مساعدات إلى عربين وزملكا وحرستا الغربية.. وتوزيع أخرى على المهجرين من داريا والصليب الأحمر يعتبرها تطوراً «إيجابياً جداً»
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس عن إدخال 51 شاحنة مساعدات غذائية وطبية إلى مدن عربين وزملكا وحرستا الغربية في غوطة دمشق الشرقية التي تسيطر عليها تنظيمات مسلحة من بينها «جيش الإسلام» وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر انجي صدقي، أن قوافل المساعدات تم إدخالها إلى تلك المدن بالاشتراك ما بين اللجنة الدولية والأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري. وذكرت صدقي، أن قافلة المساعدات التي دخلت إلى مدينتي عربين وزملكا مؤلفة من 37 شاحنة، وتتضمن مواد غذائية وطبية، مشيرة إلى «أنها المرة الأولى التي تصل فيها مساعدات إنسانية إلى المدينتين منذ نحو أربع سنوات».
وأوضحت، أن المساعدات الغذائية تكفي لـ20 ألف شخص في المدينتين، في حين المواد الطبية التي سيكون من بينها أدوية وإسعافات أولية تكفي لعلاج عشرة آلاف مريض خلال ثلاثة أشهر.
وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة مساعدات غذائية أخرى مؤلفة من 14 شاحنة دخلت إلى مدينة حرستا الغربية وتكفي لـ12 ألف و500 شخص.
واعتبرت صدقي أن دخول المساعدات إلى مدينتي عربين وزملكا لأول مرة يعتبر تطوراً «إيجابياً جداً»، معربة عن تمنياتها بأن يتكرر هذا الأمر، وأن يتم الدخول باستمرار إلى بقية المناطق المحاصرة.
من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو للصحفيين قبل دخول القافلة إلى عربين وزملكا حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء «هذا يوم مشهود لأنه وللمرة الأولى نتمكن من تحريك قافلة مشتركة (…) إلى هاتين المدينتين منذ نوفمبر 2012».
وأضاف: «هناك 18 منطقة محاصرة في سورية في هذا الصراع الذي طال أمده، وتمكننا اليوم من إيصال المساعدات يعني أنه منذ بداية هذا العام تمكنت منظمات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري من الوصول إلى كل المناطق المحاصرة في سورية».
وشدد على أن استخدام «الحصار كتكتيك في حالة الحرب مرفوض، ولا بد أن يرفع الحصار وبسرعة لأن هذا هو الحل الناجع».
وكانت الأمم المتحدة قالت في 16 حزيران أنها أدخلت مساعدات إلى 16 منطقة محاصرة في سورية معربة عن أملها في الوصول أيضاً إلى عربين وزملكا.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت حصولها على موافقة الحكومة السورية لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة بنهاية حزيران الجاري.
وفي السياق، وزعت دفعة من المساعدات الإنسانية مقدمة من جمهورية الشيشان على الأهالي المهجرين من مدينة داريا في ريف دمشق الغربي إلى مزارع شواقة، وذلك بالتعاون مع محافظة ريف دمشق.
وقال عضو مجلس الشيوخ في روسيا الاتحادية زياد سبسبي في تصريح للصحفيين خلال مشاركته في توزيع المساعدات، حسب وكالة «سانا» للأنباء، «إننا اليوم (الأربعاء) نقوم بتوزيع مساعدات إنسانية على الأهالي المهجرين في هذه المنطقة مقدمة من جمعية الشهيد أحمد قاديروف الخيرية بتوجيه من الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف وتتضمن مواد غذائية أساسية وألعاب أطفال بهدف مساعدة السوريين في مواجهة الأزمة التي يمرون بها».
وأوضح سبسبي أنه لا توجد مناطق محددة لتوزيع المساعدات، حيث قال: غداً (اليوم) سنوزع مساعدات في السويداء وبعدها سيتم تنظيم حملة مساعدات في مدينة حلب ومن ثم مدينة تدمر»، مشيراً إلى أن المساعدات مستمرة ويجري التفكير في إنشاء مركز طبي ومركز تعليمي للأطفال من سن 5 إلى 12 عاماً.
من جهته أشاد عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق منير شعبان بالدور الإنساني للأصدقاء في روسيا الاتحادية لوقوفهم إلى جانب الشعب السوري في ظل الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليه من الدول الغربية، مبيناً أن المساعدات التي وزعت أمس من شأنها التخفيف من وطأة التهجير الذي فرضه المسلحون على أهالي داريا وتحسين الوضع النفسي للأطفال.
بدوره أوضح رئيس مجلس مدينة داريا مروان عبيد، أن تجمع مزارع شواقة الواقع بين صحنايا وداريا يضم أكثر من 9 آلاف مهجر من داريا، لافتاً إلى أن مجلس البلدية والمحافظة يسعيان إلى تقديم أفضل الخدمات من كهرباء ومياه للمهجرين في هذه المنطقة.
وحضر عملية توزيع المساعدات التي تمت تحت عنوان «مع الحب من الشيشان إلى سورية»، ممثل مركز التنسيق الروسي في حميميم العقيد أرتوم كازانكوف.