رياضة

بانوراما رياضية من ملاعبنا وصالاتنا … ملاحظات كروية واستثمارات بحاجة إلى تعديل

| ناصر النجار

جولة هذا الأسبوع جالت في ملاعب كأس الجمهورية حيث أبدت بعض الملاحظات المهمة على مباراة المسمار التي جمعت الاتحاد مع الجيش بربع نهائي كأس الجمهورية.
ومن أنديتنا الكروية كان لنا محطة في الواقع الاستثماري وما يتعلق بالأسعار التي لم تعد تلبي الواقع، فالأندية وقعت في فخ العقود التي ظلمتها مع ارتفاع الأسعار الجنوني، وبات ما تقبضه من الاستثمار لا يعادل السعر الحقيقي للمطارح الاستثمارية، لذلك كان لابد من البحث عن صيغة جديدة تعيد للأندية حقوقها.
جولة اليوم كما غيرها تصب في المصلحة الرياضية ونأمل من القائمين على القرار الرياضي أن يراعوا مجمل هذه القضايا حرصاً على رياضة الوطن، وإلى التفاصيل:

ركلات الأعصاب

مما لا شك فيه أن أعصاب اللاعبين (البايظة) ساهمت في إضاعة هذا الكم الكبير من الركلات الترجيحية بلقاء الجيش والاتحاد الذي انتهى جيشاوياً (3/2) بعد التعادل السلبي، الاتحاد أضاع أربع ركلات والجيش أضاع ثلاثاً، والملاحظ هنا أن مشكلة الاتحاد كانت بركلات الجزاء طوال الدوري حيث أخفق الفريق بتسجيل ثلاث ركلات من أصل ست منحت له. وهي مشكلة كان يمكن للجهاز الفني تفاديها لأنها نقطة علام سيئة في الفريق، وكما يقال (من مأمنه يؤتى الحذر).
بكل الأحوال فإننا نؤكد أننا كسبنا هذا الموسم فريقاً جيداً فيه النجوم وفيه المواهب، ومن المؤكد أنه سيكون كبيراً في الدور النهائي للدوري، فإن خسر جولة الكأس فأمامه جولة الدوري وهي محطة ليثبت الاتحاد أنه عاد لسابق عهده كبيراً ومنافساً.

تحية

إذا كان حارس الجيش أحمد مدنية نجم المباراة والعنصر الرئيس الذي ساهم بانتقال فريقه إلى نصف نهائي الكأس، فإن حكم المباراة الدولي محمد العبد الله كان نجماً فوق العادة بقيادته الواثقة للمباراة حيث كان دائماً في الموقع الصحيح متخذاً القرار الصحيح، متمتعاً بلياقة بدنية عالية، وفهماً جيداً للقانون، وابتسامة هدأت من روع اللاعبين وانفعالاتهم.

معادلة خاسرة

مع كل ارتفاع جنوني للأسعار يضحك المستثمرون، لأنهم يربحون ولا يخسرون، فها هي المطارح الاستثمارية في الأندية ترفع أسعارها مع ارتفاع أسعار المواد الأولية من دون أن يكون لذلك ضوابط.
المستفيد هنا المستثمر، والخاسر النادي أو المؤسسة الرياضية لأن النادي وقع مع المستثمر من دون أن يكون في العقد أي بند يشير إلى رفع الاستثمار في حال (فوران) السوق، فبقي النادي يقبض الملاليم حسب العقد، والمستثمر يجني الملايين، والقانون معه، وهنا يجب أن ينتبه الاتحاد الرياضي إلى هذه المسألة ليعمل على تداركها حتى لا تبقى أنديتنا خاسرة إلى الأبد.

احتراف

اتحاد ألعاب البلياردو والبولينغ أصدر بلاغاً حدد فيه مواعيد بطولات الجمهورية ودورات المدربين والحكام وغيرها من القرارات.
والأمر الحسن في البلاغ أنه فرض على المشاركين لباساً معيناً، أسوة بما يجري في البطولات الخارجية، وهو بذلك يقضي على (كوكتيل) الألبسة التي كنا نشاهدها في البطولات السابقة.
بعض الأندية مازالت تعترض على طلبات الاتحادات الرياضية التي تسعى إلى الجمال والكمال في بطولاتها، واعتراض الأندية يأتي من باب الهروب من الدفع والصرف.
ونحن نعتقد أن مثل هذه الاعتراضات غير مبررة، لأن هذه اللعبة تعتبر من الألعاب الاستثمارية التي تدر على الأندية أرباحاً خيالية مثلها مثل لعبة الكاراتيه والتايكواندو والكيك بوكسينغ والتربية البدنية وكمال الأجسام.
ما نتمناه أن نجد تعاوناً جيداً بين الاتحادات الرياضية والأندية وصولاً إلى صيغة مرضية تنعكس إيجاباً على بطولاتنا مظهراً حضارياً ومستوى فنياً رفيعاً.

المجتمع المخملي

إذا كانت منظمة الاتحاد الرياضي العام منظمة شعبية، هدفها احتواء الناس في ملاعبها وصالاتها ومسابحها، ليمارسوا رياضتهم الشعبية بكل أريحية وسرور، فإن الأحوال اليوم تغيرت وباتت أنديتنا مخصصة للمجتمع المخملي القادر على الدفع، فأسعار الاشتراك في الصالات والمسابح لم يعد يقدر على دفعها المواطن العادي، وكذلك المدارس الرياضية الصيفية التي باتت ناراً تكوي الأسر الفقيرة التي عزفت عن هذه المدارس، وبالمقابل فإن الأندية لا تدفع لمدربيها ومشرفيها المبالغ المعقولة، فصارت تقبض بالغالي وتدفع بالرخيص، وهذا الأمر بات شكوى المدربين والمشرفين، وهم يجدون أن إدارات الأندية تسرق جهدهم في وضح النهار! فهل من ضوابط لهذا الأمر، أم إن الحبل سيبقى على غاربه؟

تناتيش

• بعض المسؤولين الرياضيين يغلقون هواتفهم على الدوام، وبعضهم الآخر لا يرد، بحجة انشغاله وجولاته واجتماعاته، وأمام هذا الواقع اعذرونا إن نشرنا من دون مراجعتكم، لأن العتب هنا مرفوض.
• محاسبو الأندية وبعد الفحص والتدقيق تبين أنهم مدعومون لدرجة أن أغلبهم معفى من الدوام، ويتحكمون بالصرف على هواهم، والسؤال: من أوصلهم إلى هذه الدرجة من العنترية؟
• الأغلبية الصامتة في اتحاد كرة القدم صدقت على بقاء الحكيم وكادره الفني مدرباً لمنتخبنا الوطني، هذا التعاون هو نتيجة تبادل المصالح، وهو أفضل من تبادل الاتهامات!
• من يهدد باستقالته من اتحاد كرة القدم، فلن ينفذ تهديده، لأنه أراد بذلك اللعب على الحبلين، أو بالأحرى يريد الاستفادة من كل الأطراف، والشمس لا يمكن إخفاؤها بغربال!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن