ثقافة وفن

غريب من القارّة الغارقة… رواية في الخيال العلمي لليافعة … عودة الأطلنتك بعد 12 ألف عام من الغياب

| عامر فؤاد عامر

تقول الحكاية إنه قبل 11650 عاماً أي بحوالي 12 ألف عام اندثرت جزيرة كبيرة في المحيط الأطلسي، تدعى جزيرة الأطلنتك، فهي قطعة كبيرة من اليابسة ارتقت وسط محيط المياه الكبير الذي حمل اسمها فيما بعد المحيط الأطلنتكي. لكن قصّة اندثار هذه الجزيرة الكبيرة تدور أحداثها المأخوذة من قدماء السوريين والمصريين حول حالة من التفوّق العلمي، والتطوّر الحضاري الذي وصل إليه الناس في هذه الجزيرة أو القارّة، وبسبب حربٍ نوويّة إشعاعيّة حصلت بين شعبها تمّ اندثارها كليّاً؛ بل مات كلّ من عليها، وغرقت الجزيرة بأكملها في مياه المحيط.

تشويق
تعود بنا رواية اليافعة «غريب من القارّة الغارقة» إلى هذه الحقبة الزمنيّة التي لا نملك من المصادر حولها إلا معلوماتٍ شحيحة، تدور في فلك المقدّمة التي ذكرناها أعلاه، لكن لهذه الرواية نكهة خاصّة فهي من روايات الخيال العلمي، التي اعتدناها من قلم الدكتور «طالب عمران»، فينسج لنا فيها خطّاً مشوّقاً بالاعتماد على محبّتنا لمعرفة المزيد من الأخبار عن أهل الأطلنتك المفقودين.

دارم
تأخذ رحلة «خازن» من سورية، وهو بطل الرواية، وهو كاتبٌ في مجال الخيال العلمي، إلى المغرب، وبالتحديد إلى مدينة الرباط، حيث نهر أبي رقراق الذي يشقّ طريقه في هذه المدينة فيقسمها قسمين، ليصبّ في المحيط الأطلسي، وهناك تقع الحادثة في انتشال صيادي السمك لتابوتٍ من الصخر بمراقبة من «خازن» الذي يهتم كثيراً بهذا التابوت المحفور بدقة متناهية في الصخر… تدور أحداث الرواية لاكتشاف جثّة متجمّدة داخل هذا التابوت الصخري، يسترشدون إليه عبر منامٍ للطفل «محمد» الذي يتعرّف لشخصٍ ينام في التابوت يدعى «دارم»، وتتحقق رؤياه تلك ليخرج «دارم» من التابوت ويروي قصّته حول قارة الأطلنتك قبيل انتشار الإشعاع فيها، والدمار الذي حلّ بها.

غنى الرواية
تحمل الرواية عنصر التشويق بالاعتماد على حقائق تاريخيّة، إضافة لذكر كثير من المعلومات التي تفيد اليافعة في تثبيت معلوماتٍ مهمّة لديهم ومنها ما كان معلوماتٍ جغرافيّة وعلميّة وطبيّة وغيرها. وقد جاءت بمفرداتٍ لغويّة مفهومة، ورشيقة تتناسب مع سنّ القارئ ومقدرته في فهمها، إضافة لجمال عناصر الرواية وتعامل أشخاصها بذكاءٍ مع الحدث الجديد، ووعيٍ مع المعلومة الجديدة في منح كلّ شخصٍ اختصاصه، وتفاهمٍ، وتعاون يعزز قيمة أخلاقيّة لدى القارئ.
الوعد

كانت نهاية الرواية أكثر إبداعاً فقد هاجر الغريب الأطلنتكي «دارم» المكان متجهاً إلى البحر للبحث عن حبيبته «دارينا» من خلال مركبة جديدة متطورة، واعداً الطفل «محمد» بالعودة من جديد لمنحه الأسرار حول مسائل علميّة وحقائق عن عالمه الذي عاش فيه، وقد حملت النهاية أيضاً ثمرة للحبّ بين «خازن» بطل الرواية و«دلال» خالة «محمد» التي تكللت بالحبّ والزواج، والعودة إلى سورية.

أيضاً
جمعت الرواية فصولاً ثمانيّة مع رسمة توضيحيّة واحدة لكلّ فصلٍ منها، جاءت بريشة الفنان «نضال خليل»، والرواية من تأليف د. طالب عمران ومن مطبوعات وزارة الثقافة – الهيئة العامة السوريّة للكتاب، دمشق 2016.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن