ثقافة وفن

المؤلف الموسيقي يعني أن يتأقلم مع تنوّع المادّة البصريّة…آري جان سرحان لـ«الوطن»: أحافظ على علاقتي مع آلة البزق قبل كلّ شيء

عامر فؤاد عامر:

مؤلف موسيقي شاب، عازف محترف على آلة البزق، لديه تجارب خاصّة في الموسيقا التصويريّة الدّراميّة والسينمائيّة والمسرحيّة، وعدد من البرامج التلفزيونيّة، خريج المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وهو عضو مؤسس لكثير من الفرق المحليّة السوريّة (حلم– نهوند– ألوان– قوس قزح– ورق) شارك في مهرجانات محليّة ودوليّة كمهرجان بعلبك وبيت الدين، والكثير من الحفلات في دمشق، والمحافظات السوريّة، وفي رصيده العديد من ورشات العمل الموسيقيّة. الفنان «آري جان سرحان» يتحدث عن جديده وهمومه لصحيفة الوطن.

بين دنيا 1 ودنيا 2
كان للفنان «آري جان سرحان نصيبه في الموسيقا التصويريّة لمسلسل دنيا– الجزء الثاني، وعن مسؤوليته في التأليف الموسيقي لهذا المسلسل والمحافظة على إيقاع جديد مختلف عن الجزء الأوّل يقول لنا: «سمعت شارة الجزء الأوّل جيداً، وحافظت على البنية الأساسيّة للموسيقا، والتقطيع اللحني، الذي يعود لمؤلفه «مروان كرجوسلي»، لكن في وقتنا الحالي يعود ثقل العمل للتوزيع الموسيقي أيضاً، وهذا ما جددته إضافة للتأليف الجديد المضاف على شارة البداية، أي إنني حافظت على المقطوعة الموسيقيّة، ووضعت عليها تنويعات، ولذلك سيجدها المتلقي حالة متجددة ولا ملل فيها، وطبعاً الكلمات الخاصّة بالشارة لم تأت كما هي بل هناك كثير من الإضافات التي لها علاقة بدنيا 2015، وحياتها الحاليّة». أمّا عن الكلمات ومن اختارها وعن التأليف الموسيقا المشترك مع الفنان «يحيى تللو» يضيف: «اختيار الكلمات كان بتعاون من الفنانة «أمل عرفة» والمخرج «زهير قنوع»، أمّا الموسيقا فقد اشتركت فيها مع الفنان «يحيى تللو». وهو موسيقي مختص بموسيقا التكنو، فولدنا معاً إيقاعات جديدة للشارة الأولى، وتفردنا في شارة النهاية بتأليف موسيقي جديد». وفي نهاية جواب سؤالنا يستذكر الفنان «آري سرحان» هذه الذكرى: «عندما تابعت هذا المسلسل بجزئه الأوّل؛ كنت في الصف الثامن الإعدادي، أمّا اليوم فأنا المؤلّف الموسيقي للجزء الثاني، وهذه المفارقة تضحكني كثيراً».

مع المخرج قنوع
للفنان آري سرحان تعاون مسبّق مع المخرج «زهير قنوع» في التأليف الموسيقي فقبل مسلسل دنيا كان هناك المسلسل الجديد أيضاً الذي حمل عنوان «شهر زمان» وعن هذا التعاون يقول «سرحان»: «كان هناك راحة في التعامل مع المخرج «زهير قنوع»، وهذه هي تجربتي الثانية معه، بعد مسلسل «شهر زمان» الذي سيعرض في شهر رمضان القادم، فكان هناك ثقة ومناقشة بعد إنجاز كلّ خطوة فيما يتعلق بالموسيقا، وهناك تعاون وإيمان بيننا، وفي شهر زمان جاء التأليف الموسيقي بالتعاون مع الفنانين «خالد رزق» و«يحيى تللو»، كما كانت الكلمات لـ«زهير قنوع»، وقد قصدنا معاً أن تكون شارة البداية موسيقا فقط، وشارة النهاية مع أغنية أجادتها الفنانة «ربى الحلبي» والتي لأوّل مرّة تغني شارة لمسلسل، وهذا جاء بعكس مسلسل «دنيا» الذي كانت البداية فيه مع أغنية للفنانة «أمل عرفة» والثانية قدمناها موسيقا فقط».

من التراجيدي للكوميدي
عن الاختلاف في التأليف الموسيقي الذي جاء من النوع التراجيدي في مسلسل شهر زمان وكوميدي بحت في دنيا2 يعلّق آري جان سرحان: «كان ذلك بسبب إيمان المخرج بالموسيقا التي أقدّمها، فالمادّة البصريّة تقدّم على حالة المسلسل مهما كان نوعه، فالذهاب للمعطى يكون بسبب الصورة، وما قدّمناه جميل في تناقضه، فهناك اختلاف كبير بين نوعي العملين وهذا يحتاج لعملية بحث أكبر، ولكن أنا أجد أن المؤلّف الموسيقي يكسب صفته هذه من خلال مقدرته على تقديم الموسيقا مهما كانت المادّة البصرية متغيّرة».

في التجربة
كان للفنان «آري» محاولاته الأولى في العام الماضي؛ لكن لم يلقَ الضوء عليه بوضوح، وعن هذه الفكرة يوضّح: «اشتغلت في تجارب عدّة، منها السينمائيّة ومنها الدراميّة، لكني عموماً أركز في نوعيّة ما أقدّم، فأنا مؤمن بأن الموسيقا هي بطلة رئيسة في العمل، فهي سترفع من شأن العمل أو ستهبط به، ولا اعتدّ كثيراً بفكرة العدد والكمية التي تقدّم خلال موسم العمل».

بعد الرابعة تأتي الحرائق
قدّم «آري جان سرحان» تأليفه الموسيقي لفيلمي الرابعة بتوقيت الفردوس، والحرائق، بالاشتراك مع الفنانين «خالد رزق» و«يحيى تللو»، وحول التعاون مع المخرج السينمائي «محمد عبد العزيز» كان الجواب التالي: «علاقتي طيبة مع المخرج «محمد عبد العزيز» ولولا التفاهم المشترك لما تكررت التجربة معاً، وقد شاركني في موسيقا فيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» الفنان «خالد رزق»، وهناك تجربة ثانية مع المخرج نفسه في فيلمه الجديد «الحرائق»، وهنا التعاون الموسيقي جاء مع الفنان «يحيى تللو»، ومن يتابع فسيجد أن هناك نمطين مختلفين في كلّ من الفيلمين فالجديد فيه الكثير من الحداثة والإيقاع السريع».

عشق البزق
عُرف الفنان «آري جان سرحان» بعلاقته المتلازمة مع آلة البزق، وحول هذه العلاقة يتحدّث: «الآلة معروفة ومنتشرة عالميّاً، وأحاول دائماً المحافظة على علاقتي بها، بحيث لن يأخذني التأليف الموسيقي في الدراما بعيداً عن هذه الآلة، وهذا ما برهنت عليه في مسرحيّة (-4+4) فمشاريع العزف مستمرة لدي، وهذا ما أقدّمه في الفيديوهات التي طرحناها في الفترة الأخيرة أنا والفنان «خالد رزق» والمخرج «يزيد السيد»، وكذلك فيما أطرحه من موسيقا في فرقة «ورق» الموسيقيّة، وأرغب أن تبقى علاقتي مع البزق مستمرة، وحاليّاً هناك مشروع ألبوم أحضر له موضوعه هو مقطوعات بين آلة البزق وآلات أخرى معها، وهناك مشروع جديد يتحدث عن موسيقا الراب والعلاقة مع البزق باشتراك غنائي مع الفنان «وديع الخوري» وهذا ضمن الخطة القادمة التي باشرنا فيها أيضاً وجهزنا منها أغنية، وكلّ هذا عنيت منه أنّني أسعى لتقديم مقطوعات موسيقيّة لآلة البزق على الدوام».

«جيان»- دعوة للحياة
قدّم «آري جان سرحان» مع «خالد رزق» و«يزيد السيد» سلسلة من الفيديوهات التي حملت موسيقا مشتركة بين العود والبزق وصورة معبرة، منها «أبو شاكر» و«غرفة رماديّة» وغيرها وآخر فيديو تمّ طرحه مؤخراً جاء بعنوان «جيان» وهو اسم باللغة الكرديّة يعني الحياة أو دعوة للحياة باللغة العربيّة، وعن هذا الفيديو يقول: «نحن فنانون سوريون؛ وننشر موسيقانا وصورنا في كلّ أنحاء العالم، ونرغب في السفر لبقاع العالم وتقديم موسيقا مع فيديوهات مصوّرة من هذه البلدان وتراثها، و«جيان» هي الحياة بالعربيّة، فكان الفيديو دعوة للحياة وقد أخذنا لقطاته وصوره من مدينة «إربيل» وأردنا القول من هذا الفيديو إن هناك حياة في هذا المكان على الرغم من كلّ ما صدّرته «داعش» من سوء في هذه المناطق، وقد قررنا أنا و«يزيد» و»خالد» أن نقدّم هذه الصورة لكلّ العالم بمعنى أنّنا ما زلنا على قيد الحياة وندعو للحياة في نفس الوقت، وفي الفترة القادمة سنقدم قطعة موسيقيّة لفلسطين». وعن صعوبات هذه الرحلة يضيف: « تلقينا الكثير من المساعدات والتسهيلات فكل من عرف بموضوع الفيديو كان يمدّ يده للمساعدة في سورية والعراق وجاءت معاناتنا فقط على الحدود اللبنانيّة! وأود أن أوجه شكري لـ«فخري برادوستي» وهو مواطن من «أربيل» ساعدنا وتكفل بمصاريف سفرنا وإقامتنا هناك».

«كاوا» بانتظار الياسمين
للفنان «آري سرحان» دور تمثيلي في مسلسل بانتظار الياسمين مع المخرج «سمير حسين» وعنه يقول: «شخصيّة (كاوا) تتحدث عن عازف بزق له خط مميّز في المسلسل يجيد الغناء باللغة الكرديّة، وقد سجلنا أكثر من 15 أغنية كرديّة، فكان لأوّل مرّة أن تقدّم الدراما السوريّة هذا الكم من الغناء الكردي والموسيقا الكرديّة في مسلسل، إضافة  إلى أن هناك حالة متنوّعة بين الإخراج، والموسيقا، التي قدّمها الفنان «رعد خلف» والغناء والعزف المباشر بالكرديّة والبزق».

عتب
في نهاية لقائنا وجّه الفنان «آري جان سرحان» لوماً وعتباً على دار الأوبرا السوريّة من خلال: «لي عتبٌ خاصّ على دار الأوبرا، والتي عليها رعاية طلاب المعهد العالي للموسيقا، ورعاية الموسيقيين، والمتخرجين في المعهد، فالدار لا تخصّ هؤلاء بشيء من الدعم ولا تشجيع للمشاريع الشخصيّة الموسيقيّة، فلماذا لا ترعى دار الأوبرا نشاطنا، ومؤلفاتنا، وهذا لن يكلفها كثيراً من المصاريف الماديّة، وأتمنى أن يكون هناك حيز من نشاطها وتفكيرها بنا في المستقبل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن