رياضة

في الدوري النهائي لدوري كرة القدم 3 من 5… حنكة جيشاوية واضطراب كرماوي وفريق من ورق!

| نورس النجار

بعد أن قمنا بالمقاربة الهجومية في فرق الدور النهائي الخاصة بالمجموعة الثانية (الوحدة والشرطة والاتحاد) وصلنا لنتيجة مفادها أن قوتهم الهجومية جاءت نتيجة ضعف دفاعات الفرق الأخرى بالمجموعة، فالوحدة صاحب الهجوم الأقوى ويملك مهاجمين صريحين، على حين الفاعلية الهجومية تقف لمصلحة الشرطة الذي يملك لاعبي وسط قادرين على التسجيل والمشاركة بالهجوم، وهو أكثر الفرق توازناً وأخيراً الاتحاد الذي جاءت فاعليته بالدرجة الأقل.
ننتقل اليوم لفرق المجموعة الأولى (الجيش والكرامة والمحافظة) وهنا الفاعلية الهجومية تسمى ضعيفة إن تحدثنا عن الكرامة والمحافظة على حين لابأس بها عند الجيش، المجموعة الأولى أضعف من الثانية، والفرق التي تأهلت لم تبذل جهداً بل وصلت بأقصر الطرق الممكنة، الجيش عرف من أين تؤكل الكتف وقاد المباريات بخبرة وحنكة مدربه إلى النهاية السعيدة مع بعض الثغرات في الختام التي نتمنى تلاشيها في الدور النهائي.
المقاربة الهجومية بين فرق المجموعة الأولى ماذا تخفي لنا؟ هل سيكون شعارها الدفاع خير وسيلة لنهايات سعيدة، أم إنها ستبادر للهجوم على مبدأ (ما في حدا أحسن من حدا)
دعونا نتابع تفاصيل المجموعة الأولى:

عقم هجومي
العقم الهجومي هو العنوان السائد على فرق المجموعة الأولى فالجيش الذي انتقل إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي ونهائي كأس الجمهورية لعب بأقصر الطرق الممكنة التسجيل والحفاظ على الهدف فسجل في 16 مباراة 28 هدفاً بمعدل أقل من هدفين بالمباراة الواحدة، وثلاث مباريات لم يسجل فيها عندما تعادل مع المحافظة والمجد صفر/صفر وخسارته أمام الكرامة صفر/1.
مباراة وحيدة سجل فيها الجيش أربعة أهداف كانت على الكرامة ذهاباً وخسر بهدف إياباً وثلاث مباريات سجل فيها ثلاثة أهداف على المجد إياباً وتعادل معه ذهاباً سلباً وسجل ثلاثة على حطين إياباً وهدفين ذهاباً وكذلك فعل مع الطليعة.
سجل على الحرية هدفين في مباراتين وكذلك على جبلة وسجل ثلاثة أهداف على الجزيرة وأربعة أهداف على المحافظة، العقم الهجومي الكبير الذي يعيشه الفريق قديم جديد، فهو مستمر منذ أكثر من موسمين ولم تجد الحلول له بسبب نقص اللاعبين الهدافين، وعدم وجود الفاعلية الهجومية المطلوبة، وعلى الرغم من ذلك فقد استطاع التصدر، وفي حالة فريق الجيش لا ننكر حنكة مدربه أحمد الشعار الذي عرف كيف يقود المباريات لمصلحته في ظل غياب القوة الهجومية، باعتراف الشعار لا يوجد قناص في الفريق وهداف، والفريق يضيع الكثير من الفرص نتيجة لقلة التركيز، القوة الهجومية في حالة فريق الجيش ليست شرطاً لكي يحرز لقب الدوري فقد سبق أن أحرز اللقب الموسم الماضي في الظروف الهجومية ذاتها التي يعيشها هذا الموسم، أبرز هدافي الفريق محمد حمدكو وسجل سبعة أهداف ومحمود البحر أربعة أهداف.

اضطراب
يمكن القول عن حال الكرامة إنه فريق مضطرب، والخلل فيه واضح للعيان وليس بحاجة لتفكير وتدقيق، وإدارة النادي أمام خيارين، إما أن تدعم الفريق ليتقدم ويكون منافساً حقيقياً على بطولة الدوري أو تبقي الوضع كما هو عليه الآن.
نحن نثمن الجهود المبذولة التي أوصلت الفريق إلى الدور النهائي من الدوري الكروي، لكننا نعتب بشكل كبير على الاضطراب الذي شاهدناه بالفريق، ونلاحظ ذلك من خلال مبارياته بكأس الجمهورية فقد فاز على حرجلة من الدرجة الثالثة 3/1وبصعوبة على المصفاة الهابط إلى الدرجة الثانية بهدف وحيد، وحقق فوزاً قيصرياً على الحرية بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل 1/1، وبالنهاية وقف حائراً أمام الوحدة، فهل سيكون الكرامة حيران في الدور النهائي من الدوري الكروي.
الكرامة سجل 22 هدفاً في 16 مباراة، وهو لا يملك المهاجم الصريح، ووصوله إلى الدور النهائي جاء لقلة حيلة الفرق الأخرى التي لم تستطع مجاراته ففارق النقاط بينه وبين المحافظة الثالث تسع نقاط وبينه وبين الرابع جبلة 14 نقطة، وعلى الرغم من ذلك جاء متوازناً بين المرحلتين محققاً 15 نقطة ذهاباً و17 نقطة إياباً، وإذا استعرضنا النتائج وقارناها نجد أن الكرامة فاز على الجزيرة مرتين 3/1 وتبادل الفوز مع جبلة 1/صفر، ومن ثم خسر مع الجيش 1/4 (من فرق الدور النهائي) وفاز عليه إياباً 1/صفر، ثم فاز على المحافظة 1/صفر وتعادل إياباً سلباً، وعلى حطين مرتين 2/صفر وعلى المجد 3/1 و2/1 وفاز على الحرية 1/صفر وخسر إياباً 2/1 وخسر مع الطليعة 1/2 وتعادل صفر/صفر.
أبرز هدافيه أحمد قدور الذي سجل تسعة أهداف وهناك مروان الصلال وحمود الحمود، وسجل كل منهما أربعة أهداف.

فريق من ورق
نأسف على فريق المحافظة الذي وصل للدور النهائي بهذه النتائج التي حققها، فكان أقوى الضعفاء في المجموعة الأولى، واستطاع الوصول للدور النهائي، ولو أنه لم يصل لوصلت فرق أضعف منه للدور النهائي، لا يملك الفريق خط هجوم قادراً على دخول المنافسة بقوة في الدور النهائي ففريق سجل عشرة أهداف في ست عشرة مباراة دليل على فريق لا يملك أي نزعة هجومية، أما الفوز بمباراة فكان هو الإنجاز لفريق المحافظة ولو كان على الهابط إلى الدرجة الثانية الجزيرة.
لا شك أن فريق المحافظة سيكون الحلقة الأضعف في الدور النهائي إلا أنه سيسبب إزعاجاً لباقي الفرق من خلال اللعب الممل القاتل للمباراة، فربما يحقق نصراً بتعادل يخدم فرقاً أخرى، وبالتالي ستكون مهمته خلط الأوراق للدور النهائي وقد يكون معياراً لتوازن الدور النهائي مع نقاط التمايز.
بالمحصلة العامة فريق المحافظة كان أبعد عن الجيش والكرامة وأقرب لبقية فرق مجموعته.
باستعراض نتائج المحافظة نجد أنه حقق التعادل مع المجد صفر/صفر و 1/1 والتعادل مع جبلة 1/1 ومن ثم الفوز 1/صفر، خسر مع الكرامة صفر/1 وتعادل صفر/صفر، ومع الطليعة تعادل مرتين سلباً، وفاز على الجزيرة 1/صفر ثم تعادل صفر/صفر، وأفضل نتيجة له كانت الفوز على حطين 2/1 وإياباً 1/صفر وخسر مع الجيش صفر/2 و 1/2 وفاز على الحرية 1/صفر وتعادل 1/1.
عشرة أهداف سجلها الفريق تجعل كفته في المقاربة الهجومية تميل للخسارة وتأهله للدور النهائي بسبب كثافة التعادلات، لا يملك هدافاً مع غياب الفعالية الهجومية، فاللعب التجاري سيكون أسلوبه وسيكون خارج معركة القوة الهجومية التي لا تمثله من قريب أو من بعيد!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن