروسي سيكون أكثر صرامة في حال ظهور أي خطوات عملية لتنفيذ مضمون المذكرة «المنشقة». ويبدو أن تسريب الوثيقة قد أطرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المطالب القديم بإطاحة النظام في سورية.
ومن واشنطن، أكد الجبير أن السعودية تدعو واشنطن منذ وقت طويل إلى أن تقود حملة عسكرية لتقويض سلطة الرئيس الأسد، وقال إن «السعودية طالبت بتدخل عسكري في سورية منذ البداية لحماية المدنيين… يجب تغيير موازين القوى على الأرض لحل الأزمة السورية»، وأضاف «إذا شعر نظام بشار (الأسد) أن بإمكانه الاستمرار في حالة جمود.. فلن يشعر بأي ضغط لاتخاذ خطوات ضرورية لتحقيق انتقال في سورية».
وذكر أنه منذ بداية الأزمة، دفعت الرياض من أجل تبني سياسة أقوى تشتمل على شن هجمات جوية وإقامة مناطق آمنة ومناطق حظر طيران ومناطق حظر الآليات. وأضاف إن السعودية أرادت تسليح «المعارضة المعتدلة» بصواريخ أرض جو، وكررت عرضها بنشر قوات سعودية خاصة في أية عملية تقودها الولايات المتحدة.
وعلى ما يبدو أن المطالب والدعوات السعودية لم تلاق آذاناً صاغية لدى إدارة الرئيس أوباما، وهو ما أثار استياء الرياض.
(روسيا اليوم – سبوتنيك – أ. ش. أ – سانا – أ. ف. ب- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن