سورية

أعاد تمركزه في محيط محمبل وقضى على مئات الإرهابيين بعمليات نوعية…الجيش يستعيد زمام المبادرة في إدلب ويستعد للمعركة المقبلة

 إدلب- الوطن:

استعاد الجيش العربي السوري زمام المبادرة في ريف إدلب الغربي بإعادة تمركز قواته في مناطق أكثر جدوى وملاءمة لتنفيذ مهامه العسكرية الموكلة إليه والانطلاق من حال الدفاع إلى الهجوم أخيراً بالترافق مع الزج بدفعات من القوات الخاصة والمغاوير التي جرى تخريج أعداد غفيرة منها، ما كبد الإرهابيين مئات القتلى وأرغم أعداداً كبيرة منهم على الفرار جنوب جسر الشغور.
مصدر مطلع على مجريات الأمور في إدلب أكد لـ«الوطن»، أن عمليات التجميع الناجحة وآخرها ما حدث أمس في محيط بلدة محمبل على أوتوتستراد أريحا اللاذقية مكن الجيش من تعزيز خطوط دفاعه وبدء عملية الهجوم المضاد الذي أسفر عن تطهير قرى وتلال في محيط محطة زيزون الحرارية في الوقت الذي شن فيه عمليات كوماندوس نوعية في جميع المحاور، ما أحبط روح الإرهابيين المعنوية وأفشل مخططات داعميهم بتحقيق خروقات من شأنها التأثير على سير المعارك التي بات تحديد مسارها بيد القوات المسلحة وحدها.
المصدر شدد على أن كل المعارك التي دارت وتدور مؤخراً في جميع الجبهات ومنها إدلب قوام مقاتليها من الجيش والدفاع الشعبي والدفاع الوطني وقوات النخبة والمغاوير والتي أنهت تدريبات دامت لأشهر في معسكراتها وزج بها في المعارك الأخيرة، باستثناء التعاون والدعم الراهن القائم بين الجيش والمقاومة اللبنانية في جبال القلمون.
وأشار المصدر إلى أن قوات النخبة والمغاوير وبمساندة وتغطية نارية من سلاحي الطيران والمدفعية في الجيش، نفذت عمليات تسلل إلى خطوط الإرهابيين الخلفية على جانبي الطريق الدولي بين أريحا وجسر الشغور وفي عمق سهل الروج وقرى جبل الزاوية حيث لقي المئات مصرعهم وجرح أضعاف مضاعفة منهم لم تتسع المشافي الميدانية في المحافظة والمشافي التركية القريبة من الحدود لهم.
ورجح المصدر، بأن تلك القوات، التي انتشرت في مختلف بقاع سورية ويقدر عددها بالآلاف، ستحدث تغييراً ميدانياً كبيراً في ميزان القوى لمصلحة الجيش، وهو ما يمكن ملاحظته في القسم من سهل الغاب القريب من جبل الزاوية وفي محيط سد زيزون والمحطة الحرارية. ولفت إلى أن الجيش استقدم سلاحاً نوعياً إلى المعركة لعب دوراً في إرغام المسلحين على التقهقر والفرار جنوب جسر الشغور.
وكالة «سانا» للأنباء بثت معلومات عن عمليات نوعية نفذها الجيش العربي السوري في ريف إدلب في قرى سنقرة وكفرحايا وأورم الجوز وفي محيط كفر شلايا وحوش بسنقول ومحور المطلة عيناتا.
وفيما أفاد مصدر عسكري للوكالة، بأن وحدة من القوات المسلحة أخلت أمس بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة محمبل بريف إدلب وتمركزت في خطوط ومواقع جديدة أكثر ملاءمة لتنفيذ المهام القتالية اللاحقة في المنطقة، أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن حاجز القياسات وقرى عيناتا والمطلة وبسنقول وحرشها تشكل عبئاً على الجيش الذي فضل الانسحاب منها إلى مواقع أكثر أهمية تناسب طبيعة وظروف المعركة المقبلة التي وضعت خططها بما تمليه الأولويات والمستجدات.
وأكد مصدر معارض مقرب من «غرفة عمليات جيش الفتح» التي تقودها جبهة النصرة، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، أن تركيا والسعودية وقطر قدمت في الآونة الأخيرة دعماً لوجستياً غير مسبوق للإرهابيين عبر الحدود التركية في حربهم مع الجيش العربي السوري وأن أعداداً كبيرة من المقاتلين من غير السوريين عبروا الحدود عبر دركوش وحارم وسلقين مع كميات كبيرة من الأسلحة النوعية والذخيرة تمهيداً لشن هجمات عنيفة وجديدة على مواقع الجيش في ريف إدلب الغربي ضمن سياستهم الداعمة للإرهاب الدولي.
وأعرب خبراء عسكريون تحدثت إليهم «الوطن» عن اعتقادهم بأن مرحلة إعادة انتشار وتجميع عديد وعتاد الجيش العربي السوري انتهت وغدا بمقدوره توجيه دفة المعركة والاحتفاظ بالمواقع المهمة والانطلاق منها نحو جوارها تمهيداً لمعركة استعادة مدينة جسر الشغور التي ستشكل نواة لتطهير جميع أنحاء محافظة إدلب.
وبسط الجيش سيطرته نهاية الأسبوع المنصرم على بلدات الزيادية ومرج الزهور وأعور وصراريف وتلتي غزال وأعور وسد زيزون جنوب شرق جسر الشغور وكبد الإرهابيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن