رياضة

الإرادة والتحدي

| محمود قرقورا

خيبة ليونيل ميسي في نهائي كوبا أميركا إثر إهداره ركلة ترجيح كان ممكناً أن تغيّر وجهة لقب المسابقة القارية الأقدم في العالم جعلته يتخذ قراراً متسرعاً بإعلانه الاعتزال دولياً.
ما من شك أن قراراً كهذا لا يمكن هضمه من أي متابع لكرة القدم في العالم، ذلك أن جمهور المستديرة ينتظر كل أسبوع نفحة سحر «ميسية» وومضة عبقرية للبرغوث ولحناً كروياً يُطرب له كل ذواق للعبة الشعبية الأولى في العالم، ولذلك ننتظر بين لحظة وأخرى تراجع ليو عن قرار الاعتزال الذي تبلور كرد فعل متسرع ليس إلا.
تطورات كثيرة شهدتها لحظات ما بعد القرار، فالحكومة الأرجنتينية تبني تمثالاً لميسي ليتراجع عن القرار، وأبطال مونديال 1986 ناشدوه للعدول عن قراره الصادم، كما انضم الرئيس الأرجنتيني ماكري للأصوات المنادية بتراجعه معتبراً أن بلاده تحظى بهبة إلهية متمثلة بأفضل لاعب في العالم، ومارادونا وعد بالتواصل مع ميسي لإقناعه بالتراجع، وجمهور التانغو استقبل منتخب الأرجنتين وهو يهتف: نحن لا شيء من دونك.. لا ترحل.
ميسي الذي لطالما صرح أنه يفضل لقباً دولياً على الكرات الذهبية الخمس يبدو أنه نسي قوة الإرادة والتحدي التي تجعل اللاعب حيوياً متجدداً كل يوم.
في الأمس القريب خسر كلوزه نهائي كأس العالم 2002 وأصابته خيبة أمل في يورو 2004 ثم خرج المانشافت من نصف نهائي مونديال 2006 قبل خيبة خسارة نهائي يورو 2008 والوداع من نصف نهائي مونديال 2010 ونصف نهائي يورو 2012.
ورغم كل تلك الخسارات لم يتملكه اليأس وعندما غاب عن المباراة الترتيبية لمونديال 2010 وبقي رونالدو الهداف التاريخي للمونديال هلل البرازيليون في وقت كان فيه كلوزه يضع برنامجاً خاصاً كي يكون لائقاً بعد أربع سنوات في البرازيل وانفرجت كل أساريره دفعة واحدة، إذ فاز المانشافت بكأس العالم واعتلى كلوزه قائمة الهدافين التاريخيين للمونديال بعمر ستة وثلاثين عاماً.
ميسي الآن في ربيعه التاسع والعشرين وأمامه فرصة الفوز بلقب المونديال بعد عامين وبعد ثلاث سنوات للفوز بلقب كوبا أميركا، فهل يمتلك إرادة وتصميم كلوزه أم إن مفردات عدم اليأس والإيمان بالقدرات حتى الرمق الأخير ميزة ألمانية بامتياز.
البون شاسع بين ميسي وأي ألماني وعقارب الساعة لا تعود للوراء فهل نشهد تطورات يكون لها مفعول السحر في قادم المواعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن