100 قتيل في 24 ساعة ومصرع 23 قائداً عسكرياً … الجيش يستنزف «النصرة» جنوب حلب
| حلب- إدلب- الوطن
تشكو جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، وحليفتها ميليشيا «جيش الفتح في إدلب» من حرب استنزاف أزهقت حياة مئات المقاتلين والقادة العسكريين في ريف حلب الجنوبي الذي غدا مقبرة كبيرة على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، على الرغم من الخروقات المحدودة التي شهدها ويجري العمل على تداركها وسد ثغراتها واسترداد ما تم فقدانه.
وأكدت مصادر متقاطعة أهلية ومعارضة مقربة من «فتح إدلب» لـ«الوطن»، أن حال السخط في صفوف مقاتلي «النصرة» بلغت ذروتها نظراً للكم الهائل من عدد الضحايا في صفوفهم خلال سير العمليات العسكرية في بلدة خان طومان ومحيطها جنوب حلب وخصوصاً في الأيام الأخيرة التي شهدت تصعيداً عسكرياً خلال محاولة فرع القاعدة تحقيق تقدم في بعض جبهات القتال. وأوضحت المصادر، أن حجم الخسائر البشرية الكبيرة أرغم «النصرة»، التي كانت تعتمد سياسة التعتيم حول عدد قتلاها، على نعي مسلحيها الذين يقتلون في معارك ريف حلب الجنوبي وبخاصة القادة الميدانيين منهم والتي ذهبت تقديرات إلى أن عدد الذين لقوا حتفهم تجاوز 15 قائداً عسكرياً خلال الأسبوع المنصرم.
ونعت تنسيقيات معارضة أكثر من 100 مسلح جلهم من «النصرة» خلال معركة السيطرة على قرية خلصة أمس الأول قضوا خلال الاشتباكات مع الجيش العربي السوري وحلفائه، على حين أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن قتلى المسلحين تجاوز 300 قتيل منذ بدء معركة خلصة وزيتان الأربعاء الفائت لعب سلاحا الطيران والمدفعية والدك الصاروخي دوراً في رفع عدد القتلى وردع زملائهم على السير على هداهم.
مصدر معارض مقرب من ميليشيا «أحرار الشام الإسلامية» حليفة «النصرة» في «فتح ادلب» كشف لـ«الوطن» على أن من بين أهم الأسباب على مضي «النصرة» في معاركها جنوب حلب هو انتقامها لمصرع «جهادييها» وخيرة قادتها العسكرية كرمى لأجندة الحكومة التركية وبقية الدول الداعمة لتسخين الجبهات والتصعيد العسكري بديلاً من التسوية السلمية التي طويت في الأدراج.
وأحصت تنسيقيات معارضة ومراصد محسوبة على «النصرة» مصرع 23 مسؤولاً ميدانياً وعسكرياً من أفضل عناصرها في الآونة الأخيرة وفي مقدمتهم عمار الخالد ومحمد الشقران مسؤولا هجوم النسق الأول ومحمد الشبيب مسؤول تنسيق الانغماسيين ونضال النايق مسؤول التذخير والمدافع وعبد اللـه خشان مسؤول المفخخات وأبو إسلام الجزراوي مسؤول تنسيق الفصائل إضافة إلى قادة ميدانيين مثل أبي عمر الشعيطي وأبي أنس السعويد وأبي الحارث الحمصي وأبي عبد الرحمن سياف وكرم الشلح وأيهم الحنيدي وجوهر معمار وغيرهم.
في المقابل قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: «جددت طائرات حربية قصفها لمناطق في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي»، كما «فتح الطيران الحربي نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في طريق حلب دمشق بريف حلب الجنوبي»، على حين قصف الطيران المروحي بشكل مكثف أماكن في طريق الكاستيللو ومنطقة الملاح شمال حلب، أيضاً قصفت طائرات حربية بما لا يقل عن 9 غارات مناطق في أحياء مساكن هنانو والحيدرية وأرض الحمرا بمدينة حلب، «دون أنباء عن خسائر بشرية» وفق ما ذكر المرصد.