سورية

الخارجية الأميركية تعليقاً على رسالة الدبلوماسيين المنشقين: مكتوبة بشكل جيد جداً … البيت الأبيض: دروس العراق جنبتنا الأخطاء في سورية

فيما أعلن البيت الأبيض أن الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من حرب العراق تؤكد عدم وجود حل عسكري لأزمة سورية، مدافعاً عن سياسته حيال هذا البلد والتي جنبت واشنطن «الأخطاء»، أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري برسالة الخمسين دبلوماسياً الذين دعوا إلى شن ضربات ضد دمشق ووصفها بـ«جيدة جداً».
وأعادت الرسالة التي مررها دبلوماسيون من الدرجة الثانية والثالثة يعملون على الملف السوري، عبر قناة المعارضين في وزارة الخارجية الأميركية، الحياة إلى جدل ممتد في واشنطن بشأن إذا ما كانت السياسة الأميركية تجاه سورية والقائمة على إيجاد حل سياسي بالتعاون مع إيران وروسيا ناجحة أم فاشلة. ومنذ تسريب الرسالة إلى الصحافة الأميركية دافع البيت الأبيض بقوة عن سياسة الرئيس باراك أوباما هذه. وأمس الأول، جدد البيت الأبيض تمسكه بسياسته السورية. وقال المتحدث باسمه جوش أرنست: «إن سياستنا الحالية في سورية منعت تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة».
واعتبر أرنست خلال موجز صحفي دوري أنه ليس بإمكان أحد تحقيق نجاح إذا عول على الحل العسكري في سورية، وأضاف قائلاً: «أعتقد أنه أهم الدروس التي تعلمناها بعد التدخل في العراق الذي أقدمت عليه الإدارة السابقة في العام 2003». وأشار إلى أن السياسة التي تعتمد عليها الإدارة الحالية أنقذت صورة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي وجنبتها الأخطاء الخطيرة السابقة. وفي إشارة إلى إيران وروسيا، اعتبر أن البلدان الداعمة للنظام السوري تسهم في تحقيق عملية الانتقال السياسي بطريقة أو بأخرى.
ورداً على سؤال حول احتمال بدء الحرب ضد دمشق، أكد أرنست أن البيت الأبيض لا ينوي تحويل الموارد والجهود الرامية إلى محاربة تنظيم داعش في سورية إلى خوض المعركة ضد (الرئيس بشار) الأسد. وقال: «نركز جهودنا في سورية حالياً على داعش. أما اقتراحات توجيه مواردنا العسكرية والفكرية ضد نظام الأسد فتتطلب انتزاعها (الموارد) من تلك التي تستهدف داعش».
وفي خروج على سياسة أوباما، نشر 51 من الدبلوماسيين الأميركيين رسالة تدعو إلى توجيه ضربات عسكرية أميركية مباشرة لإجبار النظام السوري على التفاوض للتوصل إلى سلام. واعتبرت هذه الدعوة انتقاداً لنهج أوباما الحذر حيال الأزمة السورية.
وصرحت وزارة الخارجية أن الدبلوماسيين لن يواجهوا أي عقوبات بسبب تصريحهم بآرائهم، والإثنين بدا رئيسهم كيري وكأنه يدعم آراءهم.
ورداً على سؤال في فعالية عامة لطلاب جامعيين حول إذا ما كان قرأ الرسالة التي سربت إلى الصحافة الأسبوع الماضي، قال كيري «نعم. إنها جيدة جداً. سألتقيهم».
وبعيد ذلك، قال المتحدث باسم كيري جون كيربي إن الوزير الأميركي لم يبد تأييداً علنياً للمقترح الذي تدعو إليه الرسالة، لكنه وجد أنها «حجة مكتوبة بشكل جيد». وبين أن كيري سينقل المقترح إلى أوباما، وأضاف: «مهما كانت وجهات النظر، والمشورة أو الاقتراح الذي سيقدمه (كيري) للرئيس، يجب أن يبقى سراً».
وأضاف كيربي: «ولكن (…) لم يخف (كيري) حقيقة أنه ليس راضياً عن الوضع الراهن في سورية. نحن لسنا راضين عن الوضع الراهن في سورية». وفي العلن بقي كيري موالياً لأوباما في سياسته بشأن الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، ويسعى في هذا السياق إلى تطبيق خطة أميركية- روسية مشتركة لدفع النظام والمعارضة إلى التفاوض. إلا أن رد كيري المتوازن على الرسالة يدعم الرأي السائد في واشنطن ومفاده أن وزير الخارجية يشعر بالإحباط.
(روسيا اليوم- أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن