سورية

6 أسباب تمنعه من شن حرب عليها … محللون: الضغوط المتزايدة لن تدفع أوباما إلى تغيير موقفه إزاء سورية

| وكالات

على الرغم من خروج دبلوماسيين أميركيين نفد صبرهم من سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء الحرب في سورية، إلا أن المحللين يستبعدون أي تغيير جذري في الأشهر الأخيرة المتبقية من ولايته الرئاسية.
وشدد 51 دبلوماسياً أميركياً في مذكرة تم تسريبها عمداً على أن إدارة أوباما مسؤولة أخلاقياً عن وقف حمام الدم في سورية. وبرأيهم أن الرئيس الأميركي عليه أن يشن حملة غارات جوية على النظام السوري لحمله على خوض مفاوضات فعلية.
إلا أن البيت الأبيض حسب وكالة «أ ف ب» سارع إلى إعلان أنه ليس مستعداً لمثل هذا التغيير الكبير في سياسته.
وتؤكد الإدارة الأميركية أن النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني وحدهم قادرون على وضع حد للفوضى العارمة، على الرغم من انتقاداتها لسلوك النظام وحلفائه سواء في ساحات القتال أم فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية.
وبعد التداعيات الكارثية لحرب العراق، يلتزم البيت الأبيض بمبدأ أن الولايات المتحدة يجب ألا تحل كل الأزمات في العالم. وحاولت إدارة أوباما خصوصاً تفادي الخوض في مشاكل الشرق الأوسط وحددت المصالح الأميركية في سورية بأنها جزء من عملية مكافحة الإرهاب للقضاء على تنظيم داعش. وترك ذلك وزير خارجيتها جون كيري أمام مهمة لا يحسد عليها لا بل ربما مستحيلة بالتفاوض لحل الأزمة من دون نفوذ في المقابل.
ووفق الوكالة فإن المسؤولين في روسيا وفي سورية على علم تام بتردد أوباما وباتوا متفوقين ميدانياً، ولذلك لا يرون حافزاً للتوصل إلى اتفاق.
بدا إحباط الدبلوماسيين من التزام أوباما بمبدأ عدم التدخل منذ سنوات، فقد استقال فريدريك هوف المستشار السابق حول سورية من إدارة أوباما احتجاجاً في العام 2012. وقال هوف، حسبما نقلت «أ ف ب»: إن سياسة أوباما تعاني «فراغاً أخلاقياً وفساداً سياسياً»، وأضاف: إنها «تترك مدنيين أبرياء تحت رحمة سفاح من دون شفقة».
وتتهم أصوات أميركية النظام وحليفته روسيا، بانتهاك هدنة شارك كيري في التوصل إليها، وذلك على حين يقول منتقدو سياسة أوباما إن التمييز بين هدنة غير كاملة وعدم وجود هدنة يزداد صعوبة يوماً بعد يوم.
كما أن جهود كيري لإقناع روسيا بإرغام الرئيس الأسد على التنحي باءت بالفشل وموسكو لا تزال إما غير قادرة وإما غير راغبة في المساعدة.
وسعى الدبلوماسيون بتسريبهم للمذكرة خلال عام انتخابي إلى حمل أوباما على إعادة النظر وربما يعثرون على حلفاء خارج واشنطن.
فجهود وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. آي. إيه» ووزارة الدفاع لمساعدة «المعارضة السورية» على الصمود تتراجع على الرغم من التقدم في الحملة العسكرية على تنظيم داعش.
ولم يصدر أي رد فعل من واشنطن على الغارات الجوية التي تشنها روسيا ضد مسلحي «المعارضة المعتدلة» في سورية ما يحملها إلى البحث عن حماية مجموعات أكبر وأكثر تسلحاً من ضمنها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية.
وهناك مؤشرات وفق «أ ف ب» بأن روسيا تريد ألا يكون للرئيس الأميركي المقبل سوى خيار بين «النظام أو الجهاديين». فقد استهدفت روسيا مؤخراً مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة ولا يشاركون في المعارك ضد الجيش السوري على ما ذكرت الوكالة.
ويقول المحلل السوري لدى مركز «أتلانتك كاونسل» فيصل العيتاني: «إنها مجموعة قبلية صغيرة قامت الولايات المتحدة بتجهيزها بشكل جيد وكلفتها طرد تنظيم (داعش) من شرق سورية». وأضاف العيتاني: إن هذه المجموعة «هي أقرب ما يكون لتعريف مجموعة بالوكالة».
وفي السياق، استعرض تقرير روسي الأسباب التي تمنع الولايات المتحدة من الإقدام على شن حرب على الجيش السوري.
وذكرت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء أن هناك 6 أسباب تمنع إدارة الرئيس باراك أوباما، من تلبية الدعوة التي وجهها 51 دبلوماسياً أميركياً لبدء قصف القوات السورية من أجل إجبار الحكومة السورية على السير في الحل السياسي وفق ما تريده واشنطن.
وأول هذه الأسباب، أن إدارة أوباما لن تستطيع إعطاء الضوء الأخضر للقيام بعمليات حربية في سورية من دون موافقة الكونغرس، كما ينص الدستور الأميركي، وإلا فإن أوباما سيواجه خطر الإقالة من منصبه. أما ثاني تلك الأسباب فيكمن في عدم قدرة واشنطن على نيل الموافقة الأممية لعمليتها في سورية، وخصوصاً في ضوء الفيتو الروسي الصيني المزدوج. وأكدت «نوفوستي»، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم»، أن القيام بعمل عسكري على دولة ذات سيادة ورئيس منتخب من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي يعتبر عملاً عدائياً وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وسيشكل ضربة قوية موجعة لمكانة أميركا الدولية.
وثالث تلك الأسباب هو الحرص الأميركي على أمن إسرائيل. «فأي عمل عدواني من الولايات المتحدة على سورية سيدفع دمشق، على الأرجح، إلى القيام بردود أفعال وضرب حليف أميركا الرئيس في المنطقة وهو إسرائيل، ما سيؤدي إلى كارثة حرب جديدة في المنطقة وخارجها. وذكّرت الوكالة بتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ عامين بالرد العنيف إذا تعرضت بلاده لأي هجوم عسكري.
وخوف واشنطن من وقوع خسائر في صفوف الجيش الأميركي، جراء الحرب، هو من ضمن الأسباب التي تمنع أوباما من الإقدام على أي مغامرة في سورية. فالجيش السوري يملك أسلحة متطورة قادرة على تدمير الأهداف الطافية على سطح الماء بما فيها السفن الحربية الأميركية. ووقوع خسائر بين القوات الأميركية في سورية سيثير غضب الرأي العام في أميركا ويهدد حظوظ الديمقراطيين السياسية.
فضلاً عن ذلك، فإن حزب اللـه اللبناني وفي حال حدوث أي عدوان من الولايات المتحدة على سورية، سيدافع بكل قوته عنها. وأخيراً فإن حرباً أميركيةً في سورية، قد تسفر عن مواجهة بين القوات الأميركية والروسية هناك، إضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تدهور شديد في العلاقات بين أميركا والصين واشتعال حرب عالمية، وهذا ما لن يفعله الرئيس أوباما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن