قضايا وآراء

ماذا يتوقع خبراء النفط والسياسة للسعودية في سنوات مقبلة

| تحسين الحلبي 

مع بداية عام 2006 خصصت مجلة (بوليتيكو) واسعة الانتشار عنواناً عريضاً: «النتائج المستترة لانهيار النفط» تطرق فيه 15 خبيراً لمستقبل الشرق الأوسط والسعودية بشكل خاص لأنها أكبر الدول المصدرة للنفط وأكثر الدول المتضررة من انهيار أسعاره.
وتفتتح المجلة الحوار بعرض حقيقة أن سعر برميل النفط انخفض منذ عام 2014 من 100 دولار للبرميل إلى 27 دولاراً مع بداية عام 2016.
ويعقب (يان بريمير) رئيس مجموعة (ايرو آسيا غروب) فيرى أن السعودية ستكون في مقدمة الدول التي ستتفتت على مستوى علاقاتها الخارجية وتماسكها الداخلي طالما تستمر مضاعفات انخفاض أسعار النفط على اقتصادها.. ويوضح خبراء آخرون بأن عجز السعودية المالي سيجعلها عبئاً على دول كثيرة لأنها لا تملك سوى مال النفط وليس لديها أي مصدر إنتاجي يولد مالاً لبنية اجتماعية تعودت على أن يخدمها عشرة ملايين عامل وموظف وخادم علماً أن عدد السكان السعوديين يبلغ ما بين 28 مليوناً إلى 30.
ويتوقع _(جون ماكلونين) البرفيسور في (جامعة هوبكينز) الأميركية أن تكون صدمة السعوديين هي الأكبر والأفدح من بين معظم دول النفط بسبب هذا العدد الكبير من السكان والملايين العشرة المستخدمين فإذا بدأت السعودية بتقليص هذا العدد تدريجياً فلن تجد من يحل محله من السعوديين لأسباب اجتماعية وأخرى تتعلق بنقص المعرفة المهنية فقد اعتاد السعوديون خلال ثلاثة أجيال على الاعتماد على المستخدمين الأجانب وعلى عدم الاهتمام بالعلوم والصناعات والمهن بسبب عدم الشعور بالحاجة نتيجة سياسة العائلات المالكة والاستغلال الأميركي لها.
وستتطلب إعادة البنية الاجتماعية وبناء بنية تحتية صناعية ومهنية عشرين عاماً يعتقد الخبراء أن تشهد خلالها السعودية فوضى داخلية ونزاعات على مصادر الثروة بين من سوف يزداد فقراً ومن لا يستطيع المحافظة على الدخل المطلوب من جهة وبين الذين يتحكمون بما سيتبقى من ثروة النفط التي تسير على طريق انهيار أسعارها وانخفاض احتياطها الشامل..
ويتوقع (غال لوفت) مساعد مدير (معهد تحليل الوضع الأمني العالمي) أن تسود سنوات ركود اقتصادي لم يتعود عليها السعوديون مع انخفاض عدد ونسبة المستخدمين الذين سيضطر رجال الأعمال السعوديون إلى إعادتهم لبلدانهم بسبب عدم تحقيق الأرباح من تشغيلهم.. وحين تتحكم في سوق الاقتصاد الداخلي عوامل الركود فإن أصحاب الأموال من الأمراء السعوديين سينقلون استثماراتهم إلى خارج السعودية وهذا ما سوف يخلق المزيد من التوتر الاجتماعي والفقر..
ويصف (غال لوفت) هذه الأزمة بأنها قد تصبح «أم الأزمات» خلال عامي 2016- 2017 ويدعو (ستيفين كينزير) البروفيسور في جامعة براون إلى إعداد سياسة أميركية جديدة للتعامل مع الدول النفطية العربية الحليفة عندما تشتد الأزمة لكي تحافظ واشنطن على استقرار دورها كدولة أولى في تصدير النفط الصخري.
أما (دينيس روس) المستشار لشؤون المنطقة عند أكثر من رئيس أميركي فقد أكد أن أزمة كهذه ستجعل العلاقات بين روسيا وإيران أقوى من أي وقت مضى وأن السعودية ستنتظر وقتاً طويلاً للعودة إلى ما كانت عليه بل إلى أقل مما كانت علي. وبالمقابل نستنتج من هذه التوقعات والافتراضات أن السعودية لن يكون في مقدورها رشوة دول لتحريضها ضد دول أخرى ولن تجد من حولها من الدول الحليفة المحلية سوى دول أكثر ضعفاً وفقراً؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن