سورية

بسبب الخسائر المتواصلة و«سيطرة النظام» على مساحات جديدة … مبادرة لتشكيل «الجيش الواحد» في الغوطة الشرقية والفصائل توافق

أطلقت ما يسمى «رابطة الإعلاميين» في غوطة دمشق الشرقية مبادرة جديدة لتشكيل ما سمته «جيشاً واحداً» من الفصائل المسلحة الأمر الذي وافقت عليه الأخيرة.
تأتي المبادرة في وقت انخفضت فيه الثقة بين بعض الفصائل جراء النزاعات على النفوذ في الغوطة الشرقية التي كان آخرها الاقتتال بين ميليشيا «جيش الإسلام» من جهة و«فيلق الرحمن» وجبهة النصرة فرع القاعدة في سورية من جهة ثانية والتي أدت إلى مقتل أكثر من 700 مقاتل.
وقال، حسب مواقع إلكترونية، رئيس الرابطة «هادي أبو رايان» مشيراً إلى الأسباب التي تدعوهم إلى تشكيل «جيش واحد»: إن هناك الكثير من النقاط في هذا السياق أهمها الخطر المحدق بأهالي وسكان الغوطة الشرقية، من ضربات ونية «النظام» لاجتياح الغوطة في أقرب فرصة، واستمرار قضم الأراضي والمواقع من «النظام» وبشكل تدريجي، وعدم إمكانية حسم العمل العسكري على الجبهات بشكل متفرق، ولعب الدور الأبرز وجود نزاع داخلي بين الفصائل العسكرية في الغوطة، وأيضاً خطر تقسيم الغوطة بين الفصائل ما يسهل سيطرة «النظام» والقوى الخارجية عليها فراداً. وذكر أبو رايان، أن خسائر الاقتتال الداخلي كانت أحد أهم الدوافع لطرح المبادرة، على حين إنه لخص الخسائر بعدة نقاط أهمها كما ذكرها، أكثر من 2700 عائلة نازحة من القطاع الجنوبي، وبلدات تتمتع بموقع إستراتيجي مهمّ سقطت بيد «النظام»، و«النظام» بات على مشارف جسرين والمحمدية وتل فرزات والنشابية، والمساحات الخضراء كلها مهددة.
وأشار إلى أن خسارة الغوطة الشرقية بلغت مليون دولار بعد سقوط القطاع الجنوبي بسبب سيطرة «النظام» على 40 ألف دونم من القمح و100 ألف شجرة مثمرة، بسبب الاقتتال في الغوطة، وكذلك باتت الجبهات تفتقر إلى خيرة المقاتلين، وخسارة كوادر من الدفاع المدني والطبي، إضافة إلى تهجير نخب وكوادر من الغوطة، وفقدان الثقة بالفصائل كلها وبأمنييهم وبعض قاداتهم، بحسب أبي ريان.
وأوضح أبو رايان أن «الحالة الفصائلية هي التي أوصلتنا إلى نزاع، والنزاع يعني الفشل وذهاب القوة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، لذا انطلقت الفكرة التي نراها الحل الجذري الوحيد وتتلخص رؤيتها بـ«إنشاء جيش موحد ثوري قوي قوامه الفصائل المقاتلة الثورية على أرض الغوطة الشرقية، وتحت قيادة واحدة، وليكون هذا الجيش قادراً على تخطيط وقيادة وتنفيذ الأعمال القتالية المسندة، وتحقيق النصر وحسم المعركة بدخول دمشق وإسقاط النظام».
وذكر أبو رايان أنهم في لجنة المبادرة أرسلوا شرحاً مفصلاً عن المبادرة للفصائل العسكرية، فقامت بدورها الفصائل بإرسال رد مكتوب بالموافقة على الفكرة من حيث المبدأ، «وهم الآن بصدد الانتقال للمرحلة الثانية، وهي التنسيق لإيجاد ممثلين حقيقيين عن الفصائل والقاعدة الشعبية الضاغطة، حيث سيتم تشكيل لجنة مهنية تخصصية (تكنوقراط) لوضع تصور ورؤية وخطوات العمل لمشروع الجيش الواحد». ولفت إلى أن «هذه اللجنة مؤلفة من سبعة أشخاص مع رئيسهم وباختصاصات «مجاز ركن عسكري- مجاز في العلوم السياسية- مجاز في الاقتصاد- مجاز في القانون والشريعة- مجاز في الإدارة- خبراء في الشؤون العسكرية المدنية عدد 2».
وأوضح أبو رايان أنه «بعيداً عن إرادة الفصائل والمجتمع المدني لهذه المبادرة في الواقع تحتاج إلى عمل دؤوب وإصرار وقوة ساندة للوصل بها إلى بر الأمان وتحقيقها، لذا فالمبادرة تتم إدارتها بشكل يحافظ على اللجنة كطرف ثالث ويمنع الفصائل من جلب واستقطاب لجنة الرابطة المتخصصة بعمل المبادرة، حيث دخلت رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية كطرف ثالث بعد طرح عدد من الإعلاميين الفكرة ووافق عليها 82 إعلامياً، ثم تبناها مجلس إدارة الرابطة، وتواصل مع الفصائل وأرسل لهم البيان الخاص بمبادرة الجيش الواحد، وتم أخذ الموافقات المكتوبة على قبول الفكرة، حيث بدأت الفكرة بتاريخ 4 حزيران الجاري وتم الحصول على الموافقات بتاريخ 10 حزيران».
وتضم لجنة «رابطة الإعلاميين» الخاصة بمبادرة «الجيش الواحد» أعضاء مجلس الإدارة في الرابطة وعددهم 10 أعضاء مع الاستعانة ببعض أعضاء الرابطة.
وعقدت «رابطة الإعلاميين» اجتماعاً استثنائياً خاصاً لتفويض وتمثيل لجنة المتابعة الخاصة بمبادرة الجيش الواحد، وفي هذا الاجتماع حصلت على شرعية العمل والتفويض الواضح للتواصل مع الفصائل والفعاليات للضغط عليهم للتوجه للعمل المشترك الذي يصب بمصلحة الجيش الواحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن