يوم حلو ويوم مر!
| مالك حمود
أصعب الألم هو ذلك الذي يأتيك ممن تحب!
والأصعب من ذلك هو أن يكون المحبوب أكثر المتألمين في معادلة الوجع.
خسارة الكرة الأرجنتينية مباراتها النهائية أمام تشيلي كانت ثلاثية الأبعاد.
فالمرارة لم تتوقف عند الهزيمة والحرمان من متعة التتويج بكأس كوبا أميركا، بل باستمرار إخفاق التانغو في المباريات النهائية والحاسمة وعدم القدرة على فك عقدتها، ليأتي القرار الأغرب والأصعب من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بإعلانه الاعتزال الدولي!
ميسي الذي بكى بحرقة بعد الخسارة محملاً نفسه مسؤولية الهزيمة وإضاعة الفرحة على بلده وجد في ما وصل إليه نهاية مشواره مع منتخب بلاده!
الكلام يبدو عاطفياً ومتسرعاً وأقرب إلى (فورة الدم)، ولندع ضربة الترجيح المهدورة ولنبحث في أداء النجوم الكبار مع منتخبات بلادهم في منافسات كوبا أميركا أو حتى اليورو حيث التزامن بين البطولتين، ألا تلاحظون معي تفاوتاً شبه واضح بين أداء أغلبية أولئك النجوم مع أنديتهم وأدائهم مع منتخبات بلادهم؟
المشكلة أن الأغلبية من الجماهير وحتى المحللين باتوا يجدون في النجم ذلك الرجل الآلي المطالب بالإبداع والإمتاع في هجمة ولمسة وتسديدة!
الطمع باللاعب النجم وبأدائه الجميل أمر طبيعي لنجوميته واستثنائية في المستطيل الذي يعرف الكثيرين لكن البصمة الحقيقية وذات الفاعلية الدائمة تبقى للنجوم الكبار أمثال ميسي ورونالدو وغيرهم، ولكن رحم الله من قال:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
لعمري فإن معظم بكاء ميسي وقراره نابع من الألم على مشاعر الجمهور ومطالبته بالفوز والبطولة حيث السؤال:
هل ميسي وحده الذي أضاع ضربة ترجيح في بطولة عالمية؟
تاريخ المونديالات يشهد بإضاعة أكبر نجوم الكرة بالعالم ضربات ترجيح كالبرازيليين سقراط زيكو والفرنسي بلاتيني والإيطالي باجيو إلى ما هناك من نجوم كبار وضربات ضائعة!
ميسي كان وسيبقى النجم الكبير والرائع وضربة ترجيح مهدورة لن تمحو تاريخه الاستثنائي الكبير والمطرز بأهم الألقاب والأهداف واللمحات وآخرها الضربة المباشرة الساحرة في المرمى الأميركي، وكلي ثقة بعودته إلى منتخب التانغو الذي لا يحلو من دونه، وهكذا هي الكرة.. يوم حلو.. ويوم مر.