«العليا للمفاوضات» تبث التشاؤم بشأن استئناف محادثات جنيف: تيار «الغد» لم ينضم إلينا … لافروف يشيد بـ«الجربا».. والأخير يعرض التعاون مع موسكو لمواجهة الإرهابيين «على الأرض»
أشاد رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف أمس بزعيم تيار «الغد» أحمد الجربا واصفاً إياه بـ«الوطني»، والذي بدوره أكد على «الدور الروسي الكبير» في سورية، ووجه دعوة من أجل استئناف المحادثات السورية السورية في جنيف، وجعلها «ثابتة ومتواصلة». وإذ أبدى الجربا استعداده للتعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب «على الأرض»، دعا إلى وقف استهداف مناطق وجود الإرهابيين بذريعة «وجود المدنيين».
وانعقدت ثلاث جولات من المحادثات السورية السورية بين الوفد الحكومي ووفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة وبناء على ما جاء في نص القرار الدولي 2254. وعملت «العليا للمفاوضات» على تخريب المحادثات، وأخيراً علقت مشاركتها في جولتها الأخيرة. ولم تتمكن الأمم المتحدة و«مجموعة الدعم الدولية لسورية» من تحديد موعد الجولة الرابعة على الرغم من الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلت لذلك. وبعد إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن إمكانات عقد محادثات جنيف ستتوضح بعد أن يناقش المجلس الخيارات المختلفة يوم 29 حزيران (غداً الأربعاء)، مؤكداً أن الأمم المتحدة تسعى إلى استئناف الحوار في شهر تموز المقبل. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يعلن عن منتصف الشهر المقبل موعداً للجولة المقلبة من محادثات جنيف. لكن الهيئة العليا أعادت بث روح من التشاؤم حول مجمل المحادثات وإمكانية استئنافها.
وفي ختام لقائه بالوزير الروسي، كشف الجربا أنه بحث مع لافروف مسألة استئناف المفاوضات السورية السورية. وقال للصحفيين: «ناقشنا هذا الموضوع ودعونا إلى استئنافها بأسرع ما يمكن»، لكنه طالب بأن تحمل المفاوضات السورية السورية بعد استئنافها «طابعاً ثابتاً ومتواصلاً»، وأعاد التذكير بمطلب المعارضة السورية «فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المتضررة من العمليات القتالية».
وأضاف الجربا حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أن اللقاء تطرق أيضاً إلى بحث ضرورة وقف قصف المناطق السورية المأهولة التي يوجد فيها إرهابيون، لأنها كسابق عهدها تضم سكانا مدنيين، لكنه أعرب عن استعداده للتعاون مع موسكو «على الأرض» في محاربة الإرهاب بسورية.
وفي مستهل المحادثات، أعاد لافروف حسب فيديو بثته وزارة الخارجية الروسية التأكيد على أن «تقرير السوريين بأنفسهم لمصيرهم هو مبدأ أساسي في التسوية السياسية» للأزمة السورية، ووصف زعيم تيار «الغد» بأنه «وطني حريص على مصلحة وطنه»، وأعرب عن أمله في أن يساهم الجربا وحزبه السياسي الجديد في الحل السياسي.
وبدوره وصف الجربا، الرئيس السابق للائتلاف المعارض، الوضع الراهن للأزمة السورية بـ«الكارثي»، وأكد على «الدور الروسي الكبير» في سورية، مبيناً أنه جاء إلى موسكو لتبادل وجهات النظر مع لافروف حول سبل وضع نهاية للأزمة السورية، كما سيبحث معه كذلك سبل مكافحة الإهاب وكيفية التعاون في هذا المجال.
وتحدث رئيس تيار «الغد»، الذي وصل إلى موسكو أمس الأول في زيارة لثلاثة أيام، عن ضرورة فتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والحل السياسي للأزمة السورية، وأكد على مرجعية بيان جنيف-1 واتفاقات مجموعة فيينا، ودعا إلى وقف عام لإطلاق النار وفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية في كل سورية.
على خط مواز، نفى المتحدث باسم «العليا للمفاوضات» رياض نعسان آغا أن يكون «تيار الغد» الذي يتزعمه الجربا، قد انضم إلى الهيئة، موضحاً أنه «لم يعرض موضوع أي انضمام لتيار سياسي إلى الهيئة التي تأسست في مؤتمر الرياض، والتي اجتمعت مرة واحدة، مؤخراً». وتابع نعسان آغا، في تصريحات صحفية، أن «الهيئة العامة وحدها المخولة بأي قرار يتعلق بمسائل كهذه». وإذا فكر أحمد الجربا بذلك فعليه أن ينتظر انعقاد المؤتمر العام، حسب قول نعسان آغا الذي أعاد للأذهان أن «الجربا عضو في الهيئة العليا للمفاوضات لكنه لم يحضر اجتماعاتها». وحول زيارة الجربا إلى موسكو، أكد نعسان آغا أنه لا علم للهيئة بتلك الزيارة. من جهة أخرى، استبعد نعسان آغا أن يحدث أي اختراق أو تقدم بشأن المحادثات في جنيف، بعد اجتماع مجلس الأمن غداً الأربعاء. واستطرد قائلاً: إنه «لا توجد أي مؤشرات لإمكانية استئناف المفاوضات»، لافتًا إلى استمرار «التصعيد العسكري واستخدام روسيا لأسلحة محرمة دولياً (عنقودية، وفوسفورية، وفراغية) وتصعيد الحصار وعدم إطلاق سراح المعتقلين»، وهذا كله «يجعل المفاوضات أمام طريق مسدود». واعتبر أن الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير رفض الحل السياسي، ومن ضمنه تشكيل هيئة حكم انتقالية، وهذا يعني رفض القرار الدولي «2254».