رياضة

بلجيكا والمجر.. من يواصل رحلة المفاجأة في يورو 2016 … المانشافت لمحو الإذلال والديوك لمواصلة الصيحة

| خالد عرنوس

حسمت ركلات الترجيح المباراة الأولى من دور الـ16 ففازت بولندا على سويسرا (5/4) بعد التعادل 1/1 وأنهت بولندا الشوط الأول متقدمة بهدف جاكوب يواشتشيكوفسكي د38، وأبت سويسرا مغادرة البطولة من الوقت الأصلي فأدركت التعادل في الدقيقة 82 عبر شيردان شاكيري، ولم يغير الوقت الإضافي أي شيء من المباراة لتتأهل بولندا إلى دور الثمانية بركلات الترجيح.
وأصبح منتخب بولندا أول فريق يضمن حضوره في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم بنسختها الخامسة عشرة المقامة حالياً على الأراضي الفرنسية بتغلبه على نظيره السويسري في أولى مباريات دور الـ16 الذي انطلق أمس.
وتستكمل منافسات ثمن النهائي اليوم فتقام ثلاث مباريات، يلتقي في الأولى صاحب الأرض (الديك) الفرنسي بالإيرلندي (الجمهوري) بداية من الساعة 4.00 عصراً على ملعب بارك أولمبيك ليون تحت قيادة الحكم الإيطالي ريزولي، وفي الثانية بداية من الساعة 7.00 يسعى المانشافت الألماني للثأر من نظيره السلوفاكي الذي أنزل به هزيمة قاسية قبل البطولة بأيام ويقودها الحكم البولندي مارسينياك، وفي الثالثة سيكون موعد لقاء المفاجأتين، البلجيكي الذي توقع له الجميع أن يرتدي لباس الحصان الأسود والمجري الذي كان أحد أحصنة الدور الأول فعلاً بتصدره المجموعة السادسة على حساب البرتغال والنمسا وتبدأ هذه المواجهة المنتظرة في العاشرة مساءً تحت قيادة الحكم الصربي مازيتش وكل المواعيد بتوقيت دمشق، ويختتم دور ثمن النهائي غداً بلقاء إنكلترا وآيسلندا وتسبقه أقوى مواجهات البطولة حتى الآن بين إسبانيا بطل النسخة الأخيرة ووصيفه الإيطالي.

صيحة ثالثة
انتهى الهزل وبدأ الجد وحانت ساعة الحقيقة التي انتظرها الفرنسيون لأربع سنوات سابقة أي منذ خروجهم من ربع نهائي نسخة 2012 أمام الإسبان وهاهم يواجهون أول امتحانات اليورو فعلياً في الطريق نحو حلم اللقب الثالث قارياً بعدما تجاوزوا الدور الأول بمواجهة الفريق الأخضر لإيرلندا الذي يخوض دوراً إقصائياً للمرة الأولى في البطولة.
وعلى الرغم من إنهاء فريق ديشان الدور الأول من دون حرج كبير إلا أن الانتقادات طالته بشدة خاصة أنه فاز بتوقيت متأخر على كل من رومانيا وألبانيا وانصاع للتعادل مع سويسرا وكل هؤلاء لايرتقون بأي حال إلى المقارنة مع الكبار الذين سيتربصون بالديوك في حال تقدم أكثر في البطولة.
الفريق الإيرلندي المنافس لم يكن أفضل حالاً لكنه يحسب له أنه حقق الفوز على الطليان والوحيد الذي كسر شوكة دفاع الآتزوري في البطولة وسجل حدثاً تاريخياً على الصعيد الشخصي، وعقب الفوز على الطليان بات حلم المدرب الإيرلندي مارتن أونيل أن يكرر فعلته مع الزرق الآخرين (أصحاب الضيافة) على الرغم من إدراكه لصعوبة المهمة وتخوفه من أن يكون لاعبوه استنفدوا طاقتهم الجسدية في الدور الأول.
المدرب ديشان يعول على عودة بول بوغبا الذي ظهر أخيراً في المباراة الثالثة بعد غياب معنوي عن أول مباراتين وذلك لقيادة الهجوم الفرنسي الذي قدم حتى الآن ما هو مطلوب منه وخاصة ديمتري باييه الأفضل في صفوف الزرق حتى الآن ويأمل ديشان أن يكون غريزمان وغاميرو في الموعد.
المواجهات بين الفريقين تاريخياً كانت لمصلحة الفرنسيين إلا أن الإيرلنديين مازالوا يتذكرون بكل الحسرة لقاء (البلاي أوف) المؤهل إلى نهائيات مونديال 2010 ويومها فاز الفرنسيون في دبلن ذهاباً بهدف وفي الإياب تقدم الإيرلنديون بهدف ما مدَّد عمر المواجهة إلى وقتين إضافيين ويومها جاء هدف ويليام غالاس الشهير بعد حالتين مثيرتين (تسلل) في بداية الهجمة ثم لمسة يد واضحة من هنري في الطريق إلى مرمى شاي غيفن الذي سيحضر الموقعة ومثله الهداف التاريخي الذي يأمل كما كل أبناء بلاده بالثأر.

المانشافت وفرصة الثأر
لن نغوض في تاريخ المواجهات الألمانية مع منتخب تشيكوسلوفاكيا على الرغم من تاريخيتها خاصة أن الفريقين سبق لهما خوض نهائي يورو 1976 وقبلها مباراة في نصف نهائي مونديال 1934 وقد كان للاعبين السلوفاك دور كبير في المرتين اللتين انتهتا بفوز تشيكوسلوفاكيا، لكننا نبدأ من الحاضر فقبل أقل من شهر واحد التقى المانشافت الفريق الأزرق والأبيض في إطار الاستعداد للبطولة الحالية وعلى عكس التوقعات أنزل الفريق السلوفاكي هزيمة اعتبرت جرس إنذار مبكر لأبطال العالم، فقد فاز رفاق هامسيك بنتيجة 3/1 والأنكى أن ثلاثية (هامسيك ودوريس وكوشكا) جاءت في أقل من 10 دقائق بين نهاية الشوط الأول وبداية الثاني.
اليوم جاءت الفرصة ليواكيم لوف ولاعبيه لثأر سريع ورسمي على غرار مافعل الألمان في تصفيات 2008 عندما فازوا في المواجهتين الرسميتين الوحيدتين بين المنتخبين، ويعاني المانشافت فقدان القائد الفعلي على أرض الملعب وهو ما لامت وسائل الإعلام (المدرب) من أجله إلى جانب العقم الهجومي الذي رافق مباريات الدور الأول لكنه حتى الآن سار بشكل إيجابي في هذه البطولة متجاوزاً كل الانتقادات وبرصيد دفاعي قلما سجله الألمان في مشاركتهم في البطولات الكبرى فلم تهتز شباكه.
وقد حذر الكابتن مارك نوير من خطورة الفريق السلوفاكي خاصة نجمه هامسيك صاحب التسديدات المزعجة (حسب نوير) لكنه بالمقابل أكد أن زملاءه قادرون على الحسم المبكر مع تقدم أدوار البطولة، ومازال المانشافت أحد المرشحين للظفر باللقب حسب المدرب السلوفاكي الذي وصفه بالفريق النموذجي القادر على فعل كل شيء.
ولم يعان المانشافت دفاعياً حتى الآن إلا أنه سيفتقد مدافعه الأبرز في هذه البطولة جيروم بواتينغ الذي يعاني الإصابة وبالمقابل فإن أكثر من لاعب سلوفاكي مهدد بالغياب عن موقعة (ليل ميتروبول) التي تعد تاريخية للفريق الذي يشارك للمرة الأولى في اليورو وعلى رأسهم بيكاريك وستوتش وماك.

لقاء المفاجأتين
قبل البطولة لم يكن أحد يتوقع أن تذهب صدارة المجموعة السادسة إلى المنتخب المجري في حين كان المنتخب البلجيكي مرشحاً لصدارة الخامسة وهو الذي لم يحدث ليلتقي الفريقان في لقاء دور الـ16 ويصبح طريق الفائز بينهما ممهداً نحو نصف النهائي لتنتعش آمال الشياطين الحمر بإنجاز يفوق الذي حققه جيل الثمانينيات بخوض النهائي، وبدوره يحاول المنتخب المجري إحياء ذاكرته الواهنة منذ عقود وهو الذي خاض مربع الكبار في مناسبتين عندما كانت النهائيات تقتصر على أربعة منتخبات.
من الصعب ترجيح كفة فريق على آخر في اللقاء الذي يجمعهما في ملعب تولوز البلدي على الرغم من أن التوقعات تصب في مصلحة الفريق البلجيكي الذي استعاد توازنه عقب خسارة الافتتاح من الطليان وحقق فوزين جديرين، ويدرك المدرب فيلموتس أن لاعبيه أفضل من نظرائهم إلا أنه مقتنع بأن هذا الأمر لايعني الكثير أمام فريق يعتمد اللعب الجماعي بعيداً عن الأسماء الكبيرة والنجوم وهو ما بدا واضحاً في مباراة البرتغال عندما أشرك المدرب المجري خمسة لاعبين بدلاء.
بالمقابل المدرب الألماني للمجر شتورك أكد تطور أداء لاعبيه وإن بقيت الأفضلية للفريق المنافس الذي يضم هازار وفلاييني وفيتسل وناينغولان وديمبلي ولوكاكو وسواهم.

مواجهات سابقة
• 16 مباراة جمعت منتخبي فرنسا وجمهورية إيرلندا ففاز الأول في 7 مناسبات والثاني بأربع وتعادلا في 5 مواجهات والأهداف 22/14، وجاءت 12 مباراة ضمن التصفيات المونديالية فانتهت 6 منها لمصلحة الديوك مقابل 3 تعادلات و3 هزائم ولعل أشهرها لقاء بينهما كان في تصفيات جنوب إفريقيا 2010 والهدف الفضيحة الذي أهل الفرنسي إلى النهائيات.
• لم تعرف مواجهات ألمانيا وسلوفاكيا التعادل ففاز الألمان في 7 مقابل 3 للسلوفاك في 10 مباريات معظمها في الإطار الودي والأهداف 22/12، وكان الفريقان تقابلا في تصفيات يورو 2008 ففاز المانشافت مرتين 4/1 و2/1.
• 12 مباراة جمعت منتخبي بلجيكا والمجر وانتهت 8 منها بفوز بلجبكا مقابل فوزين للمجر وتعادلين والأهداف 27/16، أما أشهر المواجهات فكانت في مباراة الترتيب ليورو 1972 ويومها فاز الشياطين 2/1 في البطولة التي جرت على أرضهم، وكذلك لقاء الدور الأول من مونديال 1982 وانتهى بنتيجة 1/1.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن