رياضة

ابتسامة ويلز تتسع ونقطة تكفي سلوفاكيا والإنكليز مغتاظون في يورو 2016 … ختام مثير منتظر للدور الأول ورونالدو مهدد وآيسلندا للتقليد

| خالد عرنوس

كتب منتخب ويلز سطر جميلاً في حكايته الشائقة مع كأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة بتأهله إلى الدور الثاني من البطولة المقامة على الأراضي الفرنسية من مقعد صدارة المجموعة الثانية عقب فوزه الكبير على نظيره الروسي بثلاثة أهداف نظيفة تاركاً المركز الثاني لأسود إنكلترا الثلاثة الذين اكتفوا بتعادل سلبي مع السلوفاكي الذي سعى إلى النقطة التي قد تضعه في أدوار الإقصاء.
وتختتم اليوم منافسات الدور الأول بإقامة أربع مباريات في المجموعتين الأخيرتين ففي الخامسة يتعين على شياطين بلجيكا الفوز إذا أرادوا الوصافة بينما المنافس السويدي يلزمه الفوز للمفاضلة على المركز الثالث الذي سيكون مثيراً في حال استغل الإيرلنديون راحة الطليان النفسية وفازوا عليهم، وفي المجموعة السادسة الأكثر غموضاً يتعين على البرتغالي حصد النقاط الثلاث من نظيره المجري إذا أراد رونالدو ورفاقه عدم الوقوع في مطب الخروج من الدور الأول، أما المنتخب الآيسلندي فأمامه فرصة كبيرة لتقليد الإنجاز الويلزي المتمثل بالتأهل إلى دور الـ16.

ضحكة أسود ويلز
تصدر منتخب ويلز المجموعة الثانية بفضل فوزه على الروسي بالثلاثة التي تناوب على تسجيلها آرون رامزي (11) ونيل تايلور (20) وغاريث بيل (67) رافعاً رصيده إلى 6 نقاط بفارق نقطة عن جاره الأكبر الإنكليزي الذي فشل باستغلال أفضليته الميدانية (كماً ونوعاً) وحرمه المنتخب السلوفاكي من الفوز والصدارة فاقتنع بالمركز الثاني برصيد 5 نقاط مقابل 4 نقاط للسلوفاكي ونقطة يتيمة للروسي.
الإنجاز الويلزي يحسب للمدرب كولمان الذي كان وراء التأهل إلى النهائيات للمرة الأولى واللاعبون الذين قدموا عصارة ما لديهم وفي مقدمتهم النجم غاريث بيل أحد أفضل نجوم الدور الأول والذي تصدر لائحة الهدافين برصيد 3 أهداف، وبدا قبل البطولة أن مجرد تفكير الويلزيين بالتأهل عبر المركز الثالث هدف كبير لكن ما إن بدأت المنافسة حتى وضع غاريث بيل ورفاقه أنفسهم على سكة الإنجاز الذي بات واقعاً لتتسع ابتسامة البداية فتصبح ضحكة في ختام الدور الأول.

على نار هادئة
في الجهة المقابلة نجح المنتخب الإنكليزي في تقديم صورة طيبة بمن حضر من اللاعبين وهاهو المدرب هودجسون يكسب جولة جديدة من الأفضلية الميدانية وفريقاً قادراً على السير بعيداً في البطولة من دون ضجيج وإن بدأ البطولة بين المرشحين، وعلى الرغم من قلة الأهداف وصعوبة ترجمة الفرص إلا أن ما قدمه روني ورفاقه كان بمنزلة أوراق اعتماد للمنافسة على اللقب وهو ما سيكون في أدوار الإقصاء حيث لن يكون أمام الخصوم كل هذا الوقت للعب بطريقة دفاعية مغلقة كما حدث للمنتخب السلوفاكي الذي لم يلعب للفوز بل لعب من أجل تفادي الخسارة فقط وكان له ما أراد فوصل إلى النقطة الرابعة التي ستضعه في ثمن النهائي على الأرجح، وتجاوز فريق الأسود الثلاثة ذكريات مونديال 2014 المؤلمة بأقل مجهود واضعاً نفسه في الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي قارياً في الطريق إلى الحلم الكبير.

مباريات اليوم
المجموعة الخامسة: إيطاليا × إيرلندا، بلجيكا × السويد (10.00).
المجموعة السادسة: البرتغال × المجر، النمسا × آيسلندا (7.00).

كبيرة رونالدو
إلى الآن لم يصنع رونالدو أكثر من تاريخ شخصي في البطولة جرياً على عادته فهو هداف بارع ونجم شباك من الطراز الرفيع وصاحب أرقام قياسية كثيرة وكبيرة لكنه فشل بتسجيل أي إنجاز مع السيليكسيون البرتغالي وهاهو يقوده إلى السقوط الأكبر في مسيرته بالبطولة القارية في حال فشل بتخطي المنتخب المجري اليوم، فالطوربيد الذي يعول عليه كل أبناء وطنه والذين عشقوه كرمى لعيون نجم الريال من أجل إنجاز دولي يكتب في سجله الشخصي ثم في سجلات الكرة البرتغالية التي لديها عدد من التجارب المنقوصة مع المونديال واليورو.
وقد سجل رونالدو رقمين قياسيين في فرنسا 2016 حتى الآن وتمثلا بالظهور الدولي الأعلى على صعيد منتخب بلاده وكذلك الرقم القياسي لعدد المشاركات بمباريات اليورو (17 مباراة) لكن كل هذا لن يغني البرتغاليين الذين لم يسبق لهم الخروج من الدور الأول في أي من مشاركاتهم السابقة في البطولة.
إذاً الفوز وحده يمكن أن يهدأ روع البرتغاليين و(الرونالديين) فالتعادل غير مضمون العواقب أما الخسارة فهي الطامة الكبرى والتي يأملها كثيرون وأولهم الإنكليز الذين يخشون مواجهة (الدون) في الدور الثاني وبالطبع في المقدمة المنافس المجري الطامح لصدارة لم تكن في الحسبان قبل انطلاق البطولة إلا أنه أصبح قريباً من الواقع.
وعلى الطرف المقابل فيمكن للضيف الآيسلندي تقليد ويلز وضمان عبور دور المجموعات في المشاركة الأولى وذلك في حال التفوق على نظيره النمساوي الأقل حظوظاً وفي الوقت ذاته فإن تعادله يضعه خارج البطولة وربما هدف يتيم يضعه في المركز الثاني أو الثالث في أضعف الأحوال.

متابعة وخاتمة
في المجموعة الخامسة وعقب ضمان الآتزوري للصدارة بقي الكلام على المركز الثاني وكذلك الثالث الذي غالباً سيكون في الدور الثاني ويبدو المنتخب البلجيكي قريباً من الوصول إلى أول أهدافه بعدما استعاد زمام المبادرة وبعض البريق عقب خسارة الافتتاح ولن يكون السويدي أقل شغفاً بالفوز الذي ربما ينقذ مسيرة نجمه الأعلى زلاتان ابراهيموفيتش الذي يشبه كثيراً حال رونالدو والذي يتقدم على نظيره حتى المجال الدولي، ويحاول إيبرا فعل أي شيء إيجابي بعد فشله بالتسجيل حتى الآن وفوز فريقه سيكون إنقاذاً لماء الوجه في خاتمة مشوار هداف يلقب بالساحر.
الكفة البلجيكية تبدو أرجح وإن كان مستوى المنتخبات في هذه البطولة يثير الشك، وفي المباراة الثانية يتعين على الإيرلنديين نسيان التاريخ والجغرافيا وتذكر مباراة أسلافهم ضد الطليان في مونديال 1994 ويومها كسب لاعبو تشارلتون المباراة وتأهلوا بفضلها إلى الدور الثاني وهو ما يتعين على مارتن أونيل ولاعبيه فعله مع صعوبة المهمة وخاصة أن الدفاع الإيطالي بدا صلباً وصعب الاختراق.

المواجهات السابقة
– لم يسبق لمنتخب المجر الفوز على البرتغال الذي فاز بـ7 من 10 مواجهات سابقة وأشهرها لقاء مونديال 1966 (3/1) ثم الفوز مرتين في تصفيات مونديال 2010.
– 13 مرة تواجه منتخبا إيطاليا وإيرلندا ففاز الأول 8 مرات والثاني مرتين وتعادلا 3 مرات، وفاز الطليان 2/صفر في نهائيات يورو 2012.
– 14 مرة تقابل منتخبا السويد وبلجيكا والأخير فاز 7 مرات مقابل 5 للأول، وفاز البلجيك في اللقاء الوحيد بينهما في اليورو عام 2000 بنتيجة 2/1.
– 3 مباريات فقط جمعت النمسا بآيسلندا منها مرتان بتصفيات مونديال 1990 وفاز الأول 2/1 قبل أن يتعادلا سلباً، أما اللقاء الثالث فكان حبياً عام 2014 وانتهى بالتعادل 1/1.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن