رياضة

الولايات المتحدة عقبة الأرجنتين الجديدة للتتويج بالمئوية … ميسي يرفع شعار الجاهزية والتحدي

تدخل بطولة كوبا أميركا بنسختها الخامسة والأربعين المقامة في الولايات المتحدة الأميركية احتفالاً بالنسخة الاستثنائية المئوية مراحلها الحاسمة حيث تقام عند الرابعة فجر الغد المباراة الأولى لحساب نصف النهائي وتجمع أميركا صاحبة الأرض والجمهور مع الأرجنتين الطامحة لاستعادة ذكريات التتويج للمرة الأولى منذ عام 1993 ومعادلة الأورغواي مجدداً بأعلى لائحة الفائزين بخمسة عشر لقباً.
والمباراة الثانية تقام عند الثالثة فجر الخميس وتجمع تشيلي حاملة اللقب مع كولومبيا التي أظهرت شخصية كبيرة للفوز باللقب الغائب عن خزائنها منذ النسخة التي استضافتها عام 2001.
كل المقدمات توحي بأننا سنكون على موعد مع مباراة لاهبة بعيدة كل البعد عن العراقة والتاريخ اللذين يميلان كل الميل لمصلحة منتخب التانغو، غير أن العوامل التاريخية لا قيمة لها اليوم لأن المنتخب الأميركي استطاع تجاوز محنة الخسارة الأولى في ليلة الافتتاح والانطلاق بقوة نحو المربع الذهبي، وكأن المدرب الألماني كلينسمان زرع في نفوس اللاعبين روح الانتصار المعروفة عن الألمان.
النقاد يرون أن مباراة نصف النهائي للأرجنتين ستكون أصعب من النهائي لأن الضغوط تقع على منتخب التانغو أكثر من صاحب الأرض والجمهور الذي لم يكن مطلوباً منه أكثر من الوصول إلى هذا الدور، ومن ثم هو يلعب دون ضغوط لأجل الاستمتاع، معتبراً أن الوصول إلى النهائي يعد إنجازاً تاريخياً وهذا حقيقة واقعة لا يمكن الطعن بها، أما في الاتجاه المغاير فإن أي نتيجة غير فوز الأرجنتين سيكون مفاجئاً لنقاد المستديرة ومسماراً جديداً في نعش اللاعب الأول في العالم ليونيل ميسي التواق لتسجيل إنجاز على الصعيد الدولي يتوازى مع المسيرة الحافلة التي يظهرها كل عام مع برشلونة، ويرى النقاد أيضاً أن ليونيل ميسي لن يكون بكامل الجاهزية والعدة والعتاد كما هو الحال هذه المرة بعد التعافي من الإصابة لأنه سيكون في الثانية والثلاثين عندما تنطلق البطولة المقبلة في البرازيل.

تطلعات
حلم الأرجنتين يصطدم بحاجز أميركا وحيال ذلك يقول ميسي: إنه ليس سهلاً خوض ثلاثة نهائيات كبرى خلال عامين، غير أننا نحتاج إلى اللقب بشدة ونسعى جاهدين إلى تحقيق ذلك وعقلية الفوز تتملكنا ولنا المسوغات لتحقيق ذلك وإسعاد جماهير التانغو التي تستحق رسم البسمة على محياها.
في اتجاه آخر يقول مدرب أميركا كلينسمان: دعونا نحلم ففريقي مستعد بشكل تام لهذه المباراة الصعبة ولسنا خائفين، وعندنا القدرة على الكفاح والمطاردة مع العلم أن الأرجنتين تعد من أفضل منتخبات العالم وليس هناك من سبب يمنعنا من الحلم.
في اتجاه آخر يتطلع ليونيل ميسي للفوز بلقب هداف البطولة حيث رصيده الحالي أربعة أهداف متأخراً بهدفين عن التشيلياني فارغاس الذي دمّر منتخب المكسيك بسوبر هاتريك في الزلزال سباعي الأبعاد، والوصول إلى الهدف السابع يعني الانفراد بصدارة قائمة هدافي الأرجنتين التاريخية، أما الوصول إلى الهدف السادس فيعني الوقوف جنباً إلى جنب مع الهداف التاريخي الحالي لمنتخب التانغو غابرييل باتيستوتا.
من جهة أخرى تتطلع الأرجنتين لمواصلة الانفراد بالأرقام القياسية في هذه البطولة، فحالياً هي الأقوى هجوماً بأربعة عشر هدفاً إلى جوار منتخب تشيلي، كما أنها الأمتن دفاعاً بتلقيها هدفين إلى جوار منتخب البيرو الذي انضم إلى مقاعد المتفرجين.
بدوره المدرب الأرجنتيني مارتينو يريد اللقب كأفضل رد على المشككين والحال كذلك لعديد اللاعبين الحالمين بتتويج متوقع، وتخطي عقبة صاحب الأرض والجمهور ستكون الخطوة الأولى نحو وضع حد للخصام مع اللقب، فمن سوء طالع منتخب التانغو أنه واجه المستضيف التشيلياني في نهائي النسخة الفائتة، ومن سوء حظه أيضاً أنه واجه ألمانيا بأوجها في المونديال المنصرم مع ميزة أن الجمهور البرازيلي برمته وقف إلى جانب المانشافت متناسياً الزلزال المدمر بقياس سبعة ريختر، وإذا كان هناك من ملاحظة على ميسي ومنتخب الأرجنتين هي أنه لم يكن مقنعاً عندما استضاف البطولة عام 2011 عندما كان ليونيل ميسي فريقاً بأكمله.

وجهاً لوجه
مواجهتان سابقتان جمعتا الأرجنتين مع الولايات المتحدة في كوبا أميركا ففازت الولايات المتحدة بثلاثة أهداف نظيفة عام 1995 خلال دور المجموعات وردت الأرجنتين بأربعة أهداف لهدف عام 2007 بدور المجموعات أيضاً.
وإجمالاً تقابل المنتخبان عشر مرات ففاز منتخب الأرجنتين بست مقابل تعادل وخسارتين والأهداف 30/9 لمصلحة التانغو وحالياً تتصدر الأرجنتين قائمة التصنيف العالمي للفيفا على حين يأتي منتخب الولايات المتحدة في المركز الحادي والثلاثين.
واللقاء الأهم بتاريخ لقاءات المنتخبين كان في نصف نهائي مونديال 1930 عندما فاز منتخب التانغو بستة أهداف مقابل هدف واحد متابعاً طريقه نحو النهائي الذي خسره أمام الأورغواي بهدفين لأربعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن