رياضة

حتى أنت يا يورو!

| مالك حمود 

تصادف وجود بطولتي اليورو وكوبا أميركا في الوقت نفسه ربما يكون من حظ أصحاب الشغف الكروي وعشاقه بمختلف ألوانهم وأمزجتهم للتنقل بين النكهتين الكرويتيين الأميركية والأوروبية، وعيش المفارقات التي لم تغب.
خروج البرازيل مازال اللغز المحير لعشاقه على الأقل، فأين السامبا الكروية التي تعتبر من أكثر الدول تصديرا للمواهب الكروية المحترفة إلى العالم؟ وهل باتت عتبة أحلامها عند الدور الأول في كوبا أميركا بعد خيبة المونديال المذلة؟! وهل كانت توسيع دائرة المشاركة في اليورو لمصلحة اللعبة، أم إنه جاء على حساب المستوى الفني الذي لم يرتق للمأمول في الدور الأول؟! إضافة إلى ابتعاد بعض النجوم عن مستواهم في اليورو تاركين جماهيرهم في حيرة واستهجان، أم إن ألحانهم الكروية لا تحلو إلا مع أنديتهم وأمام الجماهير الأخرى!
المستوى الفني لم يكن وحده محط الملاحظات ولاسيما بعد غياب دول كبرى كروياً عن مستواها في الدور الأول أيضاً، وإنما اللافت أكثر كانت قوائم العقوبات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحق العديد من المنتخبات المشاركة. حتى لا يكاد يمضي يوم إلا ونجد فيه عقوبة أو عقوبات!
شطط وخروقات وتجاوزات ومشاغبات واشتباكات ومفرقعات وحرجى وإصابات! وكله في واحدة من أهم البطولات الكروية في العالم والتي يفترض أن تكون أرقاها! وأين ومتى؟!
في فرنسا التي اتخذت كل الإجراءات الأمنية والاحترازية من أجل ضبط الأمور وإحباط كل محاولات الإرهاب الممكن!
وبعدها تراها تعجز عن ضبط جمهور يقوم برمي المفرقعات إلى أرض الملعب!
كيف تمكن الجمهور من إدخال المفرقعات والقنابل الدخانية إلى الملعب؟! وأين الحشود الأمنية المرصودة لهذه البطولة؟!
الخلل واضح من الجهة المنظمة سواء داخل الملعب أم خارجه، والخلل الأكبر من الجماهير الأوروبية (الراقية والمتحضرة) التي فقدت أعصابها وتخلت عن الانضباط العام وأدخلت نفسها في متاهات العقوبات والإساءات لأنفسها ولغيرها.
ما يحدث في فرنسا الآن سابقة خطرة وجرس إنذار باستفحال أمر الخروقات بالنسبة لجماهير المنتخبات ونحن في الدور الأول، فكيف في بقية الأدوار القوية والحساسة.
ورغم كل ذلك فالمشهد الكروي في اليورو يبدو مفيداً لمدربينا ولاعبينا ولهم فيه دروس فنية كثيرة، ولا نظن بأن مشهد المدرجات فيه دروس لجماهيرنا التي نعتز بها ونفخر ونثق بأنها أكبر وأرقى مما نراه في اليورو….

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن