على خط التماس في حلب إنقاذ مريض لم يغادر منزله منذ 3 سنوات
| حلب – الوطن
نجح فريق طبي من مركز الدعم النفسي المتقدم التابع للهيئة العامة لمشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والنفسية في حلب بإنقاذ حياة مريض مصاب بالفصام لم يستحم ولم يغادر بيته الواقع على أهم خطوط تماس الحرب في المدينة.
وفي التفاصيل، تقدمت خالة المريض المقيمة في دمشق بطلب إلى إدارة الهيئة لإنقاذ حياة (خ. ب) من مواليد 1975 المصاب بمرض الفصام والرافض منذ 3 سنوات للاستحمام أو الخروج من منزله الكائن في حي سليمان الحلبي وفي بناء تفصله ستارة وشارع عن منطقة سيطرة «جبهة النصرة» في محطة ضخ المياه الوحيدة في حلب.
وقال مدير المركز الدكتور زكريا وراق لـ«الوطن»: على الرغم من خطورة عنوان إقامة المريض الذي تتساقط قذائف المسلحين حوله بشكل شبه يومي، شكلنا فريقاً طبياً مؤلفاً من طبيب نفسي ومرشد نفسي ومرشد اجتماعي وممرض ومستخدم مع سيارة إسعاف، توجه للمكان واستطاع إقناعه بفتح باب بيته الذي يتلقى قوت يومه من فتحة فيه عن طريق الجيران على اعتبار أن لا أقارب له ويرفض استقبال أي شخص.
وتابع: حال المريض النفسية، الذي تفوح منه رائحة كريهة مزرية وتتطلب تقييماً للحالة وتدخلاً إسعافياً قدمه له مشفى ابن خلدون الذي نقل إليه ووضع اللزوم الطبي المناسب له بشكل سريع فور قبوله للإقامة فيه مع الخدمات المباشرة من استحمام وحلاقة وتغيير ملابس.
ولفت وراق إلى أن حال المريض تحسنت كثيراً وباتت تدعو إلى الإطمئنان لأن المرضى الفصاميين بحاجة إلى رعاية كبيرة تعجز أسرهم عن تقديمها من دون مساعدة اختصاصيي الطب النفسي الذين لا تضم حلب سوى 4 منهم إلا أن المركز يقدم الخدمات اللازمة مجاناً لجميع المرضى النفسيين الذين يزيد عدد المراجعين منهم يومياً على 200 مريض عدا عن الزيارات المنزلية التي يقوم بها كادره الطبي والنفسي وبمعدل 5 زيارات شهرياً بطلب من أهل وأقارب المرضى الذين يرفضون أو لا يستطيعون القدوم للمركز.