سورية

اتصل بلافروف وبحثا آفاق استئناف مباحثات جنيف … كيري التقى وفداً من موقعي «الوثيقة المنشقة».. وبايدن ينتقدهم ويؤكد: التدخل العسكري ليس أسلوباً صحيحاً

بينما التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري عدداً من الدبلوماسيين ممن سطروا ما بات يعرف بـ«الوثيقة المنشقة» المعترضة على سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية، انتقد نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن هؤلاء الدبلوماسيين، على حين أعربت روسيا عن صدمتها من دعوتهم إلى حل عسكري في سورية.
ولم يكد كيري يفرغ من اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تطرقا فيه إلى آفاق استئناف محادثات جنيف السورية، حتى اجتمع بوفد من موظفي وزارة الخارجية ممثلين عن 51 دبلوماسياً يعملون على الملف السوري، وقعوا على رسالة بعثت عبر قناة خاصة بالوزارة، تطالب الإدارة الأميركية بدور عسكري لبلادهم من خلال قصف مواقع للجيش السوري بهدف الضغط على دمشق كي تلين مواقفها فيما يتعلق بوقف العمليات القتالية وإفساح المجال أمام إطلاق المرحلة الانتقالية. وكان وزير الخارجية الأميركي وصف الرسالة الإثنين بأنها «جيدة جداً».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن جلسة الوزير مع الوفد، التي استغرقت «ثلاثين دقيقة أو أكثر»، كانت مخصصة بشكل رئيسي «للاستماع»، لكن كيري أبدى وجهة نظره أيضاً وشرح الموقف الأميركي من القضية السورية.
وقال كيربي في موجز أمام الصحفيين: «كان هناك نحو 10 أشخاص، وكما تفهمون بأنفسكم هذه المجموعة (التي كتبت الرسالة) كبيرة للغاية، ما يجعل إجراء لقاء مع جميع أعضائها أمراً مستحيلاً». ولم يعلق على المضمون السري للرسالة. وأضاف «أعتقد أن وزير (الخارجية) شعر بأن المحادثة جيدة وكان يجب أن تحصل»، لافتاً إلى أن كيري «أبدى تقديراً لوجهة نظرهم».
وأوضح المتحدث، بعدما كرر شعار الدبلوماسية الأميركية بأن لا حل عسكرياً للأزمة السورية، أنه سيكون «من التهور واللامسؤولية (…) عدم النظر في جميع الخيارات»، مضيفاً إن «تلك الخيارات تؤخد دائماً بالحسبان».
وقبل لقائه هذا الوفد اتصل كيري بنظيره الروسي، وبحثا «تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية في آن واحد مع محاربة الإرهابيين التي لا هوادة فيها». وطالب لافروف بعدم التغاضي عن جبهة النصرة «التي تستغل في أعمالها مجموعات المعارضة التي تراهن على الولايات المتحدة بل يتعاون بشكل وثيق معها»، واشترط لاستئناف محادثات جنيف تراجع «المعارضة عن الممارسة الفاسدة لعرض شروط مسبقة، والتي تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي»، في إشارة إلى «الهيئة العليا للمفاوضات».
وقال عدة مسؤولين أميركيين إنهم لا يتوقعون أن تؤدي «الرسالة المنشقة»، إلى تغيير سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وترتكز سياسة أوباما تجاه سورية على هدف تفادي تورط عسكري أكثر عمقاً في الشرق الأوسط وتتعرض لانتقادات واسعة تصفها بأنها مترددة وتتفادى المخاطرة. وتركز تدخل أوباما المحدود على قتال تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق في سورية والعراق.
وصعد البيت الأبيض من مواجهته للدبلوماسيين الذين سربوا رسالتهم إلى الصحافة الأميركية قبل أيام. وانتقد نائب الرئيس الأميركي هؤلاء الدبلوماسيين. وقال في لقاء تلفزيوني إنه والرئيس أوباما، مستعدين دائماً للاستماع لوجهات نظر جميع الدبلوماسيين، لكنه اعتبر أن «المذكرة لن تترتب عليها نتائج مفيدة فيما يتعلق بسورية».
وأكد بايدن أنه لا يوجد حل وحيد لوقف الحرب في سورية، وحل المشاكل التي تعاني منها، مؤكداً في معرض رده على دعوتهم لقصف مواقع الجيش السوري أن «التدخل العسكري ليس أسلوباً صحيحاً». وأشار إلى أن المذكرة، لا تحمل أي اقتراحات ملموسة، كما أكد معارضته للتدخل العسكري في سورية وليبيا.
في موسكو، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن صدمتها حيال دعوة الدبلوماسيين الأميركيين موقعي «الوثيقة المنشقة» إلى حل الأزمة السورية بالقوة، عن صدمتها، لأن هذه الرسالة وقعت من دبلوماسيين، أي من أولئك الذين يجب أن يعملوا على إيجاد تسوية سياسية سلمية.
وقالت زاخاروفا للصحفيين: «شهدنا العديد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتؤدي السبل العسكرية إلى تفاقمها فقط، وكلنا نرى ذلك في العراق وليبيا وإلخ. والأهم هنا أن العالم بأكمله أدرك أن الولايات المتحدة، رغم إيديولوجيتها، تعترف بأن هذا النهج المختار خاطئ. فلماذا نضيع 5 أو 10 سنوات من جديد لكي نعترف بعد ذلك بأخطائنا؟».
وأشارت إلى أن هناك في واشنطن أيضاً من يدعو إلى الحوار السياسي، وأن موسكو تفعل كل ما بوسعها من أجل دعم هذا الفريق الثاني ونهجه.
(روسيا اليوم – أ ف ب- الأناضول – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن