بين كأسين
| ناصر النجار
حتى الآن ما زالت الفوارق كبيرة بين البطولة الأوروبية وبطولة كوبا أميركا، وخصوصاً ناحية التسجيل وناحية المستوى.
وهو ما حدا بالمدرب الألماني بطل العالم يواخيم لوف ليعترف بضعف البطولة بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخباً.
وفعلاً سارت مباريات البطولة بين المتوسط ودون ذلك، وانعكس هذا الأداء المتواضع في أغلب المباريات على نسبة التسجيل أولاً..
فانعدمت الأهداف في بعض المباريات، وشهد الكثير منها أهدافاً متأخرة في الدقائق الحرجة ليدل ذلك على ضعف الهمم وسوء الفاعلية الهجومية، وخصوصاً أننا كنا متفائلين بنسبة تسجيل عالية مع وجود منتخبات لم تكن لتحلم بالوصول إلى فرنسا لولا الزيادة العددية التي أقرها الاتحاد الأوروبي لهذه البطولة وما بعدها.
وعلى النقيض تماماً كنا نرى نتائج البطولة الأميركية وأهدافها الغزيرة والمنافسة الساخنة على اللقب والبطولة التي تخلو من المفاجآت هي بلا نكهة وبلا جمال أو تشويق، فالمفاجآت كانت عنوان البطولة منذ بدايتها، حتى شهدنا خروج البرازيل والأورغواي من الدور الأول خلافاً لكل التوقعات.
وهنا نحن نشهد خروج المكسيك في ربع النهائي أمام تشيلي بنتيجة ساحقة صفر/7، ونحن كنا نرشح المكسيك لفعل دور في النهائي عطفاً على مستواها الجيد واللافت خلال دور المجموعات.
أيضاً في البطولة ذاتها أوقفت الأرجنتين مغامرة فنزويلا الجميلة، وأعادتها إلى حيث يجب أن تكون بعد مباراة وصفها الكثيرون بأنها الأجمل في الدور ربع النهائي لأن المنتخب الفنزويلي بدا غير خائف من المنتخب المرعب التانغو الأرجنتيني.
البطولة الأميركية لم تسرق الألباب إلا بجمالية مبارياتها، والإثارة التي فرضتها الأهداف الكثيرة، وإذا كانت هذه البطولة تودع منافساتها بالوصول إلى نصف النهائي، فإن البطولة الأوروبية ستبدأ منافساتها الحقيقية الأسبوع القادم عندما تبدأ مباريات الدور الثاني الذي سيشهد مشاركة عمالقة أوروبا «إنكلترا- إيطاليا- ألمانيا- إسبانيا- فرنسا…) ووقتها يمكن الحكم على البطولة الأوروبية.
بكل الأحوال لا يمكننا إلا انتظار أمسيات أوروبية ممتعة لنغير رأينا التشاؤمي في البطولة.