رياضة

ميسي على بُعد خطوة من إسعاد جماهير التانغو … إعادة سريعة لنهائي كوبا أميركا

تسدل الستارة انطلاقاً من الثالثة فجر الغد على بطولة كوبا أميركا بنسختها الخامسة والأربعين التي تستضيفها الولايات المتحدة احتفالاً بمئوية انطلاق البطولة القارية الأقدم في العالم، فتتقابل الأرجنتين الباحثة عن اللقب منذ ثلاثة وعشرين عاماً وتشيلي حاملة اللقب في إعادة سريعة لنهائي النسخة الفائتة التي ذهبت بطولتها لمنتخب تشيلي بركلات الترجيح في ليلة أسعدت اللاروخا وأبكت ميسي قبل أي لاعب آخر في منتخب التانغو.
فجر الغد ستكون جماهير الأرجنتين على موعد مع استعادة بريق الألقاب والعودة إلى المكان الطبيعي لسحرة التانغو، والأهم من كل ذلك أن ميسي يمتلك فرصة ذهبية لاعتلاء منصة التتويج الدولية وهو الذي اعتاد أن يكون الرقم واحد في العالم من حيث الألقاب الفردية، غير أن تلك الألقاب وذاك البريق لا قيمة له إذا لم يشفع بلقب دولي على غرار ما فعل عباقرة اللعبة في العالم وعلى رأسهم الساحر الآخر من بلاد التانغو دييغو أرماندو مارادونا.
نهائي هذه النسخة إعادة مكررة لنهائي النسخة الفائتة وهذا لم يحصل عبر تاريخ المسابقة إلا مرة واحدة عندما تقابلت الأرجنتين مع البرازيل 2004 و2007 وفي تلكما المرتين ذهب اللقب لمصلحة البرازيل وهذا ما يخيف جماهير الأرجنتين الواثقة من أن منتخبها سيكون الطرف الأفضل لكنها ليست واثقة بإمكانية الفوز لأن المباراة النهائية لا تخضع لمعايير الأفضلية بقدر ما تحكمها الفاعلية واستغلال الفرص والتقليل من الأخطاء، فالجميع يعلم أن مباريات التتويج تلعب على جزئيات صغيرة، والمدرب مارتينو بالذات يعرف ما حصل للاعبيه خلال نهائي النسخة الفائتة، كما أن ميسي ورفاقه وعلى رأسهم هيغواين يعلمون ماذا حصل في نهائي المونديال المنصرم على الأراضي البرازيلية، لكن ما هو مؤكد أن الضغوط هذه المرة تقع على منتخب الأرجنتين، فلا شيء يخسره منتخب اللاروخا ولا بأس إن حافظ على اللقب، والوصافة تبقى إنجازاً لهذا المنتخب الذي بات من النخبة العالمية، وفي الاتجاه المغاير سيكون المركز الثاني كالمركز الأخير لمنتخب الأرجنتين الباحث بشتى السبل عن لقب طال انتظاره.

رقم قياسي
التنافس التاريخي بين الأرجنتين والأورغواي في بطولة كوبا أميركا كان شعاراً على طول الطريق في ظل ابتعاد منتخب البرازيل زعيم العالم التاريخي بخمسة ألقاب، ففي البدايات كانت الريادة أورغويانية ثم مالت الكفة للأرجنتين في الأربعينيات، وبقي التنافس أزلياً بين مد وجذر بين المنتخبين فتعادلا غير مرة قبل أن تستعيد الأورغواي الريادة عام 1987 ثم 2011 وها هي الفرصة سانحة كي تصل الأرجنتين للقب الخامس عشر الذي يجعلها مع السيليستي الأورغوياني سواء.
المعطيات التي بين يدينا توحي أن ميسي ورفاقه على الطريق الصحيح في هذه البطولة عطفاً على ما شاهدناه في جميع المباريات، لكن ذلك لا ينفي أن اللاروخا التشيلياني يمتلك كل مقومات قلب المعطيات، وخاصة أن تلاميذ المدرب بيزي أثبتوا قدرات كبيرة في التعافي بسرعة وهذا ما حدث بعد الخسارة في المباراة الأولى أمام الأرجنتين، وبلغ لاعبو تشيلي الذروة عندما التهموا المكسيك بسباعية جعلت المتابعين في حيرة من أمرهم، أهو المستوى الحقيقي لمنتخب المكسيك أم إن تشيلي كانت جزارة قولاً وفعلاً.

ميسي قبل غيره
لا خلاف أن اللقب مطلب اللاعبين الـ22 إضافة إلى البدلاء كلهم، ولا خلاف أن المدربين همهما اللقب بكل السبل والمعايير، لكن يبقى ليونيل ميسي أكثر لاعبي الكرة الأرضية مطالبة باللقب، فمن جهة أولى سيكون لقبه الأول على صعيد المنتخب الأول، ومن جهة ثانية يسكت المنتقدين الذين لم يكفوا أقلامهم اللاذعة حياله، ومن جهة ثالثة تبقى حظوظ كبيرة للحفاظ على لقب أفضل لاعب في البطولة، ومن جهة رابعة تبقى أسهمه فوق العادة للحفاظ على جائزة الكرة الذهبية التي هي الجائزة الأهم على الصعيد الفردي لكل لاعبي الكرة الأرضية، فهل يفلح البرغوث في نيل الأماني أم إن الغصة ستبقى بحلقه وعندها لن تقوم له قائمة ولن يأتي لخوض غمار الموسم الأوروبي المقبل بكامل التركيز الذهني.

الطريق إلى النهائي
بدت خطوات التانغو أكثر ثقة نحو النهائي، ففي المباراة الأولى فاز على تشيلي بهدفين لهدف ثم ضمنت التأهل بالفوز على بنما بخمسة أهداف نظيفة ثم كانت العلامة الكاملة بدور المجموعات على حساب بوليفيا بثلاثة أهداف دون رد، وفي ربع النهائي جاء الدور على فنزويلا بأربعة أهداف لهدف، ثم كان الاكتساح في نصف النهائي لصاحب الأرض والجمهور منتخب الولايات المتحدة برباعية نظيفة يلخصها ما قاله المدرب كلينزمان: لا نخجل من رباعية الأرجنتين، كناية على أنها حدثت أمام المنتخب الأفضل في العالم هذه الأيام.
في الاتجاه الآخر تغلب منتخب تشيلي على بوليفيا بهدفين لهدف بعد الخسارة أمام التانغو، ثم كان الفوز على بنما بأربعة أهداف لهدفين، ثم كشر اللاروخا عن أنيابه بسباعية على حساب المكسيك، وفي نصف النهائي وضع حداً للنمور الكولومبية بهدفين نظيفين مبكرين، وها هو يخوض بعد عام نهائياً قارياً جديداً وهذا آخر ما كان يحلم به التشيليون.

خير الكلام
تشيلي يبدو أنها ستقتنع بالوصافة وما أجملها من لحظات إن حافظت على اللقب، بينما سيكون المركز الثاني كالأخير لمنتخب الأرجنتين وليونيل ميسي، ووفق المعطيات التي شاهدناها خلال المباريات الخمس لكل منتخب هناك أفضلية أرجنتينية لكن المعاناة الدفاعية لزملاء ميسي قد تصعب الأمور لأن منتخب فنزيلا بالذات كشف تلك العيوب التي لابد من معالجتها حتى البتر.
على الجانب المغاير لم يكن دفاع التشيلي أحسن حالاً فتلقى خمسة أهداف خلال دور المجموعات لكنه تعافى بالتوقيت المناسب في مباراتي الإقصاء، وبناء عليه ستكون المباراة امتحاناً حقيقياً للهجوم الأرجنتيني الأقوى في البطولة من خلال تسجيله ثمانية عشر هدفاً في خمس مباريات، كما أن الدفاع الأرجنتيني سيكون على المحك أمام هجوم سجل ستة عشر هدفاً في طريقه نحو المباراة النهائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن