سورية

700 طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في سورية منذ بدء الأزمة … دي ميستورا سيواصل جولاته الدبلوماسية «في مسعى لتحديد موعد المفاوضات في تموز» ويشدد على أهمية اتفاق روسي أميركي بشأنها

| وكالات

طالبت كوبا بوضع حد للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية مجددة تأكيد دعمها إيجاد حل سلمي للأزمة فيها، بينما قالت الأمم المتحدة، إنه لا ينبغي أن تعتبر حقوق الإنسان «عقبة» بوجه نجاح المفاوضات، واعتبرت أنها «مساعد رئيسي» لنجاح المفاوضات. في الأثناء أفادت الأمم المتحدة، أن أكثر من 700 طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في سورية منذ بدء الأزمة.
وقالت المندوبة الدائمة لكوبا في الأمم المتحدة انايانسي رودريغيز خلال الجلسة الثانية والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «يجب العمل على تحقيق السلام ومواجهة هجمة التطرف والتدخل الأجنبي في سورية من أجل الحفاظ على ثقافتها وتاريخها الغنيين»، وأعربت عن رفضها أي محاولة لتقويض استقلال وسيادة ووحدة أراضي سورية.
وعبرت رودريغيز عن قلقها من أن جهود حل الأزمة تصطدم مع مصالح بعض الأطراف «التي ترغب في إطالة أمد المواجهات المسلحة»، وأضافت إنه «على المجتمع الدولي وخاصة القوى الخارجية التي ساعدت على وجود الجماعات المتطرفة والمعارضة الموجهة من الخارج العمل على إيقاف تدريب ودعم هذه الجماعات بالمال والسلاح والمعدات وتوظيف هذه الأموال في إعادة بناء سورية».
من جانبه، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، إيفان سيمونوفيتش، إنه لا ينبغي أن تعتبر حقوق الإنسان «عقبة» بوجه نجاح المفاوضات، معتبراً أنها «مساعد رئيسي» لنجاح المفاوضات.
وأضاف سيمونوفيتش، في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء، إن «حكومة النظام في سورية، لم تفشل فقط بحماية المدنيين بل غالباً ما استهدفتهم بشكل مباشر ومتعمد».
وأشار سيمونوفيتش، أنه حاول الذهاب إلى سورية، لكن لم يسمح له بالدخول، كذلك الأمر بالنسبة لزملائه من مفوضية حقوق الإنسان.
أمّا وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن آوبراين، فقال: إن «الصراع في سورية» دمّر النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، كما تآكلت المكاسب الإنمائية التي تحققت على مدى أجيال.
وأضاف آوبراين: إن «80 بالمئة من السوريين يعيشون في فقر، كما يعاني نحو تسعة ملايين من انعدام الأمن الغذائي، ما اضطر أكثر من مليوني طفل سوري لترك الدراسة».
وتابع: «يجب علينا ألا نغفل عن تأثير هذه الأزمة على المدنيين، خصوصاً الشباب، الذين يتعرضون منذ فترة طويلة للعيش في مناخ من العنف والخوف».
وطالب أوبراين، المجتمع الدولي بوضع حد للأزمة في سورية، وحماية المدنيين والبنية التحتية، ولا سيما المرافق الطبية، وإنهاء الحصار وضمان حرية حركة المدنيين.
كما طالب بضمان مساءلة المجتمع الدولي لمرتكبي الانتهاكات في سورية، وتعزيز الدعم المالي للاستجابة الإنسانية، واحترام الطبيعة غير السياسية للمساعدات الإنسانية.
وأفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن أكثر من 700 طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في سورية منذ بدء الحرب قبل 5 سنوات، أغلبهم ماتوا في غارات جوية.
وانتقد رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق حول حقوق الإنسان في سورية، البرازيلي باولو بييرو، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، «عمليات القصف الجوي التي تستهدف المستشفيات والعيادات وتطول الأهالي»، وذلك خلال خطاب ألقاه بجنيف.
وأشار إلى أن «عمليات القصف أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، من بينهم عاملون طبيون، في ظل الحاجة الشديدة إلى خدماتهم»، وأضاف: إن «أكثر من 700 طبيب وعامل في الاختصاص قتلوا في غارات على مستشفيات منذ اندلاع الحرب قبل 5 سنوات مضت».
وتحدث عن أن «الهجمات على المنشآت الطبية ومقتل العديد من العاملين الطبيين جعلا الحصول على الرعاية الصحية في المناطق التي تعاني من العنف صعباً للغاية، وفي بعض المناطق مستحيل».
في الإطار ذاته، قال المبعوث الأممي الخاص بشأن سورية دي ميستورا في جلسة خاصة للجمعية العامة في نيويورك، عبر الفيديو من جنيف: إن «ركائز الحل في سورية لا تزال ترتكز إلى 3 قوائم إنسانية وسياسية وميدانية»، مشدداً على «ترابط هذه المسارات المتوازية وأهمية تحقيق تقدم في خفض العنف وإطلاق المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية» في سياق العمل على العودة إلى المفاوضات.
وشدد دي ميستورا، على الحاجة الماسة إلى التزام كل الأطراف التقدم نحو حل سياسي فعلي «وهو ما يتطلب صيغة تحترم قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف»، وشدد أيضاً على أهمية أن يتفق «رئيسا مجموعة الدعم الدولية لسورية»، أي روسيا والولايات المتحدة، على تصور موحّد لاستئناف المفاوضات، قبل أن يوجه دعوة إلى أطراف المفاوضات للعودة إلى جنيف.
وقال إنه سيواصل جولاته الدبلوماسية «في مسعى لتحديد موعد الجولة المقبلة ربما في تموز المقبل»، من دون أن يعطي تعهداً نهائياً بذلك. وأضاف: إن انعقاد الجمعية العامة في أيلول المقبل «قد يكون فرصة مهمة جداً» للدفع نحو حل سياسي، مشيراً إلى أنها ستكون آخر جمعية عامة يشارك فيها الأمين العام الحالي بان كي مون قبل انتهاء ولايته.
ودعا نائب السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف في الجلسة نفسها إلى «وقف تجاهل وجود تهديد فعلي للإرهاب في سورية، والاعتراف أن الجيش السوري يحارب الإرهابيين». وقال: إن «مجموعات تسمى أنها معتدلة تمارس الكذب والخداع وترتكب جرائم كالمجموعات الإرهابية في سورية، وعلى رغم ذلك هي غير مصنفة أنها إرهابية».
كما دعت نائب السفيرة الأميركية ميشال سيسون روسيا إلى «الضغط على الحكومة السورية لوقف استهداف المدنيين والمناطق المحاصرة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون معوقات»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة «ستمارس كذلك التأثير الذي لديها على المجموعات للتقيد بتسهيل وصول المساعدات».
وتحدث السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري متهماً «الدول الراعية لهذه الجلسة بدعم الإرهاب والتسبب في معاناة السوريين». قائلاً: إن «الحكومة السورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن