عدل خططه في حلب وحصار مسلحيها أولوية … 85% من مزارع الملاح تحت سيطرة الجيش
| حلب- الوطن- وكالات
توحي المجريات الميدانية الأخيرة والعملية العسكرية الراهنة التي ينفذها الجيش العربي السوري في حلب بأنه عدل من خططه لتناسب التطورات العسكرية على الأرض في الوقت الذي ظل متمسكاً بأولوية حصار مسلحيها في أحياء المدينة الشرقية، وهو ما يعمل عليه راهناً.
في الأثناء واصل الجيش شن هجمات عنيفة ومدروسة على مزارع الملاح ذات الموقع الإستراتيجي شمال حلب في مسعى للسيطرة عليها بهدف الوصول إلى طريق الكاستيللو، وتمكن من السيطرة على ما نسبته أكثر من 85 بالمئة من المزارع، حيث يتوقع أن يهيمن على المزارع الجنوبية خلال اليومين المقبلين.
فبينما أخّر الجيش السوري مع حلفائه معركة استعادة المناطق التي خسرها في ريف حلب الجنوبي وقت الهدنة التي خرقها المسلحون بعد التزود بالعتاد العسكري والمقاتلين والممتدة على الشريط الواصل بين بلدتي العيس وخان طومان وفي خلصة وزيتان وبرنة وفي محيط الأخيرة، فتح الجيش السوري في الأسبوع الأخير معارك أخرى بتوقيته هو، مستعيداً زمام السيطرة ومنتقلاً من الدفاع إلى الهجوم لإعادة رسم الخريطة الميدانية لمصلحته وبتكتيكات تدل على براعته في صوغ الخطط العسكرية وتنفيذها.
اعتمد الجيش أسلوباً، حسبما رصدت «الوطن» مع خبراء عسكريين متابعين لعمليته العسكرية، هو مشاغلة المسلحين ومباغتتهم في آن واضطرتهم إلى نقل بنادقهم من جبهة إلى جبهة من دون أن يدركوا حقيقة نياته العسكرية ففتح جبهات خطوط تماس المدينة التي ظلت ساكنة وصامدة لثلاث سنوات وحقق خروقات فيها في القوس الممتد من بني زيد والليرمون مروراً بالخالدية ووصولاً إلى حي الزهراء فيما سعت وحداته لكسر حال الجمود في جبهات المدينة القديمة وسيف الدولة وبستان الباشا والراشدين الرابعة والخامسة.
إلا أن التطور الأبرز في تكتيك الجيش وأسلوب إدارته لمعركة حلب المنتظرة والموعودة، والتي ذهب خبراء عسكريون إلى أنها لم تحدد ساعة صفرها بعد، تمثل في شن هجمات عنيفة ومدروسة على مزارع الملاح ذات الموقع الإستراتيجي شمال حلب في مسعى للسيطرة عليها بهدف الوصول إلى طريق الكاستيللو المعبر الوحيد المتبقي للمسلحين داخل الأحياء الشرقية من المدينة وتمكن من السيطرة على ما نسبته أكثر من 85 بالمئة من المزارع بعد أن بسط نفوذه على الشمالية والشرقية والوسطى منها على حين لا يزال التقدم جارياً في المزارع الجنوبية التي يتوقع أن يهيمن عليها خلال اليومين المقبلين.
وتسبب تقدم الجيش في مزارع الملاح بصدمة للمسلحين ولجبهة النصرة المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، بالتحديد والتي توقعت بأن يبدأ الجيش معركته الأولى في ريف حلب الجنوبي، ما ضيع بوصلتها وعمق خسائرها بشكل كبير أفقدها القدرة على التكيف مع الظرف الميداني المتسارع إلى حد كبير من دون أن تتضح معالمه بعد.
والحال أن الجيش والقوات الرديفة حصنوا مواقعهم جيداً في بلدة الحاضر جنوب حلب منعاً لأي اختراق محتمل من «النصرة» والميليشيات التي تقاتل وراءها وفي مقدمتها «جيش الفتح في إدلب» بالتزامن مع فتح معارك جديدة في باقي الجبهات وأبرزها جبهة مزارع الملاح التي راحت تهدد مسلحي حلب بالحصار وبددت آمال المسلحين وداعميهم الإقليميين والدوليين بالسيطرة على الحاضر وتجاوزها إلى طريق الراموسة لفرض حصار على قوات الجيش داخل مدينة حلب.
وتكمن أهمية السيطرة على مزارع الملاح بأنها تفتح أكثر من طريق لحصار مسلحي حلب سواء بمد الجيش نفوذه إلى مخيم حندرات فطريق الكاستيللو أو مواصلة زحفه باتجاه طريق غازي عنيتاب بين بلدتي كفر حمرة وحريتان لتحقيق الغاية ذاتها بحصار مسلحي المدينة.
وتظل عين الجيش مصوبة إلى الجنوب حيث خان طومان والقرى المحيطة بها لاستردادها في أقرب وقت في معركة جرى التخطيط لها بمساعدة الحلفاء اللذين زادوا من حجم حضورهم الفاعل لإعادة الوضع الميداني إلى ما قبل خروقات الهدنة وربما التوسع إلى مناطق أبعد من خان طومان والعيس قد تقع في عمق الريف الإدلبي.
في سياق متصل، ارتقى شهيد وأصيب 4 أشخاص بجروح جراء خرق جديد للمجموعات المسلحة لاتفاق «وقف الأعمال القتالية» عبر استهدافها بالقذائف الصاروخية أحياء سكنية في مدينة حلب.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب أن «إرهابيين استهدفوا صباح اليوم بقذائف صاروخية أحياء شارع النيل والخالدية والحمدانية في المدينة ما تسبب بارتقاء شهيد وإصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة».
وأشار المصدر إلى أن «الاعتداءات الإرهابية أدت إلى أضرار مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة والمنازل السكنية».