عربي ودولي

أوروبا تعد لمرحلة ما بعد بريطانيا ودعوة اسكتلندا إلى بروكسل … توسك: لا يمكن لبريطانيا أن تحصل على سوق أوروبية مشتركة على المقاس

بدأ القادة الأوروبيون اجتماعاً صباح أمس الأربعاء في بروكسل للمرة الأولى دون مشاركة لندن من أجل تحديد آفاق جديدة للمشروع الأوروبي الذي لا يزال يعاني من تبعات صدمة خروج بريطانيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن القادة الأوروبيين قالوا بوضوح أمس للمملكة المتحدة إنه لا يمكنها التفاوض على دخول السوق الأوروبية المشتركة الموحدة كما يحلو لها بعد خروجها من الاتحاد أي دون أن تقبل بحرية تنقل الأشخاص.
وأوضح توسك في ختام أول اجتماع للدول السبع والعشرين من دون بريطانيا «نأمل أن تكون المملكة المتحدة شريكا مقربا في المستقبل» ولكن «دخول السوق الموحدة يتطلب القبول بالحريات الأربع (الأساسية للاتحاد الأوروبي) بما فيها حرية التنقل. ولن تكون هناك سوق موحدة على المقاس».
وأضاف: إن المباحثات الأولى بعد قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد والتي جرت في بروكسل «لم تسهم في التوصل إلى نتائج، لهذا قررنا عقد اجتماع تشاوري للدول السبع والعشرين وسنلتقي في 16 أيلول في براتيسلافا لمتابعة مناقشاتنا».
وستعقد القمة بعد أيام من الموعد المتوقع أن يختار فيه المحافظون خلفا لديفيد كاميرون الذي استقال الجمعة إثر تصويت بلاده لصالح المغادرة بأغلبية 52%.
وقال توسك: إن المفاوضات مع بريطانيا حول مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تبدأ إلا بعد بدء عملية الانفصال التي تستغرق سنتين. وقال كاميرون إن خليفته سيقرر ذلك.
وقال توسك خلال المناقشات التي وصفها بأنها «هادئة وجدية» وهي الأولى في غياب مسؤول بريطاني منذ 40 عاماً، اتفق المشاركون على «(أننا) نمر بلحظة جدية في تاريخنا المشترك»، وأضاف: «انبثقت عن حوارنا مسألة واحدة واضحة. القادة مصممون بالمطلق على البقاء متحدين».
وبعد مغادرة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء الثلاثاء إثر المشاركة الأخيرة له في قمة أوروبية، توجهت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن في صباح أمس إلى بروكسل لتقييم فرص انضمام اسكتلندا إلى الكتلة الأوروبية ككيان مستقل.
وتأتي زيارة ستورجن على خلفية التوتر في المملكة المتحدة بعد تصويت الناخبين لصالح الخروج من أوروبا في الاستفتاء الذي نظم في 23 حزيران.
ووافق قادة الدول الـ27 الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي على منح بريطانيا مهلة قبل إطلاق آلية الخروج رسمياً مع التشديد على أنهم لن يقبلوا الانتظار «طيلة أشهر».
وأعلن توسك أمام صحفيين إثر عشاء الثلاثاء للدول الـ28 أن قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يقرون بضرورة «إعطاء الوقت لعودة الهدوء».
وفي مشاركته الأخيرة في قمة أوروبية، اضطر كاميرون إلى شرح هزيمته المؤلمة في الاستفتاء الذي أجري في 23 حزيران وصوت فيه 52% من البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي. ودافع كاميرون عن قراره إجراء الاستفتاء «أنا آسف للنتيجة بالطبع لكنني لست نادماً على تنظيم الاستفتاء لأنه كان الأمر الصواب».
في المقابل كانت الانتقادات من نصيب معسكر مؤيدي الخروج. وتساءل جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية «ما لا افهمه هو عدم قدرة الراغبين في الخروج على اطلاعنا على ما يريدونه فعلاً».
ومنذ الفوز المفاجئ لمعسكر الخروج، بدأ مسؤولون فيه بالتراجع عن بعض الوعود التي قاموا بها خلال حملة الاستفتاء.
ودعا كاميرون في بروكسل إلى إقامة «علاقة وثيقة إلى أقصى حد» بين لندن والاتحاد الأوروبي بعد الخروج، مشدداً على أن الدول الـ27 الأخرى ستبقى «جيراننا وأصدقاءنا وحلفاءنا وشركاءنا».
إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حذرت البريطانيين من أنهم لن يكون بإمكانهم «انتقاء ما يريدون» في علاقاتهم المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، وذلك حرصاً منها على تفادي انتقال العدوى إلى دول أخرى.
وقالت ميركل: إن «الاتحاد الأوروبي قوي بما يكفي لتجاوز انسحاب بريطانيا والاستمرار في المضي قدما حتى بعضوية 27 دولة».
ودعت ألمانيا وفرنسا وايطاليا، الدول الثلاث التي تعتبر من دعائم الاتحاد ومؤسسيه والقوى الاقتصادية الثلاث الكبرى في منطقة اليورو، إلى إعطاء «دفع جديد» للمشروع الأوروبي الذي لا تزال ملامحه غامضة.
وشدد هولاند على ضرورة التركيز على مجالات «الأمن ومكافحة الإرهاب والنمو والتوظيف ودعم الاستثمارات ومساعدة الشباب».
(أ ف ب- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن