سورية

الصراع يحتدم بين «النصرة» و«شهداء اليرموك» بريف درعا.. والأخير يرفض مبادرة «العدل»…داعش يتهم مسلحي حوران والقنيطرة بـ«الردة» والانقياد بأوامر «غرفة الموك»

هاجم تنظيم داعش الإرهابي أمس المجموعات المسلحة في حوران والقنيطرة، متهماً إياها بأنها تقاد بأوامر «غرفة الموك» وهي غرفة استخبارات دولية مكونة من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والأردن، في وقت نفى فيه لواء «شهداء اليرموك» تبعيته للتنظيم.
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فقد ظهر قياديان اثنان في تنظيم داعش يوجهان رسالة، وقال المتحدث إنها رسالة لأبناء درعا وحوران والقنيطرة.
ووصف المتحدث في الرسالة الرايات التي يقاتل تحتها المسلحون بأنها «عمية ولا تحكم بشرع اللـه ولا تبتغي رفع رايته»، مشيراً إلى أن تلك المجموعات «أعلنت ردتها عن دين اللـه عز وجل حين والت الكفار واستعانت بهم ونفذت مشاريع غرفة الموك، وأنتم أدرى بهم، فباتت هذه الغرفة توجههم أين يضربون وأين يتحركون، فما من هدف يريدون ضربه إلا بإذن».
وأضاف: إن «المساعدات تأتي لتلك الفصائل بناء على الولاء للغرب ومعاداة (دولة الإسلام)» أي داعش.
وأضاف المتحدث قائلاً: «لقد قاموا بتأسيس محكمة بأمر من الغرب، وأسموها دار العدل، ولا عدل فيها، بل عطلت شرع اللـه وظلمت الناس وتلاعب بها من يدعي الإسلام وبدلت أحكام الشرع وظهر فيها البغي والظلم وكلكم يعلم ذلك، ومن شروطها أيضاً قتال داعش، محذراً المسلحين جميعاً من «أن يكونوا تحت هذه الفصائل التي تنضوي تحت هذه الدار أو تتحاكم إليها».
ودعا المتحدث الداعشي المسلحين وعوام المسلمين لأن «يهبوا جميعاً وينفروا للتنظيم»، مطالباً إياهم بألا «ينظروا لمن يطعن به من أئمة الضلال وعلماء السوء الذين ركعوا وسجدوا على عتبات البيت الأبيض الذليل».
وفي الأيام القليلة الماضية، شهدت أطراف منطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي لدرعا اشتباكات بين تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية المسلحة، ترافقت مع تفجير إرهابي على الأقل من التنظيم نفسه قرب حاجز للمجموعات المسلحة ما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
ولم يتطرق المتحدث إلى الصراع الحاصل بين «النصرة» ذراع تنظيم القاعدة في سورية وحلفائها من جهة ولواء «شهداء اليرموك» من جهة أخرى وهو أبرز مكونات «جيش الجهاد» في ريفي درعا والقنيطرة، كما لم يؤكد أو ينف مبايعة شهداء اليرموك لداعش.
وأول من أمس أكد متزعم «لواء شهداء اليرموك» أبو علي البريدي الملقب بـ«الخال» أن «لواء اليرموك لا يتبع لداعش ولا غيره من التنظيمات أو الحركات الخارجية، لافتاً إلى أن «هذه التهم الموجهة هي شماعة لتبرير العدوان علينا».
ودعا البريدي خلال لقاء صحفي أجراه مع إحدى المواقع المعارضة إلى «وقف الفتنة وحقن دماء المسلمين»، مضيفاً إنه «وقّع ووافق على المبادرة الأولى لوجهاء حوران، ولكن بقية الأطراف لم توقع». ورغم دعوته إلى السلم مع «النصرة»، حسم البريدي موقفه في قتال من يقف في وجهه، واستعداده لأي مواجهة تفرض عليه.
وبعد تقدّم «النصرة» و«أحرار الشام» في ريف القنيطرة على حساب شهداء اليرموك، تمكن الأخير من التقاط أنفاسه ومواجهة خصومه في ريف درعا الغربي، والتقدم أحياناً في عدد من المواقع التي خسروها مؤخراً.
وأمس استمرت الاشتباكات العنيفة بين «لواء شهداء اليرموك» من طرف، والمجموعات الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر، في محيط حاجز العلان بمحيط بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي، وسط قصف من قبل «النصرة» على مواقع لشهداء اليرموك في منطقة سد سحم بمحيط البلدة، بحسب ناشطين وصفحات معارضة بثت شريطاً مسجلاً على موقع «فيسبوك».
ورفض «شهداء اليرموك» مبادرة التحكيم التي أطلقتها دار العدل في حوران والتي جاءت في 5 نقاط ونصت على وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى ومثول المطلوبين للمحاكمة وتعيين 3 قضاة «قاض عن دار العدل وآخر عن لواء شهداء اليرموك والأخير عن باقي الفصائل».
وجاء رفض شهداء اليرموك لـ5 نقاط أيضاً، حيث اعتبر أن «دار العدل هي الطرف الرئيسي في إراقة الدماء وهي من أمرت بقتاله وإنها لا تعترف بهم حتى يحتكم تحت مظلتها ولا يقبل بأي قضاة لا من الكتائب المقاتلة ولا من دار العدل»، وأضاف «كما أن لكم مطلوبين عندنا فنحن لدينا مطلوبون عندكم والجميع ينزل تحت شرع اللـه».
وأمس نقلت مواقع معارضة عن نائب رئيس «دار عدل حوران» المدعو بشار الكامل أبو أسامة تأكيده على وجود رابط ما بين يحدث في اللجاة ومنطقة حوض اليرموك من حصار لـ«لواء شهداء اليرموك»، وان بيعة قائد اللواء لتنظيم داعش مثبتة لدى دار العدل بالدليل القاطع.
وأشار الكامل إلى أنه بعد إطباق الحصار على لواء «شهداء اليرموك» تحركت خلايا التنظيم في منطقة اللجاة، ونحن نعلم أن تواجد التنظيم في حوران يقتصر على بعض الأفراد من القادة، ولا حاضنة شعبية للتنظيم في الجنوب بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن