شؤون محلية

التعديات تكاد تطمس معالم البلدة القديمة في بصرى

| درعا – الوطن

تعرضت البلدات القديمة في مختلف أرجاء محافظة درعا إلى تعديات شرسة وحاقدة أتت على معظم أجزائها حيث تم تهديم أجزاء منها ونهب كل ما يمكن بيعه الأمر الذي يهدد بضياع سويات تاريخية مهمة تعتبر شاهداً على حضارات عريقة كانت تعاقبت على البلاد. ومن هذه البلدات بلدة بصرى الشام الواقعة في المدينة التاريخية ذات القلعة الشهيرة، وقد بيّن رئيس شعبة المباني في دائرة آثار درعا وافي الدوس أن البلدة القديمة في بصرى تعود إلى الفترات النبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وهي ذات طراز معماري مميز مبني من الحجز البازلتي الأسود وتحوي مجموعة من العناصر المعمارية الجميلة من أقواس مترابطة بوساطة الربضان الحجرية والأسقف محملة عليها وتظهر داخل الغرف كوات لوضع السرج الخاصة بالإنارة ومطاو للفرش ومخابئ للمونة وتتألف البيوت من عدة غرف على صف واحد أمامها فسحة وحديقة والبيوت متلاصقة، وأوضح الدوس أن هذه البلدة القديمة نالها الخراب والدمار خلال الأحداث التي أدت حتى إلى تغيير الوضع الديمغرافي فيها إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان البلدة القديمة هبط بشكل حاد ما كان عليه قبل الأزمة وهو 5 آلاف نسمة إلى 3 آلاف نسمة فقط، إضافة إلى تدمير كامل في النسيج الاقتصادي والخدمي، والإجراءات المتخذة تجاه ما يحدث وخاصة أن المنطقة تحت سيطرة المجموعات المسلحة تتمثل بتوثيق الأضرار كافة واطلاع المؤسسات الدولية عليها، ولا سيما اليونسكو وتأهيل الكوادر الفنية على كيفية إدارة الأزمة للمواقع الأثرية وإعادة ترميمها مستقبلاً من أصحابها بإشراف سلطات الآثار وضمن الاشتراطات المحددة ولا ضير بقروض أو منح تسهم في إعادة الألق للمدينة القديمة، وبالمحصلة فإن صون التراث الثقافي يكتسب أهميته من كونه يمثل الهوية الحضارية والاستهداف الممنهج له هدفه طمس وإلغاء هذه الهوية وقد تعددت أساليب ذلك الاستهداف والتعدي وكان في مقدمتها بث الأفكار الدينية التي تحرم تجسيد الإنسان والآلهة والبحث عن الكنوز لإغناء المتاحف الأوروبية وخاصة البريطانية وغير ذلك الكثير ونحن بحاجة إلى تضافر جهود الجهات الحكومية المختصة كافة للمساعدة في أن تكون إعادة الإعمار للمواقع الأثرية المهمة في سلم الأولويات وأن يتفاعل المجتمع الأهلي في حماية التراث الثقافي في مناطقه لكونها ملكاً له وللأجيال القادمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن