رياضة

صيحة الديوك تصعق المفاجأة الإيرلندية في يورو 2016 … رد قاس للمانشافت والشياطين يظهرون شطارتهم

أكدت منتخبات فرنسا وألمانيا وبلجيكا عزمها على المنافسة على لقب الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة المقامة حالياً على الأراضي الفرنسية وذلك بتجاوزها دور الـ16 بطريقة توحي بأنها قادرة على المضي قدماً نحو النهائي وانضمت إلى كل من ويلز وبولندا والبرتغال في ربع النهائي الذي ينتظر أن يكون اكتمل مساء أمس, وقدم الديوك رداً عملياً على من شكك بقدراتهم بعدما قلبوا الطاولة على الإيرلنديين فتغلبوا عليهم بهدفين لهدف، أما المانشافت الألماني فقد رد بطريقة مثالية على خسارتهم الودية من سلوفاكيا قبل البطولة وقهروهم بالثلاثة، ولم يكن المنتخب البلجيكي أقل شراسة من الألماني فقد كشف نظيره المجري وهزمه بالأربعة كأعلى فوز في النسخة الحالية.

ثنائية غريزمان
لم يقدم أنطونيو غريزمان الكثير في الدور الأول من البطولة وهو الذي دخلها مرشحاً للقب الهداف ولاسيما بعد الموسم الرائع مع أتلتيكو مدريد حيث سجل أهدافاً حاسمة على الرغم من إضاعته لركلة جزاء في نهائي دوري الأبطال، لكن النجم البالغ من العمر 25 عاماً نجح بالظهور مرة واحدة كانت كافية لفتح الطريق نحو دور الـ16 عندما سجل هدف التقدم على ألبانيا في الدقيقة الأخيرة يومها وها هو يعود للظهور في الوقت المناسب مستعيداً كرامته كهداف دولي ينتظر الفرنسيون صيحاته أمام شباك المنافسين، فخلال أقل من أربع دقائق قدم كل ما يحتاجه الديوك في مباراتهم أمام الإيرلنديين بتسجيله هدفين كانا كافيين لنقل رفاقه من خانة المنتظرين للتعادل إلى المتقدمين بالنتيجة وبالتالي مواصلة الحلم الأزرق باللقب الثالث.. فبعد دقيقتين فقط أعلن روبي برادي التقدم المفاجئ للخضر عبر الجزاء التي تسبب بها نجم الديوك بول بوغبا، ولم تنل المفاجأة من عزيمة لاعبي ديشان الذين عادوا سريعاً في محاولة للتعديل مبكراً لكنهم اصطدموا بفريق يملك العزيمة وبعض التكتيك الواقعي لبلوغ مآربه بأقل مجهود هجومي ولديه عدد من اللاعبين المتحمسين لقلب المعطيات على طريق الثأر من خسارة تصفيات مونديال 2010 الظالمة.

ثلاث دقائق
انتظر الفرنسيون على أعصابهم قرابة الساعة حتى جاء الفرج من غريزمان الذي لم يحتج أكثر من ثلاث دقائق ليقلب المعطيات بهدفين وهو رابع لاعب يسجل ثنائية في البطولة، الأول من كرة رأسية والثاني من تسديدة يسارية بعد توغل داخل الصندوق، إلى هنا وعادت الأمور إلى نصابها أقله بالنسبة للإيرلنديين الذين كان عليهم العمل المتوقع منذ دخولهم ملعب ليون وهو محاولة العودة بالنتيجة لكن الكلام النهائي كان الذي قاله بقوة غريزمان، وتأكد هذا الوضع بعدما أكمل الإيرلنديون المباراة بعشرة لاعبين إثر طرد شان دوفي منتصف الشوط الثاني.
ولم تمر احتفالية الديوك بالفوز الصعب من دون منغصات فقد تلقى عادل رامي و نغولو كانتي الصفراء الثانية ما يعني غيابهما عن ربع النهائي، وكذلك أصيب المهاجم كينغسلي كومان وربما يغيب بدوره، أمام أكثر السعداء فهو الحارس لوريس الذي ارتدى شارة قيادة (الإيكيب) الفرنسي للمرة 55 وهو رقم قياسي تخطى به مدربه ديديه ديشان.

رد مثالي
قبل حوالي الشهر فقط استضاف المانشافت في فولفسبورغ نظيره السلوفاكي الذي فاجأ العالم يومها بفوز كبير 3/1 وسط ظروف جوية قاسية وكانت هذه الهزيمة جرس إنذار للمدرب يواكيم لوف خاصة أن الأهداف الثلاثة جاءت في أقل من 10 دقائق، لاعبو المانشافت أبدوا تخوفهم قبل لقاء السلوفاك في ثمن نهائي اليورو ولذلك فقد دخلوا ملعب ميتربول في ليل وعينهم على الحسم المبكر تحسباً لأي رد فعل للفريق الأزرق والأبيض الذي لا تاريخ يخسره أما تجاوزه المانشافت فيعني كتابة تاريخ جديد لنصف إمبراطورية تشيكوسلوفاكيا التي سجلت صولات سابقة في عالم قطعة الجلد المدور.
الألمان لم يدعوا للشك مكان فبدؤوا كما يجب وأعلنت الدقيقة التاسعة تقدمهم بهدف نادر للمدافع بواتينغ الذي كانت تدور شكوك حول مشاركته بالأساس وبطريقة رائعة بتسديدة بعيدة (عالماشي) تخطت أقدام الجميع إلى شباك مرمى كوزاشيك وهو الهدف الدولي الأول للمدافع الغاني الأصل، وكاد أوزيل ينهي الأمر باكراً بتنفيذه ركلة الجزاء التي احتسب لعرقلة غوميز لكن الحارس تألق وأبعدها مؤجلاً الحسم إلى وقت آخر.

البادئ أظلم
الوقت الآخر لم يتأخر كثيراً فقبل مغادرة الشوط الأول حضر ماريو غوميز من جديد بتسجيله الهدف الثاني للمانشافت وهدفه الشخصي الثاني في البطولة الحالية وهدفه الخامس في البطولة كلها، وكان هذا الهدف كافياً للاعبي لوف لخوض الشوط الثاني بأريحية وهذا ماكان فقد سجل دراكسلر الهدف الثالث الذي أنهى كل شيء (63) ووضع السلوفاك في حجمهم الحقيقي بالرد المثالي الرسمي على الخسارة الودية وبنتيجة نظيفة ووضع الألمان في مواجهة ثأرية ضمن دور الثمانية سواء أمام الإسبان الذين فازوا عليهم في نهائي 2008 وفي نصف نهائي مونديال 2010 أو الطليان الذين أبعدوهم من نصف نهائي النسخة السابقة وكذلك من نصف نهائي مونديال 2006 وكل ذلك له ذكريات خاصة عند المدرب يواكيم لوف.

حصان جامح
أيضاً وأيضاً أثبت المنتخب البلجيكي أن من أطلق لقب الحصان الأسود للبطولة عليه فهو محق فعلى الرغم من البداية المشؤومة بالخسارة الثنائية أمام الآتزوري الإيطالي إلا أن لاعبي المدرب ويلموتس تلقوا الصدمة باحترافية عالية وبخبرة الكبار امتصوها وترجموا ردة الفعل أهدافاً وانتصارات ففازوا مرتين على إيرلندا والسويد وهاهم يكملون الطريق ليكونوا على الموعد سبعة كبار في ربع نهائي البطولة.
فعلى أرض ملعب تولوز البلدي نصب الشياطين الحمر السيرك مبكراً بهدف الدقيقة العاشرة من الديرفيريلد حارمين المجريين من نعمة التقدم وليصول رفاق هازارد ويجولون كما يحلو لهم خاصة أن المجريين لم يعتمدوا طريقة لعب مغلقة بل بهجوم مفتوح ودفاع غير متكتل ولذلك لم يجد لاعبو فيلموتس صعوبة كبيرة على الرغم من محاولات منافسيهم للتعديل ولم يكن تأخر التعزيز ليوهن عزيمة الشياطين الذين تألق الحارس العجوز كيرالي أمام كراتهم وكذلك عارضة مرماه التي منعت هدفاً ثانياً في الشوط الأول، وانتظر الفريقان ربع الساعة الأخير ليصنع هازارد الفارق بعدما مرر لباتشواي كرة خالصة عزز بها النتيجة (78) ولم يمهل نجم تشيلسي الدفاع المجري كثيراً فسجل بنفسه هدفاً ثالثاً بعد دقيقتين، وفي الوقت البديل نجح البديل كاراسكو في تسجيل الهدف الرابع والنتيجة الأعلى في البطولة.

ربع نهائي بوجهين
منذ خسارة الإسبان أمام الكروات في نهاية الدور الأول انقلبت خريطة المتنافسين على درب النهائي فقد انتقل اللاروخا إلى القسم الذي يوجد فيه الطليان والألمان والإنكليز والفرنسيين والذي سينتهي إلى أحدهم إلى مباراة التتويج مقابل أحد المنتخبات الأخرى التي يبدو طريقها أسهل وعليه فإن مباريات دور ربع النهائي ستكون على النحو التالي:
• الخميس: البرتغال × بولندا (10.00).
• الجمعة: بلجيكا × ويلز (10.00).
• السبت: ألمانيا × الفائز من إيطاليا وإسبانيا (10.00).
• الأحد: فرنسا × الفائز من إنكلترا وآيسلندا (10.00).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن