وصفها سكان المدينة بأنها «حرب عالمية ثالثة» … الجيش يبدأ معركة حلب ويتقدم في خمس جبهات دفعة واحدة
| حلب – الوطن
بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية ضخمة في حلب أفضت في ليلتها الأولى إلى تقدمه في أربع جبهات دفعة واحدة هي بني زيد والليرمون والخالدية والزهراء ومزارع الملاح الشمالية ملحقاً هزائم نكراء بالمسلحين الذين لم تجد تعزيزاتهم نفعاً في تعزيز صمودهم أو وقف اندحارهم.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة أطلق عملية عسكرية منتصف ليل أمس الأول أشعلت جبهات حلب وخطوط التماس فيها بعد تمهيد ناري مدفعي وصاروخي وجوي شارك فيه سلاحا الجو في الجيشين العربي السوري والروسي الذي سجلت مقاتلاته عودة ملحوظة إلى الجبهات في المدينة والريف الشمالي، ما شكل ضغطاً كبيراً على المسلحين الذين اضطروا إلى إخلاء بعض مواقعهم في حي بني زيد تحت وقع الكثافة النارية التي لم تعهدها حلب من قبل والتي وصفها سكان المدينة على أنها حرب عالمية ثالثة.
وأوضح المصدر أن العملية البرية للجيش وحلفائه انطلقت مباشرة بعد عملية التمهيد الناري والجوي في المحور الشمالي والشمالي الغربي للمدينة والممتد من بني زيد مروراً بمنطقة الليرمون الصناعية وحي الخالدية وصولاً إلى حي الزهراء وليخرق الجيش دفاعات المسلحين في المنطقة برمتها التي شهدت استغاثات المسلحين بطلب النجدة جراء انسحاباتهم المتكررة وارتفاع أعداد قتلاهم وجرحاهم إلى العشرات وعجزهم عن سحب جثث القتلى تحت وطأة تقدم الجيش والقصف الكثيف.
وخلال ساعات وحتى مطلع فجر أمس سجل الجيش تقدماً ملحوظاً على جبهات القتال كسر فيه خطوط التماس القديمة التي ظلت صامدة لأكثر من سنتين وبسط سيطرته على نقاط مهمة في بني زيد الذي انسحبت منه مجموعات مسلحة مهمة خصوصاً من طرفه المتاخم للريف الشمالي مثل مجموعة أحمد الرجب ومجموعة أحمد قدور سوادي إلى منطقة عنجارة غرب حلب ومجموعات أخرى فرت عبر طريق الكاستيللو إلى الريف الشمالي وتولى سلاح الجو ملاحقة فلولهم وإيقاع خسائر جسيمة في صفوفهم.
كما بسط الجيش سيطرته على منطقة المحالج الواقعة بين حي الخالدية ومنطقة الليرمون التي بسط الجيش هيمنته فيها على معملي سرحيل وشبيب المتاخمين لحي بني زيد في حين مد الجيش نفوذه إلى 10 كتل سكنية في حي الزهراء غرب جامع الرسول الأعظم الذي شهد اشتباكات عنيفة سمع صداها في جميع أحياء حلب ولم تسطع شمس أمس إلا وثبت الجيش وجوده في المناطق التي سيطر عليها ولتسود حال من الهدوء بعدئذ. في الريف الشمالي المتاخم لحلب، شنت وحدة من الجيش بمؤازرة القوات الصديقة هجوماً كاسحاً باتجاه مزارع الملاح الشمالي التي غدت وخلال فترة قصيرة بعد تمهيد ناري كثيف ومشاركة فاعلة من سلاح الجو في قبضة الجيش فاتحة المجال أمامه للتقدم نحو طريق الكاستيللو آخر ممر لمسلحي أحياء حلب الشرقية نحو الريف الشمالي والعالم الخارجي.
وأفاد خبراء عسكريون لـ«الوطن» بأن الجيش تعمد عبر سلاح الطيران منذ بدء المعركة قطع طريق الكاستيللو نارياً وطوال سير المواجهات، الأمر الذي حال دون قدوم مؤازرات من الأحياء الشرقية للمدينة إلى جبهات القتال بالتوازي مع قصف خطوط إمداد المسلحين القادمة من الريف الغربي للمحافظة.
ولإشغال المسلحين وفي مقدمتهم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، فتح الجيش جبهات خطوط التماس في المدينة القديمة وحي المشارقة المقابل لبستان القصر وجبهة سيف الدولة في حين أشغلهم بقصف مكثف في جبهتي الراشدين الرابعة والخامسة جنوب غرب المدينة للحؤول دون تنقل مقاتليهم إلى جبهات القتال التي أحرز فيها تقدما لافتاً.
وبذلك قطع الجيش الطريق على رهانات المسلحين والتي عولت على غرورهم بتحقيق مزيد من الخروقات في جميع جبهات حلب بعد خروقات جبهة الريف الجنوبي في بلدة خان طومان ومحيطها ولتعود المبادرة إلى يد الجيش الذي من المتوقع أن يكمل مشوار عمليته العسكرية التي بدأها بزخم خلال الأيام المقبلة وأن ينقل المعارك إلى الريف الجنوبي لاسترداد ما فقده من مناطق قريباً.