سورية

أقر بزيارة «إسرائيل» 3 مرات لإنشاء «منطقة آمنة».. ورأى أن الهدنة معها ليست «عيباً ولا حراماً» … زيتون ينفي أن يكون قد ادّعى تمثيل «الحر»

| وكالات

فيما أقر المعارض عصام زيتون أنه زار «إسرائيل» لثلاث مرات، سعياً للحصول على غطاء يوفر إنشاء منطقة آمنة، وكشف اهتمام الجانب الأميركي بالمسألة، وأعلن صراحة أنه لا يرى «عيباً ولا حراماً» في إقامة هدنة مع كيان الاحتلال، أوضح أنه ينتظر من مؤتمر «هرتسيليا» أن يصدر بياناً ينفي أن يكون قد ادعى تمثيل ميليشيا «الجيش الحر».
وقال زيتون الذي قدمه مؤتمر «هرتسيليا» الإسرائيلي بصفة «ممثل العلاقات الخارجية في الجبهة الجنوبية بالجيش الحر»، وفق ما نقلت جريدة «زمان الوصل» الالكترونية المعارضة: إنه «لم يدع تمثيل الجيش الحر، واصفاً نفسه بالمعارض المستقل الذي يسعى لنقل صور المعاناة السورية والتأكيد على نقاء الثورة وتمسكها بأهدافها الحقيقية في الحرية والكرامة، ومحاربتها للنظام ولكل التنظيمات المتطرفة». وأقر «زيتون» في حوار مع الجريدة المعارضة، أنه «يزور إسرائيل للمرة الثالثة، سعياً للحصول على غطاء يوفر إنشاء منطقة آمنة، بمساعدة أكاديميين ومنظمات إغاثية»، وأشار إلى أنه «غير عاتب على من تبرؤوا من شخصه، بقدر عتبه على من تنصلوا من خطابه الذي يهدف في الأساس إلى وقف المذبحة السورية».
وكشف زيتون الموقف الأميركي قائلاً: إن «الجانب الأميركي أبدى اهتماماً بالمسألة في الفترة الأخيرة، وقد اجتمعت بهم في إسرائيل، وذهبنا إلى الجولان، وكان بينهم دبلوماسيون أميركيون، حيث قمنا بجولة ميدانية وبحثنا مقترح إنشاء المنطقة الآمنة».
وحول طبيعة المنطقة الآمنة، أوضح، «المنطقة الآمنة مشروع تكلم فيه عدد من الأطراف، لعل أبرزهم تركيا التي حاولت لكنها لم تصل لنتيجة عملية حتى الآن، فالموضوع السوري في النهاية معقد جداً واللاعبون المتدخلون فيه كبار، وعلينا التصرف بحكمة، على الأقل لتوفير منطقة آمنة». وأردف زيتون مبرراً علاقته بكيان الاحتلال: «أنا أرى أنه ليس عيباً أخلاقياً ولا حراماً شرعاً إقامة هدنة مع طرف أقل خطراً علينا من طرف آخر، حتى نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولاسيما أن مأساة شعبنا تتفاقم وتغول النظام يزداد، ووتيرة الدعم لبعض الفصائل العسكرية خفت منذ إبرام واشنطن الصفقة النووية مع طهران».
وحول زياراته إلى إسرائيل بين زيتون، «لقد وجدت الزيارات الثلاث إلى إسرائيل ضرورية جداً، ولا سيما أن الرأي العام هنا لا يرى في سورية حالياً سوى أنها تشهد حرباً بين داعش والنظام، وهذا الذي يراه الجمهور هنا وبغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معه هو في النهاية حقيقة واقعة علينا التعامل معها». وبرر زيتون المساعدات الإسرائيلية التي دخلت للمناطق التي تحت سيطرة التنظيمات المسلحة، بالقول: «أنا أريد أن أكون هنا عملياً، لأقول إن من يستطيع تزويد عائلة محاصرة ولو بـربطة خبز من أي جهة كانت، فإن عليّ أن أشكره وأشكر الجهة التي قدمت الخبز».
وأفاض زيتون بوقاحته غير المسبوقة في إعلان التعامل مع إسرائيل، قائلاً: «أنا أؤكد هنا أن إسرائيل تقدمت بمبادرات حسن نيات تجاهنا ونحن من تجاهلها». وأضاف: «من مبادرات حسن النية معالجة آلاف السوريين المدنيين الذين استقبلتهم مشافي إسرائيل، ومن المبادرات أيضاً تقديم الوقود لمخيمات النازحين الموجودة على الشريط الحدودي».
وثارت مؤخراً عاصفة من الجدل إثر إدراج مؤتمر «هرتسيليا» اسم «زيتون» في جدول المتحدثين في المؤتمر، وبجانبه صفة «ممثل العلاقات الخارجية في الجبهة الجنوبية بالجيش السوري الحر».
وعقد مؤتمر «هرتسيليا» دورته السادسة عشرة بين 14 و16 من حزيران الجاري، تحت عنوان: «وضع جدول أعمال جديد لإسرائيل وسط شرق أوسط مضطرب».
وأدرج اسم «زيتون» وسط عشرات الأسماء من المفكرين والعسكريين والمخابراتيين والسياسيين المرموقين حول العالم، وفي مقدمتهم وزير خارجية الولايات المتحدة الأشهر، وأهم دهاة سياسييها «هنري كيسنجر». وحضر «زيتون» جلسة لمؤتمر «هرتسيليا» بتاريخ 16 الجاري، تحت عنوان «إدارة الأزمات العالمية»، بإشراف الصحفي البرتغالي المقيم في تل أبيب «enrique Cymerman»، ومشاركة السفير الصيني السابق في إيران «Hua Liming»، و3 شخصيات عبرية من بينها «Gal Lusky» الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «المعونات الجوية الإسرائيلية»، وهي تقدم نفسها كمنظمة «غير ربحية وغير حكومية وتطوعية»، تهدف إلى «إيصال المساعدات للمناطق التي تعاني كوارث طبيعية أو صراعات وترفض أنظمتها إدخال المساعدات».
وأوضح زيتون أنه ينتظر من مؤتمر «هرتسيليا» أن «يصدر بياناً ينفي أن أكون قد ادعيت تمثيل الجيش الحر، أو أن يكون منظمو المؤتمر دعوني بصفتي ممثلاً عن الجيش الحر، وإنما دعيت بصفة معارض مستقل، وهذه هي صفتي الحقيقية التي أقدم نفسي بها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن