شؤون محلية

صاحب خفيراً ولا تصاحب مديراً

| درعا – الوطن

زاد الطلب على الخدمات الحياتية اليومية الأساسية من المواطنين في محافظة درعا في ظل الظروف الراهنة خاصة وأن البنى التحتية لتلك الخدمات تضررت بشكل كبير نتيجة استهدافها الممنهج من المجموعات المسلحة وخروج العديد منها من الخدمة إضافة إلى أن بعضها ولاسيما مصادر مياه الشرب تقع في مناطق ساخنة ولا تمر فترة قصيرة من الزمن إلا وتحدث مشكلة في عملية الضخ، وأمام هذا الواقع فإن المواطن يذوق الأمرين حتى يؤمن احتياجاته من تلك الخدمات الحيوية، وما يدعو للاستهجان أن الكثير من المواطنين باتوا ينصحون بعضهم بإتباع طرق أكثر جدوى للحصول على جزء مما يلزمهم من احتياجات وهي تأتي تحت عنوان التودد للحلقة الأخيرة في سلسلة تقديم الخدمة على مبدأ صاحب خفيراً ولا تصاحب مديراً، وعلى سبيل المثال أنت لن تستطيع بشكل دائم أن تتحدث إلى مدير عام مؤسسة المياه ليرسل لك صهريج ماء لسد حاجتك والأجدى أن تصاحب سائق الصهريج مباشرة وتتودد له مع إكرامية مجزية ليزودك بالماء بشكل أفضل، وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء فأنت لن تستطيع أن تراجع مديرها العام لتغذيتك بالتيار من خليتين متجاورتين للتقليل من زمن التقنين أو التخلص منه بشكل كامل لكنك بمعرفتك لعامل كهرباء مع إكرامية ستجده جاهزاً للتنفيذ، والحال يقاس على الخبز فأنت ستجد نفسك محرجا لأن تتكلم مع مدير فرع المخابز لتأمين حاجتك من هذه المادة الرئيسية في أوقات الذروة والازدحام وتكفيك مصاحبة عامل البيع في الفرن فإنه سيلبيك أكثر وبشكل مستمر مع قليل من الزيادة على سعر الربطة وهكذا فالقائمة تطول من محطات الوقود إلى أماكن استلام المعونات وشراء المواد التموينية المدعومة من منافذ القطاع العام، وقد أشارت بعض المصادر المطلعة إلى أن بعض العاملين الصغار هؤلاء يتمردون حتى على مدرائهم وأحياناً كثيرة لا يتجاوبون مع أوامرهم أو توجيهاتهم كونهم محسوبين على فلان أو علان ولا يستطيع المدير إتخاذ إجراء عقابي بحقهم حتى أن بعض المدراء لدى سؤاله عن بعض هذه الحالات أكد ما يحدث مشيراً أن ليس بيده حيلة لضبطها ويضطر للمجاراة وقبول الأمر على أنه عادي وطبيعي، وأمام كل ما تقدم يجد المرء فعلاً أن مصاحبة الخفير أفضل من مصاحبة المدير وإن كنت لا تصدق فالتجربة خير برهان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن