مد وجزر

| محمود قرقورا

لا ندري لماذا تصر الأندية السلطوية المقتدرة على مقايضة نظيراتها الأقل قدرات مادية وإمكانيات سلطوية للعب بأرضها، ولكننا ندري لماذا تتم التسويات وبأي طريقة وأسلوب.
أن يصل الأمر بأندية الدرجة الثالثة إلى القبول بالفتات ومسايرة أندية دوري المحترفين طعماً باتفاقية تبادل ظاهرها غير باطنها أو مقابل مبالغ مادية زهيدة يراها أصحاب المشاريع البسيطة عظيمة، فهذا أمر يمكن قبوله في هذا الظرف العصيب على الجميع، لكن أن يصل الأمر إلى رضوخ أندية مقتدرة، أصحاب القرار فيها معروفون أنهم ميسورون، فهذا أمر مرفوض, والغريب تقاذف الاتهامات هروباً من مواجهة الإعلام قبل الشارع الرياضي.
فما حصل بشأن مباراة الوحدة والطليعة درس بليغ لأندية الصف الثاني والثالث، والأخبار التي رشحت من نادي الطليعة أفادت بأن الموافقة على التأجيل تمت بسبب وساطة رئيس المنظمة ولا يمكن تفسير خسارة نادي الطليعة قانوناً بحجة تطبيق روزنامة ثابتة وكأن التأجيل هذه المرة نهاية العالم فانطبق على نادي الطليعة القول: اعمل خيراً تلق شراً.
اتحاد اللعبة يدرس من وراء الكواليس إقامة التجمع النهائي لدوري المحترفين بدمشق خدمة لناد أو ناديين وعندما نسأل أصحاب القرار في قبة الفيحاء يقولون لا نية لتغيير الزمان والمكان للدور النهائي إلا إذا فُرض علينا من المكتب التنفيذي.
المكتب التنفيذي يقول نحن سلطة منفذة لا نتدخل بشؤون اتحاد اللعبة ونسمع أنه كان المؤجل الحقيقي لمباراة الوحدة والطليعة ثم كان عاملاً مساعداً لنقلها إلى دمشق ثم وقف على الحياد عندما اتخذ اتحاد الكرة قراره بخسارة الطليعة وحرمانه مدة عامين، وخذوها مني بأن المكتب التنفيذي سيظهر الكرم الحاتمي لنادي الطليعة بالعفو والصفح والغفران من دون الحاجة لمناسبة وطنية هذه المرة، ولذلك لا نستغرب نقل التجمع النهائي للدوري بين ليلة وضحاها من اللاذقية إلى دمشق، والمسوغات حاضرة سواء من حيث الطقس أم من حيث تبدل مواقف الأندية المعنية في هذا التجمع، والجميع في الفيحاء والبرامكة سيرون أن موافقة نادي الاتحاد على اللعب بدمشق عنصر مرجح لما يريدون باعتبار أن الوحدة والمحافظة وربما الجيش تريد اللعب في العاصمة.
والخوف كل الخوف أن تتبدل خريطة المباريات وتتأجل مباراة الوحدة والاتحاد المجدولة أولاً نظراً للود الذي نزل فجأة على أفئدة الناديين بفضل موائد الرحمن التي تجعل المتابع الرياضي حيران.
ننتظر قرارات حاسمة بعيدة كل البعد عن العاطفة التي تميل لناد مدلل على حساب غيره، كما نتمنى على المكتب التنفيذي الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأندية فأنت الأم الحنون والأب القاسي العطوف.