شؤون محلية

صرافات.. ولكن

| نهى شيخ سليمان

لفتني منذ أيام رجل ستيني وهو يضرب الصراف الآلي بقبضة يده ليصب جام غضبه على جهاز أبكم لا يحس، لا يرى، لا يسمع، ولا يتكلم، وأتى ذلك التصرف تعبيراً عن امتعاضه لخروج الجهاز من الخدمة.. وأمام هذا المشهد اعترضه عدد من الأشخاص المنتظرين إعادة إقلاع الجهاز بالعمل، فقال أحدهم ما بك.. ستكسر زجاج الشاشة؟! ورد عليه ذاك.. وأنا أريد ذلك… ما فائدته إذا كان سيخرج كل فترة عن الخدمة.. ثم صمت قليلاً وقال: «بجوز الضرب يخليه يشتغل ويعطينا راتبنا» وتابع بعصبية: معقول ها الحكي كل شهر منضيّع وقتنا، ومنتعّب دواليب أرجلنا عدة أيام بحثاً عن صراف يعمل؟! وهذا السلوك أو ما شابه يعتري العديد من المواطنين لسلوكه مطلع كل شهر للموظفين، ومطلع الثلث الثالث من كل شهر للمتقاعدين، لكون هاتين الفترتين تشهدان إقبالاً وازدحاماً كبيرين على الصرافات التي يخرج معظمها عن الخدمة، ليبقى كل موظف وكل متقاعد على موعد مع حالة من التوجس والتوتر تستمر لحين محالفته الحظ بالحصول على راتبه، وقد تستمر حالة التوجس والتوتر المذكورة أياماً متتالية لكون أغلب الصرافات الآلية تكون خارج الخدمة لأسباب يعود بعضها لأعطال فنية، وبعضها الآخر لخلو الصراف من الأوراق المالية، أو نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي مدة حدها الأدنى 15 ساعة يومياً، ما يجعل كل من يتجه إلى الصراف يضع في حسبانه الانتباه بداية لتوقيت التقنين الكهربائي، ومن ثم إجراء عملية جرد حسابية حول توقعاته للصراف الذي لن يخيبه بشاشة مظلمة لا تعطي أي مؤشر أو بعبارة عذراً الجهاز خارج الخدمة، أو الجهاز به مشكلة يمكنك التوجه إلى صراف آخر.
وأمام الواقع القائم للصرافات بات ينطبق عليها المثل القائل لكل شيء إذا ما تم نقصان، ما جعل الكثير من المتعاملين معها يترحمون على أيام محاسبي الإدارات، على مبدأ ما بتعرف خيره حتى تجرب غيره، فيا ترى أما من حل لمشكلة الصرافات الدائمة؟! وهل حقاً تعجز عنها الجهات المختصة فنياً؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن