اللاروخا يحافظ على لقب كوبا أميركا بركلات الترجيح … لعنة الأساطير تطارد ليونيل ميسي
| محمود قرقورا
أسدلت الستارة على النسخة الاستثنائية لبطولة كوبا أميركا التي حملت الرقم خمسة وأربعين في الولايات المتحدة الأميركية تزامناً مع الذكرى المئوية لانطلاق البطولة، وحقيقة جاءت النهاية درامية لمنتخب الأرجنتين ونجمه ليونيل ميسي، حيث كتب على أبناء التانغو الانتظار مجدداً لتجديد العهد مع الألقاب الكبرى، فركلات الترجيح كانت فيصلاً لمصلحة منتخب تشيلي تماماً كما حدث في النسخة الفائتة على الأراضي التشيليانية قبل عام.
كل المقدمات كانت توحي أن الأرجنتين في طريقها للقب، فخلال المباريات الخمس التي سبقت البطولة كان ميسي ورفاقه الأجدر، وهجومها كان الأقوى ودفاعها كان الأصلب، ونوعية اللاعبين والإمكانات والطموحات عوامل إضافية لتتويج أصحاب رقصة التانغو، ولكن المنطق الكروي لا وجود له منذ الأزل ففاز المنتخب الأكثر واقعية، المنتخب الذي يلعب دون ضغوط، المنتخب الذي تطور مستواه مباراة بعد أخرى فكان فجر الإثنين خاصاً لمنتخب اللاروخا الذي جدد العهد مع اللقب خلافاً للتوقعات.
يبدو أن ليونيل ميسي مكتوب عليه الشقاء والبعد عن الألقاب الدولية، ومكتوب عليه العناء فلم يجد بداً من تفجير قنبلة الاعتزال الدولي رداً على سوء الطالع وامتصاصاً لغضب الشارع الأرجنتيني وكسب تعاطف جمهور المستديرة في العالم، ونجزم أن هذا القرار سيعود عنه اللاعب الأول في العالم مع مرور الوقت لأن رسالته على الصعيد الدولي لم تؤد كاملة وما زال أمامه سنوات العطاء، لكن نقر بأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء ولن يكون ليونيل ميسي في البطولة القادمة بمستوى هذه البطولة.
صحيح أن اللقب جافى الأرجنتين لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن ميسي لم يكن اللاعب الأفضل في البطولة، وعند هذه النقطة نتوقف لنتساءل:
ما المعيار الذي تم من خلاله اختيار التشيلياني أليكسيس سانشيز أفضل لاعب في البطولة إذا كان هذا اللاعب لم يقع عليه الاختيار لنجومية أي مباراة من المباريات؟
كيف اختار اتحاد الكونميبول ليونيل ميسي رجل البطولة الفائتة ولا يختاره أفضل لاعب في هذه البطولة، وخاصة أن ميسي اختير ثلاث مرات من خمس مباريات أفضل لاعب، كما أنه أكثر لاعب صنع أهدافاً بأربعة أهداف، ونجزم أن الأرجنتين لو فازت لكان ميسي رجل المباراة وأفضل لاعب في البطولة.
سيناريو المباراة
جاءت البداية أرجنتينية وكان ممكناً لهيغواين وضع منتخب في المقدمة عندما لا يستثمر خطأ دفاعياً ساذجاً كعادة هيغواين في المباريات التتويجية، فالفرصة التي أهدرها توازي الفرصة التي أضاعها في نهائي كأس العالم الفائتة، وبدا أن المنتخب الأرجنتيني في طريقه الصحيح عندما طرد التشيلياني دياز إثر تدخل عنيف على ميسي، غير أن البطاقة الحمراء التي أشهرت بوجه روخو أعادت الأمور إلى نقطة الصفر، وفي الوقت الذي كان فيه منتخب التانغو مستعجلاً التسجيل كان اللاروخا يلعب بأعصاب باردة ولا حاجة لمعرفة السبب لأن الضغوط على منتخب الأرجنتين.
في الشوط الثاني لم نشهد جدية في حسم النتيجة إلا بشكل نادر كتلك الفرصة التي لاحت للبديل أغويرو المنفرد ببرافو، وخلال الوقتين الإضافيين لوحظ الامتداد الأرجنتيني لحسم المباراة وتجنب سيناريو ركلات الترجيح الذي لا يؤمن جانبه، وكيف لا يكون ذلك ومنتخب التانغو خسر نهائي 2004 و2015 بالترجيح، فكان برافو أخطبوطاً في تبديد رأسية أغويرو المقصية فكان اللجوء إلى ركلات الأعصاب الترجيحية التي عبست بوجه التانغو علماً أن الحارس روميرو تصدى أولاً لركلة فيدال ولكن ميسي أضاع خارج المرمى ثم كان المنعرج عندما أضاع بيليا فكان الفرح التشيلياني الذي لا يوصف والحزن الأرجنتيني على لقب بدا قريباً هذه المرة ولكن هيهات.
منغصات
اللقب الذي عاند بيليه أسطورة الكرة الأول في العالم عام 1959، والذي عاند الساحر الأرجنتيني مارادونا أعوام 1979 و1987 و1989عاند للمرة الرابعة ليونيل ميسي الذي ترفضه دفاتر التاريخ الدولية، علماً أنه قدم في هذه البطولة أفضل مستوياته خلال النسخ الأربع التي شارك بها أعوام 2007 و2011 و2015 و2016.
مع المباراة النهائية للبطولة الفائتة كان ماسكيرانو اللاعب الوحيد الذي خسر ثلاث مباريات نهائية أعوام 2004، 2007، 2015، فأضيفت إلى النسخ الثلاث نسخة جديدة ليصعب الأمور على منحوس يريد دخول التاريخ السلبي للبطولة.
الجفاء مع اللقب منذ عام 1993 استمر فبقي منتخب الأورغواي زعيم البطولة التاريخي بخمسة عشر لقباً مقابل أربعة عشر لقباً للأرجنتين وثمانية ألقاب للبرازيل.
بطاقة النهائي
الزمان: 27/6/2016
المكان: ملعب ميتلايف ستاديوم بولاية نيوجيرسي.
المناسبة: نهائي كوبا أميركا.
المنتخبات: تشيلي × الأرجنتين.
النتيجة: 4/2 بالترجيح بعد التعادل السلبي.
مثل الأرجنتين: روميرو، ميركادو، أوتاميندي، راميرو، روخو، بيليا، ماسكيرانو، بانيغا (لاميلا)، ميسي، هيغواين (أغويرو)، دي ماريا (كرانفيتر).
مثل تشيلي: برافو، إيسلا، غوانزالو خارا، ميدل، بوسيجور، فيدال، دياز، أرانغيز، فونزاليدا (بوش)، فارغاس (كاستيلو)، سانشيز (سيلفا).
الحكم: البرازيلي لوبيز.
الصفراء: ماسكيرانو وميسي وكرانفيتر من الأرجنتين، وبوسيجور وفيدال ودياز وآرانغيز من تشيلي.
الحمراء: دياز من تشيلي وروخو من الأرجنتين.