رياضة

الآتزوري ينهي عهد اللاروخا وينزله عن عرشه … فقاعة آيسلندا تصبح كرة ثلج وتخنق الإنكليز

| خالد عرنوس

لم تمض منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة والتي تقام في فرنسا حتى العاشر من الشهر القادم من دون أحداث كبيرة ومأساوية فها هو الضيف الجديد جداً الآيسلندي على ساحة البطولات الكروية الكبرى يفجر أكبر مفاجآت البطولة بإطاحته بـ«أبو كرة القدم» المنتخب الإنكليزي من دور الـ16 بتغلبه عليه بهدفين لهدف ليكمل المنتخب القادم من صقيع الشمال في القارة العجوز عقد منتخبات ربع النهائي إلى جانب بعض المنتخبات الكبيرة وأخرى لم تكن لتحلم بالوجود في مثل هذا الدور قبل انطلاق البطولة.
وكان المنتخب الإيطالي حسم قمة الدور الثاني على حساب نظيرة الإسباني بهدفين نظيفين محققاً ثأراً عمره سنتان وحارماً اللاروخا من حلم اللقب الثالث على التوالي بعد مباراة استحق فيها الآتزوري الفوز والتأهل إلى موقعة أخرى في دور الثمانية بمواجهة المانشافت الألماني.

لم تعد نهاية العالم
في تصفيات مونديال 1974 سقط المنتخب الإنكليزي في التصفيات للمرة الأولى منذ مشاركته في البطولة أمام نظيره البولندي بعد مباراتي ذهاب وإياب فعنونت إحدى أشهر الصحف البريطانية (نهاية العالم)، اليوم بعد أكثر من أربعين عاماً وعقب الهزيمة المذلة، المنتخب الآيسلندي في ثمن نهائي اليورو لم تعد نهاية العالم بل أصبح العنوان الرئيس الواقعي (إعادة بناء العالم الكروي)، فالفريق الآيسلندي قلب المعطيات وحقق الفوز مواصلاً مغامرته الأولى في عالم البطولات الكبرى والأهم أنها لم تكن مفاجأة صاعقة حسب المجريات التي شهدها ملعب اليانز ريفيير في نيس.
نعم بالأسماء والتاريخ كانت إحدى مفاجآت المدورة المجنونة لكنها على أرض الواقع كان فوزاً واقعياً للآيسلنديين الذين قلبوا تأخرهم بهدف مبكر جاء من نقطة الجزاء ترجمها واين روني (4) إلى تقدم بهدفي سيغوردسون وسيغثورسون (6 و18)، إلى هنا وانتهى الأمر، ففيما تبقى من وقت بات الأمر بين كرٍّ غير مؤثر للإنكليز وفر كاد يزيد الفارق غير مرة للاسكندنافيين الذين وجدوا أمامهم فريقاً أضعف من الفريق النمساوي الذي تخطوه بصعوبة بالغة في الدور الأول.

العيب في الإنكليز
لقد استحق لاعبو المدرب لاغرباك وشريكه (المحلي) هاميرميسون الفوز بالنهاية لأنهم قدموا طوال 90 دقيقة أداء رجولياً فقاموا بواجبهم الدفاعي اللازم بعد التقدم بالنتيجة ولم يستكينوا للضغط بل هاجموا وهددوا مرمى جو هارت بخطورة أكبر، والأخير حمل نفسه مسؤولية الخسارة عطفاً على كرة الهدف الثاني الذي أخفق خلاله بالتعامل مع كرة سيغثورسون.
الأهم من خطأ هارت الذي أنقذ فريقه من فضيحة أكبر أن روني ورفاقه لم يكونوا بالموعد، فالقائد الجديد للأسود الثلاثة بدا خارج الفورمة بعدما سجل هدف السبق وهو هدفه الـ53 دولياً معززاً رقمه القياسي، والأهم أن 7 من هذه الأهداف فقط كانت في مناسبات كبرى خلال 27 مباراة، ولم يقدم أي شيء يذكر بل كان عالة على فريقه فلم يمرر الكثير من الكرات وفقدها كثيراً بشكل بدائي حتى إن المدرب تأخر بتبديله.
ولم يكن وحده روني سيئاً فالهداف هاري كين غابت خطورته رغم محاولاته الخائبة وسترلينغ لم يقدم أي إضافة للهجوم فكان إخراجه منطقياً وستوريدج لم يسجل وإن حاول صناعة الكرات مع غياب التمويل، وباختصار فإن كل اللاعبين لم يكونوا بوضعهم الطبيعي ولذلك كان خروجهم منطقياً.

لقاء الثأر
قبل لقاء القمة بين إسبانيا وإيطاليا كان التساؤل حول مقدرة اللاروخا البقاء في القمة لوقت أطول وكذلك حول الفائز بالجولة الأكبر حالياً بين الفريق الذي يمثل النهج الهجومي وسيد الكرة الدفاعية.
الجواب جاء حاسماً بالأمرين فقد أنهى الآتزوري حقبة اللاروخا الأكثر نصوعاً في تاريخ الكرة الإسبانية مختتماً رحلته مع الألقاب القارية والعالمية واضعاً الكرة الإسبانية على لائحة الانتظار لجيل جديد يكون قادراً على العودة إلى منصات التتويج، وهاهي كرة القدم تفي بعهودها وسنتها حيث لا يستمر منتخب أو ناد ما في القمة لأكثر من خمس سنوات في أفضل الأحوال.
هذا على الصعيد الإسباني حيث بدأت المطالبات الجماهيرية بالتغيير الشامل في معقل الاتحاد على كامل أفراد وعدة المنتخب الذي سيكون مطالباً بالاستمرار قرب القمة لكيلا تتكرر حكاية الـ44 سنة من دون ألقاب.

صورة بطل
لن نستبق الأمور على صعيد الآتزوري ونصف لاعبي انطونيو كونتي بالأبطال على الرغم من أنهم قدموا صورة لما يمكن أن يكون بطلاً للقارة في عام 2016، فقد قدم رفاق بوفون مباراة للذكرى واستحقوا الفوز بهدفي جورجي كيليني وغرازيانو بيلي (33 و90+1) مع الرأفة في وقت غاب فيه الإسبان عن معظم الصورة إلا عن نسبة الاستحواذ التي مازالت حليفة له.
ولم يكن الفوز الأزرق بالطريقة الدفاعية المقيتة التي عرفت عن الكرة الإيطالية كلها وخاصة في هذه البطولة عندما هزم بلجيكا بأولى مباريات اليورو بهدفين لكن بعد مجزرة دفاعية على طريقة الكاتناشيو.
فوز أمس الأول جاء بسيناريو مشابه لكن بطريقة مغايرة فقد فاجأ كيليني ورفاقه الجميع وأولهم الإسبان بأن كانوا المبادرين هجومياً والأخطر دائماً ولم ينكفئوا للدفاع بل جاروا منافسيهم على المستويات كافة وخاصة من الناحية الهجومية بل كانت الكرات الإيطالية أخطر وساهم تألق دي خيا والقائم (مرة) في عدم حسم النتيجة قبل الوقت بدل الضائع.

ربع النهائي
تنطلق مباريات دور الثمانية يوم غد الخميس على أن تقام كل يوم مباراة في الساعة العاشرة مساءً بتوقيت دمشق وهنا المباريات حسب الترتيب فتلعب يوم الخميس البرتغال × بولندا، ويوم الجمعة بلجيكا × ويلز، ويوم السبت قمة المباريات التي يراها النقاد النهائي المبكر بين ألمانيا وإيطاليا، ويوم الأحد فرنسا × آيسلندا.
وسنكون على موعد في عدد الغد مع تقديم لهذه المباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن