رد روسي على تصريحاته بخصوص خرق موسكو للهدنة.. ماكغورك: معركة منبج تهيئ الظروف لمعركة الرقة.. وإيران لم تغير سياستها حيال سورية منذ توقيع الاتفاق النووي
أعلن بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاص في الحرب ضد تنظيم داعش أن قوات التحالف تحرز تقدماً وتخطط لشن هجمات على مدينتي الرقة والموصل أهم معقلين للتنظيم في العراق وسورية، لكن مشرعين أميركيين انتقدوا ذلك التقدم باعتباره بطيئاً جداً.
كما انتقدت وزارة الدفاع الروسية ما وصفتها بـ«المزاعم والادعاءات» التي ذكرها ماكغورك عن انتهاك الطيران الروسي اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية.
وأدلى ماكغورك بشهادة في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال فيها أن الروح المعنوية لدى داعش تتراجع بفقدانها للأراضي. لكنه قال إن الجهود لإيجاد حل سياسي لا تحرز تقدماً يذكر ولا يمكنه توقع وقف للقتال في ظل وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وقال ماكغورك: «ما دام (الرئيس) الأسد يقود الحكومة في دمشق فليس هناك طريق أبداً لانتهاء هذه الحرب» ضد تنظيم داعش. وأشار إلى أن روسيا كانت منذ أربعة أشهر القوة المؤثرة في دمشق، أما الآن فإيران هي القوة المؤثرة. وقال إنه لم يلحظ تغيراً «كبيراً» في سلوك إيران في سورية بعد الاتفاق النووي الدولي المعلن في تموز الماضي، مبيناً أن إيران تعمل في الأساس لدعم نظام (الرئيس) الأسد».
وذكر أن روسيا أعلنت التزامها بعملية انتقال سياسي في سورية وبوقف الاعتداءات، لكنها لم تفِ بتعهداتها.
وفي موسكو، رد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف في تصريحات نشرتها وكالة «تاس» الروسية للأنباء على ماكغورك، قائلاً: «من الصعب القول ما هي الأسباب السياسية الداخلية التي دفعت بهذا المسؤول للإدلاء ببيانه»، وأضاف: «إن هذا البيان مثل جميع المغامرات السابقة ضدنا في الكونغرس الأميركي يفتقر تماماً لأي معلومات محددة حيث لا يقدم تواريخ أو أوقاتاً أو أماكن نستطيع تحليلها والرد عليها بالحقائق».
ومؤخراً، دخلت القوات العراقية مدينة الفلوجة التي كانت أحد معاقل داعش غربي العاصمة بغداد، وكانت تدفع شمالاً نحو الموصل التي تعد أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم حتى الآن.
وفي سورية، تضيق قوات مدعومة من الولايات المتحدة الخناق على معقل التنظيم في مدينة منبج شرقي حلب.
وقال مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي إنه بمجرد استكمال العملية العسكرية في منبج، والتي تقودها قوات سورية الديمقراطية، فإن هذا سيوفر الظروف الملائمة للزحف إلى الرقة. وقال إن التخطيط جار لشن حملة لتحرير الموصل. وقال: «نبدأ في عزل وجودهم (عناصر داعش) في الرقة والموصل بشكل تام وأنا أعتقد أننا نهيئ الظروف لإخراجهم من هاتين المدينتين». وأشار إلى أن العرب هم الذين سيقومون بعملية الرقة وتحرير المدينة. لكنه لم يقدم جدولاً زمنياً لتلك العمليات.
وقال مشرعون إنهم يشعرون أن الحملة تتحرك ببطء شديد وعبروا عن قلقهم من أنه من دون حل سياسي فإن هزيمة داعش ستترك وراءها فراغاً في السلطة قد تملؤه جماعة متشددة أخرى.
وقال رئيس اللجنة السناتور الجمهوري بوب كوركر: «لا أرى كيف أن ما ترك من العملية السياسية يمكن أن يؤدي إلى رحيل (الرئيس) الأسد».
ورد ماكغورك معلناً أن الولايات المتحدة تأمل في إنهاء الحملة العسكرية على تنظيم داعش قبل نهاية صيف 2017. ومضى قائلاً: «أريد إنجاز الحملة في شكل أسرع بكثير مما هي عليه اليوم». وأضاف: «لا نريد إعلاناً متمهلاً» لاستعادة المدينة ولكن «نريد تحقيق ذلك في أسرع وقت… أراضي تنظيم (داعش) تتقلص»، ولم يتمكن من استعادتها.
لكن ماكغورك أقر بأن خطر داعش سيبقى لفترة طويلة ولسنوات، لأن التنظيم ومع خسارته سيدعو أكثر إلى عمليات ضد الولايات المتحدة والغرب، وسيحاول استقطاب أشخاص للقيام بعمليات إرهابية، منبهاً إلى أن 40 ألف شخص انضموا إلى التنظيم في سورية والعراق، وهذا ضعف الذين ذهبوا إلى أفغانستان. وكشف أن رقم متطوعي داعش بدأ يتراجع، وأن ضبط الحدود مع تركيا ساعد في هذه العملية.
وأوضح أن الرقة هي مركز عمليات التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تحظى بمزيد من التركيز بعد أن تلاشت ثروات التنظيم في ساحة القتال.
(رويترز – سانا – أ ف ب– العربية نت)