عمان تعهدت بالضرب «بيد من حديد» والعربي أدان.. وواشنطن وصفته بـ«العمل الإرهابي الجبان» … الإرهاب يضرب مجدداً في الأردن.. سيارة مفخخة تستهدف موقعاً أمنياً قرب الحدود مع سورية ومصدر مسؤول يشير إلى «إرهاب وإرهابيين وأفكارهم الظلامية»
| وكالات
قتل ستة عناصر من الجيش الأردني وأصيب 14 آخرون، فجر أمس، كحصيلة أولية، في هجوم بسيارة مفخخة استهدف، موقعاً عسكرياً في منطقة الركبان قرب الحدود الأردنية السورية، وسط أنباء عن تدمير عدد من الآليات المهاجمة، في وقت تعهدت فيه الأردن بالضرب بيد من حديد كل من يعتدي على حدودها، بالترافق مع تنديد الجامعة العربية وواشنطن بالهجوم.
وحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، قال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان أمس: إنه «نجم عن الحادث الجبان، استشهاد أربعة أفراد من قوات حرس الحدود، وعنصر الدفاع المدني، وعنصر من الأمن العام، والتحقوا بكوكبة الشهداء، وإصابة أربعة عشر فرداً من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، منهم تسعة أفراد من مرتبات الأمن العام».
وأوضح المصدر أن «العمل الإرهابي الجبان استهدف موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين تشغله القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية بالقرب من الساتر الترابي المقابل لمخيم اللاجئين السوريين في الركبان».
واعتبر المصدر أن «مثل هذا العمل الإجرامي الجبان لن يزيد القوات المسلحة الأردنية «الجيش العربي» والأجهزة الأمنية إلا عزماً وإصراراً على مقاتلة الإرهاب والإرهابيين وأفكارهم الظلامية ومهما كانت دوافعهم لارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية».
وكان مصدر أمني أردني، فضل عدم الكشف عن اسمه، أشار في وقت سابق إلى أن الحصيلة الأولية للهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات حرس الحدود تشير إلى سقوط ستة جنود وإصابة 14 آخرين.
على حين أفاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في وقت سابق في بيان إلى مقتل وإصابة عدد من منتسبي القوات المسلحة في انفجار سيارة مفخخة «في تمام الساعة 05.30 (02.30 ت غ) على الساتر الترابي مقابل مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الركبان» في شمال شرق البلاد. وأكد المصدر أنه «تم تدمير عدد من الآليات المهاجمة المعادية بالقرب من الساتر».
على حين، نقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، عن قناة «الحدث» الفضائية الإخبارية أن الهجوم أسفر عن سقوط 7 قتلى و14 مصاباً، وأن الملك الأردني عبد اللـه الثاني زار قيادة القوات المسلحة بعد الهجوم.
من جهته أكد مسؤول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أندرو هاربر، أنه «ليست هناك أي تقارير تشير إلى مقتل أو إصابة أي من طالبي اللجوء السوريين».
وكان قائد حرس الحدود الأردني العميد صابر المهايرة، أعلن في الخامس من أيار الماضي أن نحو 59 ألف سوري عالقون في منطقة الركبان، مشيراً إلى أن هؤلاء اللاجئين لديهم الرغبة في الدخول إلى الأردن.
وذكر المهايرة حينها أن السلطات الأردنية تشتبه في أن أعداداً محدودة مجندة لمصلحة تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، تقارب 2000 شخص، حالياً قرب الحدود.
وفرض الأردن، الذي يستضيف أكثر من 630 ألف لاجئ سوري، إجراءات أمنية إضافية في منطقتي الركبان والحدلات قرب الحدود مع سورية في بداية العام، ما أدى إلى تجمع عشرات الآلاف على طول الحدود.
وأكد الأردن ضرورة التحقق من هويات اللاجئين الجدد لضمان أنهم ليسوا إرهابيين يمكن أن يتسللوا إلى البلاد.
في الأثناء أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي في الأردن، نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، بأن الملك الأردني تعهد بأن تضرب بلاده «بيد من حديد» كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنها وحدودها.
في السياق ندد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تغريدة باللغة الإنكليزية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالهجوم، وقال: «الإرهابيون يضربون مرة أخرى وهذه المرة حرس حدودنا، وهناك عدد من أبطالنا سقطوا بين قتيل وجريح»، معتبراً أن «هذا الشر سوف يهزم».
وأضاف جودة في تغريدة ثانية بالعربية: «تضرب يد الجُبن والإرهاب هذه المرّة نشامى القوات المسلحة الجيش العربي من حرس الحدود، رحم اللـه الشهداء وحمى اللـه الوطن، الأردن شامخ».
بدوره أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اتصالاً هاتفياً، أمس، مع جودة، أعرب فيه عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي.
وأفاد بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة، حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، بأن العربي، توجه خلال الاتصال، بخالص العزاء والمواساة للملك عبد اللـه ولأهالي الشهداء ولحكومة وشعب الأردن، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، مؤكداً تضامن الجامعة التام مع الحكومة الأردنية وشعبها.
وجدد العربي تأكيده ضرورة مواصلة الجهود لتفعيل القرار الصادر في 7/9/2014 عن مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن اتخاذ إجراءات جماعية للمواجهة الشاملة مع الإرهاب لاقتلاعه من جذوره ولصيانة الأمن القومي العربي، حسب تعبيره.
من جانبها أدانت الحكومة الأميركية، حسب «رويترز»، الهجوم ووصفته بأنه «عمل إرهابي جبان»، وأفاد بيان للسفارة الأميركية في الأردن بأن واشنطن ستواصل دعمها للجيش الأردني.
يشار إلى أن هذا الهجوم جاء بعد أسبوعين على هجوم استهدف مكتب تابع لدائرة المخابرات الأردنية شمال عمان أوقع خمسة قتلى من رجال المخابرات.
وألقي القبض على المشتبه فيه في ذلك الهجوم.
ويشارك الأردن منذ نحو عامين في التحالف الدولي بقيادة واشنطن لضرب داعش في سورية والعراق.